معتز الشامي (دبي) 24 ساعة تفصلنا عن تحديد اسم رئيس الفيفا لدورة انتخابية، هي الخامسة للسويسري بلاتر، صاحب الحظوظ الأقوى، رغم الزخم الإعلامي المرتبط بالإعلان عن قضية فساد، والقبض على عدد من أعضاء المكتب التنفيذي، وصاحب السيطرة الكاملة على المشهد في ظل قوة علاقاته مع اتحادات عدة وعلى رأسها اتحادات قارية تصطف خلفه للاستمرار في مسيرته بالفيفا، وسيقف خلال العالم خلال الساعات القليلة القادمة، ليتابع تفاصيل الانتخابات وما يدور من تحركات في كواليس مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيوريخ، للسيطرة على عرش إمبراطورية الفيفا، في مباراة شرسة بين العجوز بلاتر، والشاب الأمير علي بن الحسين، الذي استغل سقطة القبض على أعضاء بتفنيذي «الفيفا» لصالحه في وقت قاتل. وتفيد متابعات «الاتحاد» أن عملية القبض على الأعضاء المتورطين في الفيفا، وهو الخبر الذي صحى عليه العالم أمس، أسهم في إثارة حالة من الارتباك في المشهد الانتخابي الذي كان يسير في اتجاه واحد فقط حتى أول من أمس، وهو التجديد المطلق لبلاتر لفترة ولاية خامسة. ورغم استمرار قوة الأرض الصلبة التي يقف عليها رئيس الفيفا الحالي بحسب مصادر رسمية من زيوريخ، إلا أن بعض الاتحادات خصوصاً الأفريقية منها، بالإضافة إلى اتحادات أوروبية قد بدأ صوتها يعلو بشأن التذمر من كثرة التهم المرتبطة بفساد قيادات الفيفا، ومن ثم أوقع صدمة غير متوقعة وفي توقيت قاتل قبل الانتخابات بـ 48 ساعة، تتمثل في إعلان القبض عن متورطين جدد في تهم فساد مالي. فيما أشارت مصادر إلى أن تلك الحالة من الارتباط عقب الصدمة التي انتابت بعض الاتحادات الوطنية، قد تكون سببا في تغيير موقف بعض الاتحادات وقناعاتها بالتصويت لمصلحة طرف ضد آخر، لاسيما بعد قرار لجنة التحقيق السويسرية باستدعاء جميع أعضاء المكتب التنفيذي من غير المقبوض عليهم، وعلى رأسهم عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي. وعلى الجهة المقابلة، توحد معسكر بلاتر المكون من مثلث الكتلة الحرجة كما يطلق عليه، وتحديداً في قارتي آسيا وأفريقيا وكلاهما بـ 101 صوت، ويتمثل في الإعلان الصريح لكل من الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، وعيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي، فضلاً عن الضلع الأهم، الشيخ أحمد الفهد العضو الجديد بالمكتب التنفيذي للفيفا. ويحتاج بلاتر لحسم السباق على رئاسة إمبراطورية الفيفا إلى حصد 140 صوتاً تشكل ثلثي نسبة الأصوات، بينما يحتاج الأمير علي لأن يدخل جولة إعادة الانتخاب لأكثر من 69 صوتاً يضرب بها إجماع بلاتر الذي حصده في انتخابات 2011 ضد بن همام. فيما أشارت المصادر إلى أن بلاتيني المجاهر بدعم الأمير علي قد وعده بما يصل إلى 20 صوتاً أوروبيا، هي تلك الاتحادات التي تعلن عداءها لاستمرار بلاتر لولاية خامسة. فيما شكك معسكر بلاتر في دوافع وتوقيت الإعلان عن قضية الفساد القديمة المتجددة باستمرار، والتي دائماً ما تطل برأسها مع كل انتخابات، ويتحدث عنها الإعلام الأوروبي في آخر 3 سنوات لكن بلا أدلة دامغة. أما معسكر الاتحاد الآسيوي الداعم بشكل أساسي لبلاتر، فكان قد أعلن عن لسان الشيخ سلمان بن إبراهيم في غير مناسبة، عن دعم العجوز السويسري، فضلاً عن مجاهرة الكونجرس الآسيوي بالكامل في اجتماعات ساوباولو بالبرازيل بالتمسك بمنح بلاتر فترة ولاية خامسة. ومأخذ قيادات الاتحاد الآسيوي وباقي الاتحادات الوطنية بالقارة الصفراء على الأمير علي غياب تحركه من بيته الآسيوي، واختياره التحرك من أوروبا التي تمتلك 54 صوتاً منقسمة على نفسها، حيث يدعم بلاتر ما لا يقل عن 20 اتحاداً أوروبيا. والمثير في الأمر أن اتحادات قارية عدة لا تدعم فكرة زيادة منتخبات قارات العالم في المونديال، وهي الفكرة الأساسية التي يتمحور حولها برنامج الأمير علي الانتخابي، لاسيما الاتحاد الأوروبي نفسه الذي لم ترحب أغلب أعضائه بفكرة زيادة منتخبات المونديال إلى 36 منتخباً بدلا من 32 حالياً. وإذا كان الأمير قد تحرك باتجاه اتحادات أفريقية ولاتينية وأوروبية، فقد قلت تحركاته آسيوياً، وكان يستغل أي كونجرس أو تجمع منذ اجتماعات الكونجرس الآسيوي في أستراليا يناير الماضي للتحرك «على استحياء»، وقد رفض طلبه بإلقاء كلمة خلاله، بسبب تقديم الأمير للطلب خارج المدة القانونية التي يفرضها النظام الأساسي، وكان إعلان اتحاد الكرة في سلطنة بروناي الذي نفي ما ذكر في حمله الأمير بأن السلطنة وعدته بمنحه صوتها، ضربة جديدة تؤكد أن اغلب الاتحادات الآسيوية تتوحد خلف بلاتر.
مشاركة :