سكان قرية نائية في غزة يستفيدون من مشروع محطتي تحلية مياه بتمويل صيني

  • 1/19/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يخدم مشروع مولته الصين نحو عشرة آلاف فلسطيني من سكان قرية نائية في قطاع غزة في الحصول على مياه صالحة للشرب. وأبدى الخمسيني عبد الرحيم ابو جودة، من سكان قرية أم النصر في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، سعادته بالحصول على مياه صالحة للشرب من خلال استفادته من محطة تحلية مياه متواجدة أمام منزله مباشرة. ويقول ابو جودة لوكالة أنباء ((شينخوا)) “هذا يوم فرح بالنسبة لي ولعائلتي بأن نتمكن من الحصول على مياه صالحة للشرب مباشرة، دون الحاجة لانتظار ساعات طويلة قبل أن تصل السيارات التي تبيع المياه المفلترة”. ويضيف ابو جودة، وهو أب لـ12 أبنا، بينما كان يعبئ المياه المفلترة من الصنبور “نحن هنا نعاني الأمرين، ليس فقط بسبب بعد المسافة عن كافة المرافق اللازمة للإنسان، ولكننا كنا نفتقر أهم أساسيات الحياة وهي المياه، التي من المفترض أن تكون متوفرة لنا بشكل مستمر”. ويعاني ابو جودة كحال باقي سكان منطقته من الاضطرار لدفع مبالغ مالية مقابل الحصول على المياه العذبة. ويقول “الناس في هذه المنطقة فقراء وبسطاء ولا يملكون الأموال الكافية لشراء مياه عذبة، لذلك هم يضطرون لاستعمال المياه المالحة والمضرة بالصحة التي تقدمها بلدية النصر”. وتجمع العشرات من الرجال والأطفال والنساء حول محطة تحلية المياه حاملين جالونات فارغة لتعبئتها بالمياه العذبة، فيما راح يمرح الأطفال ويشربون المياه مباشرة من الصنابير. وسبق أن حذر تقرير للأمم المتحدة من أن قطاع غزة، الذي يقطنه ما يزيد عن مليوني نسمة يواجه أزمة مياه متفاقمة قد تجعل القطاع غير صالح للعيش خلال سنوات معدودة في حال لم يتم تدارك الأمر بمشاريع إنقاذ. وذكر التقرير الأممي في حينه، أن المياه الجوفية التي تعد المصدر الوحيد الصالح للشرب ستكون غير قابلة للاستخدام حاليا وأنه لا يمكن إصلاح هذا الضرر بحلول العام 2020. وافتتحت جمعية (عطاء فلسطين)، وهي مؤسسة خيرية غير ربحية، بالتعاون مع بلدية قرية النصر، مشروع محطتي تحلية مياه بتمويل من الحكومة الصينية، لتغطية احتياج ما يزيد عن 10 آلاف من سكان تلك القرية النائية للمياه الصالحة للشرب. وأُطلق على المشروع اسم “قطرات الحياة 1″، ويتضمن إنشاء محطتين لتحلية المياه المالحة لبلدة النصر، التي تعتبر من أبرز المناطق المهمشة في قطاع غزة و، وفير مياه نظيفة وصالحة للشرب لسكانها. ويقول أمين سر جمعية عطاء فلسطين عماد الأغا ل(شينخوا)، إن “حوالي 10 آلاف نسمة غالبيتهم من العاطلين عن العمل ويعانون من الفقر الشديد سيستفيدون من هاتين المحطتين”. ويوضح أن الحكومة الصينية تمول سلسلة مشاريع للتنمية المستدامة بما يفيد السكان على مدى سنوات طويلة، مشيدا بالدعم الصيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويشير إلى أن المواقف الصينية لا تقتصر على المواقف السياسية، ولكنها أيضا تساهم بشكل أساسي في تنمية الفرد والمجتمع. ويؤكد الأغا أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى الدعم الصيني المتواصل لبناء المؤسسات والتنمية. وسبق أن نفذت جمعية عطاء فلسطين بتمويل من الصين سلسلة من المشاريع حملت اسم “ضوء الحياة” لخدمة مناطق متعددة في قطاع غزة منذ العام 2016. وشكر الأغا قيادة الصين وشعبها على كل أنواع الدعم المقدم إلى سكان قطاع غزة خاصة مشاريع التنمية المستدامة مثل توفير الكهرباء وتحلية المياه، وتمويل المشاريع الاقتصادية الأخرى. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ عام 2007 بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليه عقب جولات من الاقتتال الداخلي مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. ودفعت سنوات الحصار المتتالية إلى تفاقم أزمات نقص الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة بفعل انقطاع التيار الكهربائي معظم ساعات اليوم وتلوث مياه الشرب. وقبل أيام صرح نائب رئيس سلطة المياه في غزة المهندس مازن البنا، بأن 97 في المائة من الآبار الجوفية في القطاع تعاني من التلوث ولا تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية. وأوضح البنا خلال ندوة في غزة، أن ما يوفره الخزان الجوفي من مصادر مياه متجددة في غزة لا يزيد عن 50 مليون متر مكعب سنويا، ما يسبب عجزا هائلا يحمل تداعيات خطيرة مستقبلا. وأفاد بأن هذا الواقع أدى إلى تداخل مياه البحر وارتفاع نسبة الأملاح، وخاصة مياه الشرب، وسط تباطؤ خطير في مشاريع إقامة محطات تحلية بفعل الحصار الإسرائيلي وقيود إدخال مواد البناء والمعدات اللازمة. ويعتمد سكان قطاع غزة على شراء مياه محطات التحلية، خاصة أن نسب الأملاح والنترات في المياه الجوفية في القطاع تتعدى النسب المسموح بها عالمياً وتصل إلى 96.2 في المائة.

مشاركة :