تمارين الاهتزاز تخفض الوزن وتؤثر في عملية الأيض

  • 1/19/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تبث شاشات التلفزيون الآلاف من الإعلانات التجارية عن ميزات الآلات التي تعتمد تقنيات الاهتزاز لممارسة الرياضة. ويشدد مسوّقو هذه الأجهزة على أنها لا تتسبب في إجهاد مستخدميها مثل ما يحدث عند أداء التمارين الكلاسيكية، فهم لا يحتاجون سوى الوقوف وترك الآلة تقوم بالاهتزاز. أورد تقرير نشر في موقع “ساينس أليرت” أن عددا من الأخصائيين قد قاموا بمجموعة من الأبحاث التي تدرس كل ما يتعلق باعتماد اهتزاز الجسم كـ”محاكاة للتمارين الرياضية التقليدية”. لكن أبحاثهم لم تكن كافية لإبراز كيفية عمل هذه التقنية على تحقيق مثل هذه التغييرات المهمة في الجسم وحدها. ومن المتوقع أن تقلّص دراسة حديثة أجريت على الفئران مدى الغموض المرتبط بهذه العملية، حيث كشفت طريقة جديدة يحقق بها الاهتزاز فوائد صحية على مجموعة التفاعلات الكيميائية في الخلايا عبر تعديل تركيب الميكروبيوم، وهو العدد الهائل من الكائنات الحية المجهرية الموجودة في الجسم. وفي دراسات سابقة ومنفصلة، نجح بعض الباحثين في إبراز الرابط الذي يجمع الميكروبيوم داخل الأمعاء بعدد من الأمراض كالسمنة. كما يعمل هؤلاء على التخطيط لدراسات تبرز كيفية تأثير هذا النظام على استجابتنا للطعام، وكيف يمكن لمختلف الحميات الغذائية أن تعدله. تحدّث منظمو الدراسة عن هذا الموضوع في ورقة بحثية جديدة تحت إشراف الباحث جاك يو، الأخصائي في جراحات تجميل الأطفال لمعالجة الحروق والتشوهات الخلقية في جامعة أوغستا، التي تعد جامعة أبحاث عامة ومركزا طبيا أكاديميا في ولاية جورجيا الأميركية. وكتب الباحثون “بالرغم من تأكيد الآثار الإيجابية التي يحققها الاهتزاز المحاكي للتمارين الرياضية على مستوى الكيمياء الحيوية والفيسيولوجيا (علم وظائف الأعضاء)، تبقى الطريقة التي يتحقق بها ذلك غير معروفة”. اهتزاز الجسم لما يصل إلى 15 دقيقة في اليوم ثلاث مرات في الأسبوع يساعد على فقدان الوزن وحرق الدهون وللتحقق من تأثيرات هذه الآلية على مجموعة التفاعلات الكيميائية في الخلايا الحية، درس الباحث يو وفريقه نوعين من الفئران، مجموعة مصابة بالسكري من النوع الثاني وأخرى تم إجراء بعض التعديلات عليها ليصبح لديها تحوير في هرمون اللبتين، ونقص البروتين الذي يحميها من السمنة وجعلها الباحثون مصابة بالسكري وتمتلك مقاومة ضد الإنسولين. ثم عرض العلماء أجسام الحيوانات للاهتزازات، لمدة 20 دقيقة في اليوم طوال أربعة أسابيع. ثم انتقلوا إلى تحليل عينات من الأنسجة الدهنية البطنية المستخرجة منها وعينات أخرى من برازها. ووجدوا أن تقنية الاهتزاز غيرت توزيع الخلايا البلعمية الكبيرة وتركيبها لدى الفئران وهي أساسية للمناعة الخلوية عند الفقريات. وحدد الباحثون نوعين مختلفين من هذه الخلايا، تتسبب الأولى في الالتهابات والثانية تقاومها. وكتب مؤلفو الدراسة “أظهرت بياناتنا أن الاهتزاز يغير استقطاب الخلايا المضادة للالتهابات والميكروبيوم الموجود في الجهاز الهضمي”. كما توصلوا إلى أن الاهتزاز يقرّب مستويات الخلايا المضادة للالتهابات في أجسام الفئران المصابة بالنوع الثاني من السكري إلى مستويات قريبة من تلك المسجلة في أجسام الحيوانات السليمة. وامتدت تأثيرات هذه التقنية إلى أكثر من مجرد التأثير على الخلايا البلعمية الكبيرة لدى