أكدت مصادر محلية وأمنية في صنعاء، أمس السبت، لـ«الاتحاد»، العثور على طفلة في التاسعة من عمرها، الجمعة، بعد ثلاثة أيام على اختطافها من جوار حديقة الحيوانات في منطقة دار سلم جنوب العاصمة اليمنية الخاضعة لهيمنة ميليشيات الحوثي الانقلابية. وذكرت المصادر أنه «تم العثور على الطفلة لجين محمد، مرمية على صندوق للقمامة (جنوب صنعاء) وعلى جسدها آثار التعذيب والحروق ولسانها مقطوع»، في فاجعة إنسانية قضت مضاجع اليمنيين عموماً، وسكّان صنعاء خصوصاً، حيث تكررت في الشهور الأخيرة حوادث اختطاف الفتيات وسط اتهامات لقيادات حوثية تتولى مناصب رفيعة في أجهزة الأمن والمباحث الجنائية التابعة للميليشيات. وقال مصدر محلي: «الطفلة لجين ما زالت حية لكنها في حالة نفسية وصحية سيئة للغاية»، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين «لم تتمكن بعد من العثور على الجناة». وامتنعت وسائل الإعلام الحوثية (الرسمية وغير الرسمية) في صنعاء عن الإشارة إلى حادثة اختطاف الطفلة لجين محمد أو أنباء العثور عليها. وأثارت الحادثة استياءً واسعاً بين اليمنيين وسط دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى إثارة القضية، رداً على التجاهل الإعلامي الحوثي لها. وكتبت المحامية اليمنية، هدى الصراري التي ترأس مؤسسة دفاع للحقوق والحريات، في حسابها على «تويتر»: «عُثر على الطفلة (لجين) من صنعاء ملقاة في القمامة، وعليها آثار تعذيب وحروق في جسدها، وقطع الجاني لسانها دون رحمة. أي زمن هذا! وأي بشر ابتلينا بهم في زمن أغبر»، مطالبة السلطات الأمنية في صنعاء بـ«تتبع خيوط هذه الجريمة البشعة وإلقاء القبض على الجاني». ومن جهتها، حمّلت منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري، ومقرها مدينة مأرب (شرق)، ميليشيات الحوثي «المسؤولية الكاملة» عن عملية اختطاف الطفلة لجين والتي وصفتها بالجريمة البشعة. وعزت المنظمة في بيان، أمس، اختطاف لجين إلى «استمرار الانفلات الأمني في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي والذي تغذيه تلك الميليشيات». وأضاف البيان: «نحمل ميليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عن حياة المواطنين المقيمين في مناطق سيطرتها». ووصف الناشط اليمني، أمين طه، اختطاف وتعذيب وقطع لسان لُجين بـ«أكبر وأبشع جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي استهدفت الأطفال في اليمن، والتي تشكل خطورة على بقية الأطفال».
مشاركة :