الكويتي الشيخ أحمد الفهد يريد أن يكون أول عربي يرأس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، ولا يدخر جهدا في تهيئة كافة السبل التي تحقق له هذا الهدف المشروع، ولو اضطره ذلك إلى القيام بعمل يراه البعض غير مشروع لقطع الفرصة على غيره من العرب، كما كانت عليه الحال مع القطري محمد بن همام 2011، والأردني الأمير علي بن الحسين 2015. في جلسة مغلقة للجمعية العمومية غير العادية للاتحاد العربي لكرة القدم في جدة، طلب بن همام السماح له بالحديث بعد أن أعلن فاروق سريه رئيس الاتحاد السوري بشكل مفاجئ للمجتمعين أن بن همام ينوي الترشح لمنصب الرئيس في «فيفا»، اتجه بن همام للمنصة وأكد أنه فعلا يسعى للترشح، فأعلن المجتمعون تأييدهم لترشحه، كان ذلك في الأول من مايو (أيار) 2011، أي قبل شهر من إجراء الانتخابات، وجرى تفسير ذلك في تقارير صحافية بأن هدفه قطع الطريق على ترشح أي عربي يزاحم بلاتر، وكان المقصود علي بن الحسين الذي قد وصل لمنصب نائب «الفيفا» عن آسيا على حساب الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون الذي دعمه بن همام على حساب الأردني الطامح الذي اتضح أيضا أنه يطمح في تولي عرش إمبراطورية كرة القدم. في دعم الكوري على العربي جرى سجال تجاوز الحدود بين بن همام والفهد، قال فيه الشيخ أحمد: «إن قطر كانت كورية في الكونغرس الآسيوي». وقلل بن همام من صوت الفهد الذي منحه لقطر في سباق التنافس على استضافة مونديال 2022 بقوله: «إنه صوت من بين 14 صوتت». بينما اعتبر صوت تشونغ لقطر يستحق معه أن تقف قطر إلى جانبه حتى ضد بن الحسين، ولكن فوز بن الحسين صعد من حدة نبرة الملاسنات ليس بين الكوري والأردني، وهما المتنافسان، لكن بين من يقفان خلفهما القطري والكويتي، فقال بن همام لـتلفزيون «أبوظبي»: «إن الفهد يريد أن يجعل من نفسه بطلا ويوهم العالم وآسيا بأنه وراء فوز بن الحسين. إنه شخصية ضعيفة النفس». تناوب بن همام والفهد على ضرب المرشحين العرب طمعا في احتلال منصب رئاسة «الفيفا»، واستخدما بلاتر واستخدمها أيضا، ففيما كان بن همام يقود الحملات الانتخابية لبلاتر لفترتين متواليتين حاول في الثالثة الدخول على الخط، فقايضه بلاتر، كما أشيع، بملف مونديال 2022، ثم سمح بأن يتم فتح أبواب الجحيم عليه بقضايا الرشى لينتهي الأمر بقرار حرمانه من مزاولة النشاط الرياضي مدى الحياة، وها هو الأحمد يقوم بنفس الدور، فهل ينجح في جني الأرباح 2019 أم يلقى مصير بن همام بطريقة أو أخرى؟ لماذا لم يصبح تأييد الأردني علي بن الحسين هذه المرة واجبا قوميا يخجل أي أحد من تجاوزه كما كان يعير البعض آخرين لأنهم لم يؤيدوا بن همام؟ وهل يقبل أحمد الفهد أن يقال إن الكويت أصبحت سويسرية غدا في كونغرس الفيفا؟ وهل سيعود العرب 2019 ليصبحوا عربا من أجل الفهد؟ وماذا لو فاز علي بن الحسين يوم غد في انتخابات زيوريخ بفضل الاتحادات الأهلية الأوروبية التي ستصوت له ضد بلاتر، كما صرح رئيس الاتحاد الأوروبي بلاتيني لـ«الكيب» الفرنسية، واتهم خلاله بلاتر بالكذب.. وسؤالنا: لماذا يشترك معظم الذين يديرون «الفيفا» والاتحادات القارية والأهلية في صفة الكذب والمراوغة؟ وهل هي فقط التي توصلهم إلى كراسي هذه المنظمات؟ سباق رئاسة «الفيفا» سيكشف أكثر عن وجه الانتخابات القبيح، ولنا عودة لتحليل نتائجها.
مشاركة :