الدوحة - قنا قال سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، اليوم أن مشروع محطة الخرسعة الكبرى للطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء بتقنية الخلايا الكهروضوئية سيغطي تقريبا 10 بالمائة من احتياجات دولة قطر من الكهرباء وفقا لأرقام الطاقة القصوى التي سجلها استهلاك دولة قطر من الكهرباء في الصيف الماضي. جاءت تصريحات سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش توقيع اتفاقيات التي بموجبها ستقوم المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء كهرماء، وهي الجهة المالكة والمشغلة لمنظومة شبكات نقل وتوزيع الكهرباء والمياه في دولة قطر، بشراء الطاقة الكهربائية التي سيتم إنتاجها من المشروع في حين تتحمل مسؤولية تشييد وتشغيل المشروع شركة سراج1 وهي شركة مملوكة لكل من شركة سراج للطاقة (بنسبة 60 بالمائة) وتحالف شركة ماروبيني اليابانية وشركة توتال الفرنسية (بنسبة 40 بالمائة ). وأشار سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة إلى أن هذا أول مشروع ترسيه دولة قطر في مجال إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ولن يكون آخر مشروع، مضيفا أن مشروع المحطة تمت ترسيته بآلية البناء والتشغيل لمدة خمسة وعشرين عاماً، ثم نقل الملكية (BOOT). وقال سعادة الوزير الكعبي: "إن هذه المحطة هي الأولى من نوعها في دولة قطر، بطاقة تبلغ حوالي 800 ميغاواط وهو ما يقارب 10 بالمائة من ذروة الطلب على الكهرباء في قطر، ويأتي هذا المشروع ضمن جهود الدولة للحفاظ على الطاقة والبيئة بما يضمن الموازنة بين منفعة الجيل الحالي ومنفعة الأجيال المقبلة، تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030. وأكد أن إنشاء هذه المحطة يأتي تنفيذاً لسياسات دولة قطر في تنويع مصادر إنتاج الطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة وتعزيز كفاءتها، وهو ما يُعد ركيزة أساسية نحو مستقبل مستدام للأجيال القادمة. وأضاف سعادته أن هذا المشروع يأتي ضمن مساهمة قطاع الطاقة في الوفاء بالتزامات الدولة في ملف كأس العالم لكرة القدم 2022، حيث سيولد حوالي ثمانية أضعاف الطاقة الشمسية التي التزمت الدولة ببنائها في هذا الملف، كما يُساعد المشروع على ضمان حيادية الكربون. ونوه بأن هذا المشروع كان مطروحا بطريقة تنافسية لشركات عالمية لتقديم أفضل تقنية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، قائلا "إن الأسعار التي حصلت عليها الدولة لتوليد الكهرباء من هذا المشروع هي أسعار تنافسية وتعتبر من أفضل الأسعار على مستوى العالم". وأضاف في هذا الصدد أن كهرماء أدارت المناقصة بطريقة تنافسية وحرفية عالية، حيث ستكون كلفة إنتاج الكهرباء من هذه المحطة منافسة جدا مقارنة بتوليد الكهرباء من الوقود التقليدي. كما أردف قائلا "إنه برغم الاستراتيجية المستقبلية في توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي باعتبارها الخيار الأفضل في العالم لتوليد الكهرباء، إلا أن توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء أمر مهم جدا من أجل التنويع". وأوضح أن المشروع سيبدأ إنتاجه في الربع الأول من عام 2021 والطاقة القصوى للإنتاج ستكون في الربع الأول من عام 2022. وردا عمن سيسترد أولا نتائج المشروع، أفاد الكعبي أن الشراكة في هذا المشروع مجدية لجميع الأطراف المشاركة والكل سيجني عوائد على المستوى الاقتصادي، مضيفا أن مشاريع الطاقة دائما لها عوائد اقتصادية مشجعة. وأفاد بأن المشروع في مواصفاته أخذ في الاعتبار قضية المساحة وسعى لأن تقام المحطة في أقل مساحة ممكنة بأعلى كفاءة إنتاجية لاستغلال المساحة بشكل أمثل لذا تم اختيار العرض الأفضل في هذا الصدد بالمقارنة مع عناصر أخرى مثل التكلفة والتكنولوجيا المستخدمة. وحول إمكانية استغلال طاقة الرياح كمصدر متجدد لإنتاج الكهرباء بجانب الطاقة الشمسية، أجاب الكعبي بأن هذا الأمر يصعب تحقيقه في دولة قطر نظرا لأن الرياح ليست مستمرة في أغلب فترات العام، لذا يصعب الاعتماد عليها كمصدر لإنتاج الكهرباء قائلا "إنه منذ نحو 12 عاما شارك في لجنة لتقييم المصدر المتجدد الأفضل في إنتاج الكهرباء في الدولة ورأت اللجنة حينها أن المصدر الأفضل هو الطاقة الشمسية". كما أعرب سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة عن تطلعه لتأسيس عدة مشاريع مشابهة في عدة أنحاء من الدولة في إطار سعى قطر لتنويع مصادرها لإنتاج الطاقة الكهربائية، قائلا "إنه سيتم الأخذ في الاعتبار مدى النجاح الذي سيحققه هذا المشروع الذي يعتبر الأول من نوعه في قطر ومن ثم الاستفادة من هذه المعطيات في أي مشاريع مشابهة في الدولة ". ووقع الاتفاقيات كل من سعادة المهندس عيسى هلال الكواري رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء كهرماء، والسيد فهد بن حمد المهندي، المدير العام والعضو المنتدب لشركة الكهرباء والماء القطرية وعضو مجلس إدارة شركة سراج للطاقة، والسيد ماسومي كاكينوكي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة ماروبيني اليابانية والسيد باتريك بويانيه، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية، وسيتم تنفيذ المشروع بمنطقة الخرسعة، غرب الدوحة، على مساحة 10 كيلومترات مربعة ، وبتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 1,7 مليار ريال. بدوره، قال سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري ، خلال المؤتمر الصحفي، إنه مع متابعة التطور الملحوظ في تصنيع الألواح الشمسية وارتفاع كفاءتها وانخفاض أسعارها، وبعد دراسة كميات الغاز الطبيعي الممكن توفيرها والخفض الناتج في الانبعاثات جراء إنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية، قامت كهرماء بالتنسيق مع الجهات المعنية بالشروع في تنفيذ محطة طاقة شمسية كبرى لإنتاج الكهرباء بالخلايا الكهروضوئية. وأضاف أن كهرماء قامت بطرح المناقصة، واستقطاب الشركات ذات الخبرة في مجال تطوير مشاريع الطاقة الشمسية الكبرى، وتأهيل 16 من المطورين العالميين وتقييم العروض الفنية والمالية، حيث تقدم 5 تحالفات عالمية في تلك المناقصة ومن ثم تم التقييم على أساس الكفاءة الفنية والتكلفة التجارية والأرخص من حيث السعر وبناء على ذلك تمت ترسية المناقصة، حيث يعد أقل سعر على مستوى العالم لمثل هذه المشاريع. من جهته، صرح السيد فهد حمد المهندي، المدير العام والعضو المنتدب لشركة الكهرباء والماء القطرية عضو مجلس إدارة شركة سراج للطاقة بأن محطة الطاقة الشمسية الكبرى بالخرسعة تعد إنجازاً على مستوى المنطقة، إذ سيتضمن المشروع أحدث الحلول في تكنولوجيا الطاقة الشمسية كاستخدام الألواح المزدوجة وتطبيق أحدث الأنظمة الآلية لتعقب الشمس، إضافةً إلى استخدام الروبوتات في عملية التنظيف المستمرة للألواح الشمسية لضمان استمرارية كفاءة الإنتاج وتقليل كلفة التشغيل في المحطة وغيرها من التقنيات، ويأتي هذا الإنجاز في مجال الطاقة المتجددة في سياق الريادة الدائمة لشركة الكهرباء والماء القطرية. وقامت كل من قطر للبترول وشركة الكهرباء والماء القطرية بتأسيس شركة السراج للطاقة كمشروع مشترك لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، تمتلك قطر للبترول 40 بالمائة ، بينما تمتلك شركة الكهرباء والماء القطرية 60 بالمائة من حصص شركة المشروع المشترك وقد أطلق عليها سراج للطاقة.. وقد قام تكوين هذا الكيان الجديد على رؤية القيادة الرشيدة بتطوير مصادر الطاقة المتجددة كجزء من تنوع مصادر الطاقة وكذلك يهدف إلى