أعلنت منظّمة «أوكسفام» أن تصاعد القتال ونقص الوقود أدّيا إلى حرمان 3 ملايين يمني إضافي من مياه الشرب، ما رفع عدد اليمنيين الذين لا يحصلون على إمدادات المياه النظيفة والصرف الصحي إلى 16 مليوناً على الأقل، أي ما يقرب من ثلثي السكان. وينذر هذا الوضع بكارثة في بلد هو في الأساس من أفقر بلدان العالم، وذلك بعد شهرين من تفاقم النزاع. وأوضحت في بيان أن «الناس يجبرون على شرب المياه غير المأمونة، نتيجة لتفكّك شبكات المياه المحلية، وبذلك تصبح الأمراض خطراً حقيقياً يهدّد حياتهم، مثل الملاريا والكوليرا والإسهال». وأضافت أن الملايين يقومون بحفر الآبار غير المحمية أو الاعتماد على المياه التي تنقلها الشاحنات، على رغم أن الخيار الأخير لم يعد متاحاً لمعظم اليمنيين. وأظهرت بيانات منظّمة «أوكسفام» من أربع محافظات يمنية، أن سعر المياه المنقولة بالشاحنات تضاعف ثلاث مرّات تقريباً. وقالت مديرة مكتبها في اليمن غريس أومير: «إذا كان القتال ونقص الوقود ونقص الإمدادات الطبية، وقلة النوم بسبب القصف، وتصاعد الأسعار لا تكفي، فالآن ما يقرب من ثلثي اليمنيين في خطر من دون خدمات المياه أو الصرف الصحي النظيفة. وهذا يعادل عدد سكان برلين ولندن وباريس وروما مجتمعة». وحضّت المنظّمات الإنسانية على تزويد السلطات المحلية في 11 مدينة «بما فيها عدن والحديدة وصنعاء»، بأكثر من مليوني ليتر من الوقود اللازم لمواصلة ضخّ المياه إلى الملايين الذين يعتمدون على أنظمة إمدادات المياه. وكانت السلطات المحلية اشتكت من أن ليس لديها ما يكفي من الوقود للحفاظ على ضخّ مياه الصرف الصحي ومعالجتها، ما يشكّل حتى الآن تهديداً خطيراً آخر على الصحة العامة.
مشاركة :