يحفل التراث العماني بقصص وحكايات وصور لأسلوب حياة أصيل لايزال ملهماً للكثيرين في مجالات متعددة من الأزياء إلى الحرف التقليدية التي يزاولها كثير من العمانيين بتشجيع من الحكومة للمحافظة على هذا الإرث الغني، أصيلة حمود الغماري وجدت في هذا التراث الجميل مادة غنية لتصنع منها مجسماتها الجميلة التي تحاكي الحياة القديمة، وعن تلك المجسمات وقصصها كان لنا هذا الحوار: } حدثينا عن الحرفة التي تزاولينها، ومتى كانت البداية؟ - أقوم بصنع مجسمات تراثية تعكس أسلوب الحياة القديم في عُمان، وأستمد أفكاري من البيئات المختلفة التي تزخر بها الطبيعة العمانية كالحياة البحرية والبدوية، التي تشكل مادة غنية لي، وأيضاً أجسد مشاهد من ممارسة العماني للزراعة أو حتى من طقوسه المميزة داخل منزله، فالأفكار كثيرة والتراث العماني غني بالكثير مما يمكن استثماره وتقديمه بأسلوب مميز وجذاب، بدأت عملي هذا قبل ثلاث سنوات تقريباً، والفكرة بدأت من مجرد تسلية وهواية أقوم بها لتمضية وقت الفراغ، ثم تطورت مهاراتي وأصبحت أكثر تمكناً منها وبالتالي امتهنت هذه الهواية وأصبحت أعتمد عليها كمصدر دخل لي، وأفخر بأنني حققت نجاحاً جيداً ومجسماتي تلاقي إقبالاً معقولاً. } حدثينا عن الخامات التي تستخدمينها في صنع مجسماتك؟ - الخامات التي استخدمها متنوعة وغنية، أميل إلى استخدام خامات طبيعية متوفرة في البيئة المحيطة، بي مثل الأخشاب والسعفيات والأواني الفخارية والزهريات والمباخر وغيرها الكثير من المواد التي تعكس طبيعة وأسلوب حياة العمانيين والتي مازالت تستخدم حتى يومنا هذا، أيضاً أستخدم المنسوجات على اختلاف أنواعها ومنها المنسوجات البدوية إلى جانب مختلف أنواع الأقمشة والجلود التي أستغلها بشكل يبرز جمال الفكرة التي أعمل عليها، كما أنني أضيف إلى مجسماتي دمى تجسد رجالاً ونساء وأطفال بزيهم التقليدي العماني حتى أمنحها الجاذبية، هذه الدمى اشتريها من السوق وأقوم بتغيير ملامحها حتى تصبح كما أريدها، خاصة إذا أردت منحها شكل رجل أفوم بالتعديل عليها لأن معظم الدمى المتوفرة في السوق لإناث، وأستخدم لتغيير الملامح القطن والصوف والألوان المختلفة. } ما هو حجم المجسمات التي تصنعينها وكيف يمكن استخدامها؟ - طبعاً أصنع مجسمات متفاوتة الأحجام من الصغير وحتى الكبير الذي يبلغ متراً تقريباً حسب الطلب، وعموماً تبلغ أبعاد المجسمات الصغيرة 7 بوصات الطول، و8 العرض و8 للارتفاع، ويمكن الاستفادة من هذه المجسمات بتزيين الصالات والمجالس بها فهي تمنحها طابعا تراثياً، وأيضاً يمكن تزيين ردهات الفنادق والمؤسسات الحكومية والخاصة بها، كما أن الكثيرون يفضلون تقديمها للضيوف الأجانب كهدية تعكس تراث وتقاليد البلد الذي كانوا فيه، طبعاً الإقبال يبدو لي كبيراً على الخيم الشعبية أكثر من غيرها. } هل يعمل أحد من عائلتك معك في هذه الحرفة؟ بمعنى هل ورثتها عن أحد منهم؟ - عادة ما تكون الحرف في عُمان متوارثة عن الأجداد فالآباء والأبناء، ولكنني خرجت عن هذا السياق، فعائلتي لا تعمل في مجال الحرف واتخاذي لهذه الحرفة كمهنة لي جاء من محبتي للعمل بالأشغال اليدوية التي تطورت فيها خبراتي مع الأيام حتى بدأت تأخذ كل وقتي. } وهل تواجهين أي صعوبات في تسويق أعمالك والترويج لها؟ - يشكل التسويق بالنسبة إلي أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجهني فأنا أقوم بذلك من خلال مشاركتي في المعارض المتخصصة بالتراث والمعارض التي تقام في المدارس وخلال المناسبات المختلفة، كما أنني أحاول تسويق قطعي الفنية عن طريق الواتساب، وهذا طبعاً لا يكفي إذ إن المردود الذي يعود علي ضعيف ولا يشجع على الاستمرار بهذا العمل إن لم تتوسع أعمالي وتزدهر بشكل أفضل. أتمنى في سبيل ذلك أن أجد الدعم من جهات وشركات ترعى أعمالي وتسوق لها أو أيضاً توفير الدعم المادي لي لأتمكن من الاستمرار، خاصة أن صنع هذه المجسمات مكلف في بعض الأحيان. } وما هي طموحاتك على صعيد هذا العمل؟ - طبعاً أطمح إلى أن أطور عملي بشكل أكبر وأن يكون لي مشغل خاص في منزلي مقسم إلى ورشة للعمل وقسم آخر للعرض والتسويق. وأتمنى تطوير موهبتي وهذا ما سأحاول إنجازه خلال الفترة المقبلة حتى أتمكن من إنجاز أعمال أكثر حرفية وتتميز بالجودة. وأنا أعمل بجهد كبير لأنني أؤمن بأن التراث العماني غني وأصيل ويحفل بمميزات كثيرة ومن الجميل أن نضيء عليها، وأن نعرّف بها ونسوق هذا التراث ونظهره للآخرين، سواء من خلال الحرفة التي أقوم بها أو من خلال ما يقوم به زملائي الحرفيون في مجالات أخرى مختلفة.
مشاركة :