تعمل أم عباس مثل والدة حنون منذ الصباح الباكر وحتى حلول الليل في صناعة الخبز للمتظاهرين في ساحة الحبوبي وسط الناصرية بالعراق مجانا. يجلب المتظاهرون الطحين، وتقوم هي بعجنه وخبزه وسط مشاركة كبيرة من الشباب في جو عائلي ملئ بالمرح والإلفة. تقول أم عباس للعربية إنها تعمل منذ السادسة صباحا وحتى الثامنة مساء، وتخبز في كل يوم أربعة أكياس طحين. وهي تؤمن بانتصار الثورة وتقول" للعربية نت "إن الثورة انتصرت ولم يبق الا القليل". ترابط أم عباس منذ إنطلاق الثورة بساحة الحبوبي، وارتبطت بصخب الشباب الصباحي حول التنور حيث يشاركونها في تقطيع العجين وينتظرون حظهم في الخبر الساخن. تعرف ام عباس الشباب بأسمائهم، وبينما تلعب بالعجيب بين يديها بمهارة الخباز تتبادل عبارات الود مع الثوار مرحبة بهم في مخبزها المفتوح على الساحة. وفي الجانب الأخر من ساحة الحبوبي يقوم مجموعة من الشباب بغسل وكي ملابس المتظاهرين مجانا. فأنور العميري أحد المعتصمين بالساحة أسس مغسلة لتنظيف وكي الملابس للثوار. وبأريحية يعمل أنور على مدار اليوم في تصنيف ملابس الثوار وغسلها ونشرها في الساحة وكتب لافته لطيفة تقول "غسل وكوي ملابس المتظاهرين مجانا وياه بوسة" وعلى غرار ساحة التحرير تحولت ساحة الحبوبي إلى أيقونه للثورة ومعقلا للمنتفضين المطالبين بالتغيير السياسي، إذ يحتشد ألاف المعتصمين يوميا. وكتب الثوار في وسط الساحة لافته كبيرة كتب عليها "الخائفون لايصنعون الحرية". واشتهرت اللوحة بعد مقتل الناشط المدني خالد الخفاجي، ونشر اصدقاؤه صورة له وهو يشير إليها. وتقع ساحة الحبوبي عند تقاطع شارعي النيل والحبوبي وسط مدينة الناصرية يتوسطها تمثال الشاعر محمد سعيد الحبوبي الذي ناضل ضد الانجليز في عشرينيات القرن الماضي.
مشاركة :