الفئران المصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. فبالإضافة إلى ذلك، غيّرت هذه الآلية البكتيريا في الميكروبيوم الموجود في براز هذه الحيوانات، حيث سُجّلت “زيادة هائلة” في نوع من البكتيريا المضادة للالتهابات. وشهدت هذه الميكروبات التي تصنّع الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (من 2 إلى 6 ذرات كربون) والتي يمكن أن تساعد الجسم على توظيف الغلوكوز بطرق أكثر كفاءة، زيادة قدرها 17 ضعفا لدى الفئران بعد تجربة الاهتزاز التي امتدت شهرا واحدا تقدم النتائج دفعة جديدة واعدة في الأبحاث التي تدرس كيفية تحسين القدرة على مكافحة الالتهاب لدى المصابين بمرض السكري من النوع الثاني. ويؤكد الباحثون أن طريق اكتشاف أسرار هذه الآليات ما زال طويلا. وكتب الفريق “تبقى بعض تأثيرات هز الجسم غير واضحة: هل يسبق التغيير في استقطاب الخلايا المضادة للالتهابات التغيرات الميكروبيومية المعوية، أم أن العكس هو الصحيح؟ في هذه الشبكة المعقدة، يبقى أمامنا الكثير لتحقيقه في دراسة مستويات متعددة من التغييرات على مستويات تمتد من التعبير الجيني إلى إعادة تشكيل الخلية والأنسجة وغيرها من العمليات التي تصل مستوى الأعضاء”. يسعى الباحثون الآن إلى إعداد تجربة سريرية لتحديد تأثيرات هز الجسم على المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة. يقول المختص في الطب الطبيعي وإعادة تأهيل القدرات الوظيفية، إدوارد لاسكوسكي، إن اهتزاز الجسم يمكن أن يوفر بعض الفوائد الصحية على مستوى اللياقة البدنية. ولكن، لا توضّح الدراسات المتوفرة اليوم ما إذا كانت هذه التمارين جيدة مثل التمارين المنتظمة. ومع اهتزاز كامل الجسم، يمكن للمتدرب الوقوف أو الجلوس أو الاستلقاء على جهاز مرفق بمنصة تهتز. فعندما تهتز الآلة، تنقل الطاقة إلى الجسم، مما يجبر العضلات على الانقباض والاسترخاء عشرات المرات في الثانية كما لو كانت تمارس التمارين بشكل تقليدي. يقول المروجون لهذه الطريقة إن اهتزاز الجسم لما يصل إلى 15 دقيقة في اليوم ثلاث مرات في الأسبوع يساعد على فقدان الوزن وحرق الدهون وتحسين المرونة وتعزيز الدورة الدموية وتقليل آلام العضلات بعد التمارين الرياضية وبناء القوة، وتقليل هرمون الكورتيزول. لكن البحوث لا تزال قليلة جدا في هذا المجال. وأوضح لاسكوسكي “لا نستطيع تأكيد ما إذا كان اهتزاز الجسم يوفر نفس الفوائد الصحية التي تمنحها التمارين التقليدية، مثل المشي أو ركوب الدراجات أو السباحة”. وتظهر بعض الأبحاث أن اهتزاز الجسم يساعد في تحسين قوة العضلات وأنه قد يساعد في تخفيف الوزن عندما يخفض المرء عدد السعرات الحرارية التي يستهلكها عند استخدام هذه الآلات. كما قد يتجاوز دور اهتزاز الجسم الرياضة واللياقة البدنية، حيث تظهر بعض الأبحاث أن اهتزاز الجسم قادر على تخفيف آلام الظهر وتحسين القوة والقدرة على الحفاظ على التوازن لدى كبار السن والتقليل من حدة ضعف العظام، عندما يكون صحيحا أو تحت إشراف طبي عند الحاجة. ويرى أخصائيو اللياقة البدنية أن كثافة الاهتزازات واتجاهها هما اللذان يحددان فعاليتها، مع العلم أن بعض الأجهزة تنتج اهتزازات عمودية فقط، بينما ينتج بعضها الآخر اهتزازات صاعدة وهابطة، وأمامية وخلفية، وعلى الجانبين. ويعتقد أن الاهتزازات العمودية (الصاعدة والهابطة) تكون أكثر فعالية لإنتاج تقلصات عضلية سريعة.

مشاركة :