الألعاب الرياضية في ميزان الشريعة الإسلامية | اسلاميات

  • 5/28/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إن مجال الرياضة يتسع للكبير والصغير ، وتختلف دوافع أهله وتتفاوت طموحاتهم وتتنوع طاقاتهم ، فمنهم المحسن ، ومنهم المسيء ، والرياضة في ذاتها سواء كانت بدنية أو ذهنية ، منها النافع المفيد ، ومنها الضار الفاسد ، وتكاد تكون ممارسة الرياضة من الأنشطة الإنسانية التي بدأها الإنسان منذ زمن قديم ، بعضها كان يتعلق بتقوية البنية الجسدية ، وبعضها يتعلق بالتدريب اليومي فيما يصب في فنون القتال والحرب بصورته القديمة ، وبعضها كان من باب التسلية ، غير أن تحول الرياضات إلى مؤسسات ضخمة ، ورصد الدول لها مليارات الأموال ، وإنشاء أندية خاصة بها واتحادات ومسابقات محلية ودولية ، وإنشاء قنوات تحتكر إذاعة ونقل المباريات فتحولت الرياضة من ممارسة بدنية إلى طريق للتكسب والتربح ، ليس على المستوى الفردي بل على المستوى الدولي ، وعلى الرغم من فوائد الرياضة البدنية للجميع ، لا سيما لبعض فئات المجتمع من المحتاجين لها فقد توجهت الرياضة الحديثة بمفاهيمها الجديدة إلى ما هو أبعد من مجرد الصحة البدنية بكثير ، حين توسع مفهوم الرياضة ليشمل أنواعاً لا تكاد تحصى من الألعاب والأنشطة الإنسانية المختلفة ، ويستقطب في برامجه كل فئات المجتمع ، فالرياضة الحديثة قد تجاوزت بمفاهيمها المعاصرة مبدأ الممارسة العملية ، باعتبارها هدفاً رئيساً وغاية ضرورية من غايات الرياضة إلى أن تصل بمفهوم الرياضة إلى المعنى التجاري الاستثماري فتصبح الرياضة سلعة استهلاكية يتاجر بها المستثمرون المتربصون بحاجات الناس ومتطلباتهم ، فراجت تجارة اللاعبين ، والمقامرة المالية ، والدعاية الإعلامية والشهرة العالمية ، ومتعة التفرج ، وأقيمت المنشآت للمنافسات الدولية والثقافية والرياضية ، ونحوها من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي لا علاقة لها أصلاً بمبدأ الرياضة البدنية ، إن أنواع الرياضة العالمية بكل ما تحويه من التفاعل الحركي والتنافس الدولي والاستهلاك الثقافي والمتعة الشخصية والممارسة الواقعية ، لا تزيد في المفهوم الإسلامي على كونها مصلحة كمالية في معظم الأحوال ، لا يجوز أن تتعارض مع مصلحة حاجية ، فضلاً عن أن تتعارض مع مصلحة ضرورية ، وإلا أصبحت محرمة شرعاً ، وواقع الممارسات الرياضية ، وما يلحق بها من أنشطة وألعاب ومنافسات ومخاطرات ، وما يتخلل ذلك من مفاسد أخلاقية كتبرج النساء ، والاختلاط بين الجنسين من غير المحارم ، والمقامرة المالية ، وما يتبع ذلك من تضييع للواجبات ، ووقوع في المحرمات ، كل ذلك ينقل هذه الممارسات الرياضية من الإباحة إلى الكراهية أو التحريم ، بل إلى ما هو أشد من ذلك من الكبائر والموبقات القبيحة ، التي حذر الشارع الحكيم منها وتوعد أصحابها بالعقوبة الشديدة . * ماجستير في الشريعة الإسلامية

مشاركة :