قال أمين عام جامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، إن الوضع في ليبيا يمر بمنعطف خطير، بسبب التطورات المتلاحقة التي أصابت هذا البلد العربي المهم، والتي أحدثت شرخاً كبيراً في نسيجه الاجتماعي ولحمته الوطنية، وأضرت بالجهد الذي بذلته البعثة الأممية لاستئناف المسار السياسي بين الأشقاء الليبيين، وازدادت معاناة الشعب الليبي منذ اندلاع المعارك العسكرية حول العاصمة طرابلس، وتفاقم حالة الانقسام بين مؤسسات الدولة. وأضاف خلال كلمته في المؤتمر الدولي بشأن ليبيا، الذي انعقد في برلين، أمس، أن الأطراف الليبية تتحمل المسؤولية الأكبر في التوصل إلى تسوية وطنية خالصة لإخراج البلاد من هذا المأزق الخطير، مجدداً التأكيد على حرص «الجامعة العربية» على دعم عملية برلين ومخرجاتها، والتزامها بمرافقة الأشقاء في ليبيا في أي جهد يفضي إلى حلحلة الأزمة. وأكد أبوالغيط أنه لا يمكن لأحد أن يدعو إلى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة ووطنية خالصة للوضع الليبي، في الوقت الذي تستمر التدخلات العسكرية الخارجية المفضوحة والمكشوفة في الأراضي الليبية، التي جعلت من ليبيا ساحة للمنافسات والتجاذبات الخارجية، ومن ثم فإن الأمر يستلزم احتراماً صادقاً من الجميع للبيان الختامي للقمة، والتزاماً كاملاً بكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بحظر السلاح وسيادة وسلامة الدولة الليبية. وتابع أن التوقف عن التدخلات الخارجية والتصرفات غير المشروعة يمثل شرطاً أساسياً لإفساح المجال أمام الأطراف الليبية لخفض كل مظاهر التصعيد في الميدان، والالتزام بوقف إطلاق النار، المعلن منذ يوم 12 يناير، والانخراط بحسن نية في الجهود التي ستبذل للتوصل إلى ترتيبات دائمة وذات صدقية لإيقاف العمليات القتالية. وشدد أبوالغيط على أنه لا يمكن لأي وقف لإطلاق النار أن ينجح ويبقى نافذاً، بغض النظر عن ترتيباته، ومهما كانت آليات مراقبته، من دون أن يتم التوصل إلى معالجة مبكرة وموازية وجذرية لمشكلة الميليشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة، التي تعمل كلها خارج سلطة الدولة، مجدداً التأكيد على رفض «الجامعة» لكل مظاهر استقدام العناصر الإرهابية من الخارج والاستعانة بالمرتزقة الأجانب، التي لم تؤدِّ سوى إلى إذكاء الصراع وتعقيد المشهد العسكري والأمني على الأرض.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :