قتل أكثر من 83 جندياً يمنياً وأصيب نحو 150 على الأقل، من القوات الحكومية، في هجوم حوثي استهدف مسجداً في محافظة مأرب في شرق اليمن، وصفه الرئيس عبد ربه منصور هادي، بأنه «عملية إرهابية غادرة وجبانة». ولفت بيان لوزارة الدفاع، إلى أن الهجوم هو محاولة ثأر لمقتل قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بضربة أميركية في بغداد في الثالث من 3 يناير الجاري. وقالت مصادر عسكرية، إن المعسكر التابع للواء الرابع حماية رئاسية، يقع في مدينة مأرب التي تبعد 170 كيلومتراً شرق صنعاء، مشيرة إلى أن الهجوم الصاروخي وبطائرات مسيّرة، استهدف المسجد أثناء صلاة المغرب مساء السبت. وطالبت قيادةُ الجيش بأخذ أقصى درجات الحذر بعد الهجوم الإرهابي، مشيرة إلى أن الجيش أسقط مسيرة فوق موقع الهجوم في المدينة، فيما انفجرت الثانية.وقال أحد المصابين، من ناحيته، ان الاعتداء الحوثي على مسجد «جريمة لن يغفرها التاريخ». ونقلت «وكالة سبأ للأنباء» الرسمية، عن الرئيس اليمني أن «الافعال المشينة للميليشيات الحوثية تؤكد من دون شك عدم رغبتها او جنوحها للسلام لأنها لا تجيد غير مشروع الموت والدمار وتمثل أداة رخيصة لأجندة إيران في المنطقة».وأكد «أهمية تعزيز اليقظة العسكرية والجهوزية القتالية». ويأتي الهجوم بعد يوم على إطلاق القوات الحكومية بدعم من قوات التحالف، عملية عسكرية واسعة ضد المتمردين في منطقة نهم شمال شرقي صنعاء.وأعلن مصدر عسكري، أن هناك «عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيات الحوثية».وقال المحلل السياسي الإيراني محمد مجيد الأحوازي، لموقع «الحرة»، إن الرسالة التي يرغب الحوثيون في إيصالها من خلال هجوم مأرب، هو إعلانهم بأنهم «تجاوزوا مرحلة الهدنة وغيروا من استراتيجية هجماتهم ضد قوات الحكومة اليمنية».وأشار إلى أن الهجوم «ما كان ليقع وبهذا الحجم وفي هذا التوقيت، لولا أوامر طهران بذلك». ويرى المحلل السياسي اليمني بليغ المخلافي، إن الضربة هي «لطمأنة الأتباع في اليمن ورفع معنوياتهم، وإظهار كونهم لا يزالون أقوياء وقادرين على ضرب مناطق الجيش اليمني، وبقوة». وسبب هذا «التطمين» بحسب المخلافي، هو «خوف أتباع جماعة الحوثي من الضربة الأميركية لسليماني»، والتي أظهرت ولاءهم العلني عشية مقتله.كما يأتي الهجوم بعد وقت قصير من ترحيب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، بما قال إنه واحداً «من أكثر الأسابيع هدوءا في اليمن منذ بدء الحرب». وأضاف في إحاطة إلى مجلس الأمن: «نحن بالتأكيد، وأتمنى أن يكون ذلك حقيقياً وأتمنى أن يظل حقيقياً، نشهد واحدة من أهدأ فترات هذا النزاع».لكنه أكد أن «التجربة تخبرنا أيضاً أن التهدئة العسكرية لا يمكن أن تستمر من دون إحراز تقدم سياسي بين الطرفين، وهو التحدي المقبل».
مشاركة :