الهلالي يقطع جدل شعرية الطائف بـ«العتب» و«النفسية»

  • 1/19/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعقب الناقد الأكاديمي الدكتور أحمد الهلالي الجدل القائم منذ أعوام بسبب كتابين عن (الشخصية الشعرية للطائف) التي تناولها الناقد الدكتور عالي القرشي في كتابه (شخصية الطائف الشعرية) الصادر عن لجنة التنشيط السياحي في الطائف عام 2000، ثم طبعته الثانية عن دار جداول عام 2016. فيما أصدر الناقد قليل الثبيتي كتابه (أبعاد الطائف الشعرية) 2016، ما أثار القرشي كون الثبيتي لم يشر إلى كتابه. وأكد الهلالي أنه تتبع أسباب الخلاف وحيثياته ونجح في إنصاف جهد الدكتور عالي باعتباره الأسبق في التناول والتجربة النقدية وانتصر له دون أن يقلل من شأن طرح الثبيتي أو يعب عليه جهده. وأوضح الهلالي للزميلة صحيفة «عكاظ» أنه منذ اطلع على الخلاف الذي نشأ بين المؤلفين قبل ثلاثة أعوام تقريباً إثر قدح شرارته الأولى على موقع (تويتر) حاول التهدئة برغم تصاعد العتب بين المؤلفين حد بلوغه مرتبة الخصومة المعلنة في الصحف والرفع بها لوزارة الثقافة والإعلام. وكشف أنه حرص على الحياد ما استطاع وهو يقرأ الكتابين، متوخيا الموضوعية التي سيشعر بها قارئ الدراسة، مشيراً إلى أنه درس عتبات الكتابين (الغلاف والإهداء والعنوان) وجمع ما وجده عن القضية في الصحف، ونظر في الشواهد وطرائق التحليل، ووصل إلى الموازنة التي اعتمد فيها بحث التقاطعات بين الكتابين، لافتاً إلى أن أبرز أسباب اللبس «تقارب العناوين، ووجهة التأليف (مدينة الطائف)، واعتماد المؤلفين على معجم (الشوق الطائف حول قطر الطائف) لمؤلفه حماد السالمي، الذي جمع فيه أشعار المتقدمين والمتأخرين عن الطائف. وعدّ الهلالي منهج القرشي أكاديمياً في تناوله لمباحث كتابه، إذ كانت فصوله عبارة عن بحوث أكاديمية مستقلة، تلي كل بحث مراجعه وحواشيه، مؤكداً أن الثبيتي غيّب هذه المنهجية، ولم يحو كتابه قائمة للمراجع والمصادر. وأضاف أن القرشي اعتمد لغة الباحث الأكاديمي، وتجلت اللغة الشعرية في تحليله للشواهد، بينما كان الثبيتي يعتمد على لغة سمّاها اللغة البيضاء، أي المباشرة الواضحة التي لا يجد القارئ العادي عنتا في فهمها. إضافة إلى توسع القرشي بالرجوع لمصادر أخرى غير (معجم السالمي) منها دواوين شعرية ونثرية وسردية، فيما اعتمد الثبيتي شبه كلي على معجم السالمي، واستشهد بأشعار شباب لم ترد في المعجم منها نصوص الشاعر أمين العصري. وأوضح الهلالي أن القرشي أورد 118 شاهداً شعرياً، ولم يشترك المؤلفان سوى في 23 شاهدا، تطابق منها ثلاثة فقط، وجاء منقوصا 14 شاهدا، وستة شواهد مزيدة، مؤكداً أن الاشتراك في شواهد الكتابين بلغ نسبة 19.4%، مشيراً إلى أن جميع الشواهد المشتركة كان مصدرها كتاب (معجم السالمي) عدا شاهدين جاءا من معجم البلدان للحموي. وألمح الهلالي إلى تفرد كتاب الثبيتي بالبعد الاحتفائي واهتم بالشعر المدائحي الذي ألقاه الشعراء في المناسبات الملكية في الطائف حين كانت مقرا للحكومة في الصيف. وخرج الهلالي بنتائج منها أن الخلاف بين المؤلفين لا يعدو عتبا تنامى حد بلوغه درجة الخصومة، وعدّها (قضية نفسية أكثر منها قضية علمية)، كون مدار عتب القرشي يدور حول عدم إشارة الثبيتي إلى كتابه ذي السبق التأليفي، وكان يجدر بالثبيتي (أدبيا) أن يشير إليه، لكنه لم يفعل، وقال «مع ذلك لا يجوز للقرشي اتهام منجز الثبيتي أو الحط من قيمته، كون فضاء الطائف يستوعب الدراستين ويستحقها، ويتسع لدراسات ومؤلفات أخرى في ذات الموضوع، فالمدونة الأدبية حول الطائف، حية وثرية، وليس لأحد أن يمنع الآخرين من التأليف فيها».

مشاركة :