التقنيات الصديقة للبيئة. ويهدف المشروع المشترك إلى تنويع مصادر إنتاج الطاقة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة. وتقدر السعة الكلية لمشروع محطة الطاقة الشمسية الكبرى بنحو 800 ميغاواط، وسيتم ربط 350 ميغاواط مع الشبكة كمرحلة أولى في الربع الأول من 2021 على أن يبدأ التشغيل التجاري للسعة الكلية في الربع الأول من 2022 تحقيقاً للهدف الاستراتيجي المعلن في استراتيجية التنمية الوطنية 2018-2022. وفي هذا الإطار عبر السيد ماسومي كاكينوكي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة لشركة ماروبيني اليابانية عن تقديره لكهرماء على ثقتهم في ماروبيني لتنفيذ محطة الطاقة الشمسية الكبرى بالخرسعة. كما تعهد بالتزام شركته بتنفيذ المشروع في الوقت المحدد بأعلى كفاءة، كما أعرب عن اعتقاده بأن سعي قطر للحصول على الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة هو أمر يدعم خطط الاستدامة في التنمية، مشيدا بقرار قطر في هذا المجال واصفا إياه بالقرار الحكيم. وأفاد أن شركته كانت تترقب فرصة جديدة للمساهمة في مشاريع الطاقة الكهربائية في قطر ليأتي هذا المشروع كخطوة تالية بعد مشاركتها بمحطة مسيعيد أ لإنتاج الكهرباء بدولة قطر بسعة 2.007 ميغاواط. وأضاف أنه في إطار تعزيز التنمية المستدامة ومواجهة التغير المناخي تهدف ماروبيني إلى الوصول إلى مجتمع خال من الكربون، مشيرا إلى أن شركته ستبذل كل الجهد لتسريع هذا المسعى، حيث تستهدف تحقيق زيادة بنحو 20 بالمائة في نصيب الطاقة المنتجة من الموارد المتجددة بصافي إمداداتنا للطاقة بحلول عام 2023 .. واستطرد: "سنعمل بكل جهد ممكن لإنجاح هذا المشروع بما يسهم في نهضة دولة قطر، وتحقيق رؤية قطر 2030 ". بدوره، أبدى السيد باتريك بويانيه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية، فخر شركته بالمشاركة في تنفيذ محطة الطاقة الشمسية بالخرسعة مع شركة ماروبيني وشركة سراج للطاقة، مؤكدا التزام توتال بتوفير طاقة أفضل تكون أكثر أمانًا وبأسعار معقولة وأنظف من الناحية البيئية. كما أعرب عن طموح شركته بتوسيع بصمتها في مجال الطاقة المتجددة إلى 25 غيغاواط بحلول عام 2025 ، مضيفا "اننا ندعم توجه قطر بتطوير الطاقة المتجددة وفق رؤية قطر 2030 وسنسخر أفضل ما لدينا من خبرات ومعارف تقنية لضمان نجاح هذا المشروع ". وأشار إلى أن الجميع الآن يتحدث عن الطاقة الشمسية نظرا لانخفاض تكلفة إنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية بشكل كبير وهو الأمر الذي جعل هذه النوعية من الطاقة جذابة لبعض الدول لإنتاج الكهرباء وذلك بفضل التطور التكنولوجيا في هذا المجال. وقد نجحت كهرماء من خلال هذا المشروع، في الحصول على أسعار تنافسية لإنتاج الطاقة، وتقليل الاعتماد على الغاز، وتوفير الغاز الطبيعي المستخدم في الإنتاج التقليدي، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات وتحسين البيئة المحيطة، حيث تسهم المحطة في خفض حوالي 26 مليون طن من الانبعاثات طوال فترة المشروع، وهو ما يتفق مع أحد أهداف البرنامج الوطني لترشيد وكفاءة الطاقة "ترشيد" بخفض مليون طن من الانبعاثات على الأقل سنوياً حتى عام 2022. جدير بالذكر أن كهرماء كانت قد أعلنت عن طرح مناقصة عامة لإنشاء أول محطة طاقة شمسية كبرى لإنتاج الكهرباء باستخدام تقنية الخلايا الكهروضوئية في دولة قطر، وتم استقطاب الشركات ذات الخبرة في مجال تطوير مشاريع الطاقة الشمسية الكبرى، وقامت بتأهيل 16 شركة من كبرى الشركات العالمية الرائدة في إنشاء وتطوير محطات الطاقة الشمسية، واستلمت خمسة عروض تنافسية من التحالفات والشركات العالمية، مما يعد دليلاً على قوة وجاذبية السوق القطري واهتمام المطورين العالميين بالمشاركة فيه.
مشاركة :