طرابلس 18 يناير 2020 (شينخوا) اتهمت قوات "الجيش الوطني" الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، تركيا باستغلال وقف إطلاق النار في طرابلس، لنقل شحنات عسكرية إلى العاصمة طرابلس. وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر في مؤتمر صحفي عقده في بنغازي ليلة الجمعة - السبت، إن "تركيا استغلت وقف إطلاق النار وأدخلت شحنات عسكرية جوا وبحرا وتحت نظر عين قواتنا المسلحة، حيث نرصد كل ما يحدث في طرابلس". وأضاف المسماري "رصدنا تركيب تركيا منظومة دفاع جوي أمريكية المنشأ في مطار معيتيقة، وتم إنزال آليات عسكرية في ميناء طرابلس البحري، إلى جانب إنزال المئات بل الآلاف من السوريين والأتراك في العاصمة". وأكد المتحدث العسكري أن "القوات المسلحة تنتظر تعليمات القائد العام المشير حفتر للرد على أي هدف"، لافتا إلى أن هناك "استعدادا كاملا" للتعامل مع هذه "الخروقات". وكانت دعت كل من تركيا وروسيا في 8 يناير الجاري الأطراف المتنازعة لوقف إطلاق النار المتواصل منذ شهور حول طرابلس. ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ اعتبارا من يوم الأحد الماضي. ويبقى وقف اطلاق النار صامدا بشكل عام مع اقترابه من إكمال أسبوعه الأول، ولم تشهد مناطق جنوب طرابلس خلال تلك الفترة اشتباكات فعلية. واستضافت موسكو الاثنين محادثات للسلام بين الأطراف الليبية المتحاربة. ووقعت حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا على اتفاق وقف إطلاق النار بينما غادر حفتر موسكو بدون توقيعه، بحسب تقارير اعلامية. وتستضيف ألمانيا غدا الأحد مؤتمرا دوليا في مسعى لحل الأزمة الليبية. والثلاثاء، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده "ستلقن درسا" لخليفة حفتر، إذا استأنفت قواته القتال. وتدعم أنقرة حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وفوض البرلمان التركي الحكومة في إرسال قوات إلى ليبيا. من جهة أخرى، وصف المسماري إغلاق الموانئ النفطية بأنها "خطوة جبارة قام بها الشعب". وأشار المسماري الى أن "الجماهير الغاضبة خرجت منذ إقرار البرلمان التركي إرسال قواته إلى ليبيا، وشاهدنا مظاهرات مستمرة (...) تندد بالقرار الذي يسعى لإعادة احتلال ليبيا من قبل الأتراك". وأضاف المسماري "الجماهير الغاضبة لم يستمع لصوتها أحد سواء في الأمم المتحدة أو المهتمين في الشأن الليبي، لذلك صعدت من أعمالها في محاولة لإيصال صوتها إلى المجتمع الدولي وصولا الى قناعة بإقفال الموانئ النفطية". وأوضح المسماري أن إغلاق تلك الموانىء هو "عمل شعبي مدني"، وأضاف أن "الجيش استمع لنداء الشعب الليبي، وبالتالي لن يتدخل في إرادته". وأفادت تقارير صحفية محلية، بدخول عدد من شيوخ القبائل في شرق ليبيا إلى غرف التحكم داخل الموانئ التي تقوم بشحن النفط الى الخارج وطالبوا المشغلين بإيقاف عملها. كما نصب المئات من رجال القبائل خياما داخل تلك الموانئ. وحذرت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أمس الجمعة، من دعوات إقفال الموانئ النفطية استباقا لمؤتمر برلين الذي ينعقد غدا الأحد. وطالبت مؤسسة النفط في بيان "القوات التي تدعي حماية المنشآت النفطية بمنع أي محاولة للإغلاق". وجاءت تحذيرات مؤسسة النفط الليبية بعدما دعت مؤسسات المجتمع المدني ونشطاء في شرق البلاد، إلى إغلاق الموانئ النفطية، احتجاجا على التدخل العسكري التركي في ليبيا، وذهاب إيرادات النفط إلى المجموعات المسلحة التي تقاتل قوات حفتر في طرابلس. وتبعد منطقة الهلال النفطي نحو (500 كم) شرق العاصمة طرابلس، وتسيطر عليها قوات حفتر. وتضم المنطقة المخزون الأكبر من النفط الليبي وأكبر ثلاثة موانئ لشحن النفط خارج ليبيا وهي الزويتينة ورأس لانوف والسدرة. وتتعرض الموانئ والحقول النفطية في ليبيا لهجمات إرهابية وأخرى مسلحة واعتصامات تتسبب في خفض مستمر للإنتاج. ويتخطى إنتاج النفط الليبي 1.2 مليون برميل، ما يعني خسارة قرابة ثلثي الإنتاج جراء هذا الإغلاق. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة في ظل انتشار السلاح، منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي العام 2011. وأعلن حفتر في الرابع من ابريل الماضي أنه أمر قواته بالتقدم الى طرابلس لتدور معارك ضد قوات موالية للحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي. وتسببت المعارك منذ اندلاعها في ابريل، بمقتل 1093 شخصا وإصابة نحو 6 آلاف آخرين، إضافة إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأمم المتحدة.
مشاركة :