رنا النقلة (24 عاماً) من سكان مخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة، تراها أينما ذهبت في شوارع غزة تحمل طفلتها وتتسول بعد أن تجلس في وسط كل طريق عام، وفي الشوارع المكتظة، وأمام المحال التجارية، وأمام المساجد، وأمام البنوك والشركات، وبين السيارات وعلى الخطوط السريعة غير آبهة بمدى خطورة جلوسها على هذه الطرق. أوضاعها المأساوية دفعتها للتسول والنزول إلى الشارع رغبة في سد قوت أطفالها الجوعى، في ظاهرة تسول تسيء لغزة التي لا تستطيع توفير المسكن لها بعد أن سكنت خيمة شرقي مدينة الشيخ زايد شمالي قطاع غزة. المارون في الشوارع الرئيسة بمحافظات قطاع غزة، اشتكوها لشرطة المرور عدة مرات بعد مكوثها ساعات طويلة في وسط الطريق المظلم والممطر والبارد. وبعد هذه الرحلة من التسول والعذاب وضيق الحال توفيت رنا وأصيبت طفلتها حلا (5 سنوات) بجراح بعد تعرضهما لحادث سير وقع بشارع الجلاء غربي مدينة غزة وهي في وسط الطريق المظلم الماطر. وتفاوتت ردود الأفعال على وسائل التواصل الاجتماعي حول المسؤول الرئيس عن وفاة تلك العشرينية وخاصة أن الوفاة كانت في ساعة متأخرة من الليل، وتفاوتت ردود أفعال نشطاء «فيسبوك» بين رفض سلوك تلك المتوفاة التي تواجدت في الشارع حتى ساعة متأخرة وسط الشارع، في ظل انقطاع التيار الكهربائي، وغياب الرؤية بالنسبة للسائق، وبين التنديد وتحميل المسؤولية للجميع في ظل وجود سيدات للتسول بعد إغلاق جميع الأبواب في وجههن، وعدم مساعدة الجهات المختصة لهن. الصحفي محمد عوض قال: «قبل فترة وجيزة وجدت سيدة تجلس وسط الشارع وتحمل ابنتها وفي ساعة متأخرة من الليل في شارع الجلاء، وحاولت التحدث إليها، وحاولت كذلك إبعادها عن الطريق، وحاولت بكل الطرق الحديث معها ولكنها رفضت، فقط كانت تريد المال، فقمت على الفور بالاتصال بأصحاب الاختصاص لاحتوائها وخاصة أن الساعة شارفت على منتصف الليل». وتابع عوض «وصلت سيارة الشرطة، وأوصلوها لبيتها وتم حل الموضوع، ولكنها سرعان ما عادت للتسول بعد أن شاهدتها أمام أحد المخابز في شارع النصر تجلس في وسط الطريق وتحتضن ابنتها». وعن حادثة موتها يقول عوض: أمس اتصل أحد الأصدقاء، وأخبرني أن المتسولة قد توفيت في حادث سير مروع بعد أن كانت جالسة في وسط الطريق للفت الأنظار، فصدمتها سيارة من نوع سكودا وسحبتها مسافة طويلة بسبب عدم رؤية السائق لها نتيجة الأحوال الجوية، توفيت على الفور بينما طفلتها أصيبت بحالة خطر شديد. وفي الصورة المقابلة يذرف أبو وديع زوج المتوفاة دمعة حارة صامتة بينما ينظر إلى أطفاله، وبشيء من الألم والحزن على وفاة زوجته يقول: تم طردنا من المنزل الذي نعيش فيه لعدم قدرتنا على دفع الإيجار، ومنذ سنة ونصف، ونحن نعيش في خيمة خلف أبراج الشيخ زايد، وزوجتي كانت تخرج حتى توفر قوت أبنائنا الثلاثة. وأوضح أبو وديع أنه يعاني عدة أمراض ولذلك لا يستطيع العمل، وأنه ونتيجة للظروف المعيشية الصعبة فقد زوجته وفقد كل شيء معها، متمنياً أن يتحقق حلم زوجته في الحصول على بيت ولو كان من غرفة واحدة. كلمات دالة: عزة ، فلسطين، التسول، الفيسبوك طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :