أبوظبي:محمد علاءأكد عمر اليزيدي مدير إدارة البحوث والتطوير والتدريب بالمركز الوطني للأرصاد أن المركز يستخدم في الوقت الحالي، مادة جديدة بتقنية النانو تزيد فاعلية تلقيح السحب في الدولة ثلاثة أضعاف. وأوضح أن استخدام المادة الجديدة مازال في طور البحث والتجربة، وذلك نتاج لبحث الدكتورة ليندا زو التي مولها برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.وأضاف أن المركز نفذ 247 طلعة استمطار لتلقيح السحب خلال عام 2019 بزيادة 63 طلعة عن عام 2018 كما سجل المركز هطول 101.1 ملم من الأمطار خلال عام 2019 بزيادة عن عام 2018 الذي شهد هطول 46.5 ملم، كما كشف عن دراسة توظيف الذكاء الاصطناعي لرصد الحالة الجوية ودرجات الحرارة.جاء ذلك خلال اليوم الأول لفعاليات النسخة الرابعة من الملتقى الدولي للاستمطار أمس الأحد الذي ينظمه المركز الوطني للأرصاد من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار على مدار ثلاثة أيام حتى 21 يناير/ كانون الثاني 2020 في أبوظبي.وأشار اليزيدي إلى أن الذكاء الاصطناعي بدأ الدخول في كل المجالات وكان من الطبيعي تخصيص جزء لبحوث هذه الدورة، حيث من الممكن أن تستخدم هذه التكنولوجيا في الكثير من الأمور في مجال الاستمطار مثل استخدام الطائرات من دون طيار (الدرونز).وحول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات الاستمطار، بين اليزيدي أن المركز يدرس حالياً جدوى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في ما يتعلق بقياسات التنبؤات العددية التي تعتمد على عمليات رياضية إحصائية معقدة لرصد الحالة الجوية وقياس درجات الحرارة.وأضاف أن هناك كثيراً من الأمور المبهمة في علم السحب تستطيع تطبيقات الذكاء الاصطناعي إيجاد حلول لها بحيث تكون الخطوة الأولى قائلاً: «أتوقع بعد أعوام الوصول إلى تطبيقات مهولة في الاستمطار أو في رصد الطقس»وقال إن هناك أكثر من 150 دولة تعمل في برامج علوم الاستمطار سواء كان لزيادة الأمطار أو معالجة مشاكل تفكك حبات البرد التي تسبب ضرراً للسيارات والمصانع حال وقوعها قبل تفككها.وأكد أنه حتى الآن لا توجد تقنية تستطيع حساب كمية الأمطار التي تهطل من السحب ولكن التقنية توضح كمية الأمطار التي تحتويها السحب فقط.وقال : «أجرينا تجارب عشوائية على تلقيح السحب، شملت أكثر من 200 حالة في مناطق مختلفة ومتنوعة، ووضعناها تحت الدراسة فتبيّن التأثير الإيجابي لعمليات الاستمطار وفعاليتها وقدرتها على إعادة ترتيب قطرات الأمطار في قاعدة السحابة وكبر حجمها».وأشار إلى أن برنامج الإمارات لعلوم الاستمطار أجرى دراسات كافية قبل البدء في تنفيذ عمليات الاستمطار، حول كميات السحب وأنواعها، منوهاً بأن الدراسات أثبتت أن معدلات وأنواع السحب داخل الإمارات تصلح تماماً لعمليات الاستمطار، وستحقق الفائدة الاقتصادية المأمولة.وفي كلمة للدكتور عبدالله المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية ألقاها نيابته عنه عمر اليزيدي قال: «تضطلع دولة الإمارات بفضل الرؤى المستقبلية لقيادتها الرشيدة بدورٍ رئيسي في معالجة عدد كبير من القضايا العالمية المحورية لاسيما تلك التي تمس حياة البشر بشكل مباشر بما في ذلك ضمان موارد مستدامة للمياه. وتماشياً مع تلك الرؤى والاستراتيجيات، جاء برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، المبادرة التي أطلقها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة في عام 2015، ويدار من قبل المركز الوطني للأرصاد، ليكون ضمن قطاع المياه، أحد القطاعات السبعة التي تستهدفها الاستراتيجية الوطنية للابتكار في الدولة».ومن جانبها قالت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار: «تحت شعار «متحدون من أجل مستقبل المياه» يعمل برنامجنا الذي استطاع على مدار الأعوام الماضية ترسيخ مكانته العالمية؛ على توطيد شراكاته وتحفيز المختصين في هذا المجال العلمي الحيوي على التعاون وتبادل الخبرات في سبيل الارتقاء بعلوم الاستمطار. واليوم، توفر أبوظبي عاصمة دولة الإمارات فرصة جديدة لاستعراض ما حققه الحاصلون على منحة البرنامج من إنجازات، وآخر التطورات والتطبيقات التقنية والعلمية المرتبطة في هذا المجال».وشهدت أعمال اليوم الأول من الملتقى الدولي للاستمطار انعقاد عدد من الجلسات الرئيسية وحلقات النقاش بمشاركة كوكبة من الخبراء والشخصيات المحلية والدولية تناولت مواضيع مهمة في مجال الاستمطار والأمن المائي، حيث تم خلال الجلسة الأولى تحت عنوان «الاستمطار والواقع العالمي» مناقشة أبرز المواضيع المتصلة بالاستمطار وتعديل الطقس وآخر المستجدات في مجال الاستمطار، إضافة إلى عرض تقديمي حول التطورات التي شهدتها المشاريع التسعة الحاصلة على منحة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار.وتناولت الجلسة الثانية بعنوان «تطبيقات الذكاء الاصطناعي والنظم الذكية في مجال الأرصاد الجوية وتعزيز هطول الأمطار»، آليات دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والأنظمة الذكية في تطبيقات الأرصاد الجوية، وناقش المشاركون خلالها كذلك عدداً من المحاور منها استخدام الطائرات بدون طيار في عمليات الاستمطار، والتقنيات الإحصائية لتحديد الظروف المناسبة لتلقيح السحب، وتقنيات استشعار الطقس من الجيل التالي، واستخدام التطبيقات في أبحاث الأرصاد الجوية الهيدرولوجية، وعمليات التنبؤ والرصد.أما الجلسة الثالثة تحت عنوان «الابتكارات في تعزيز هطول الأمطار: المنهجيات والرؤى الجديدة» فقد تضمنت عروضاً تقديمية تناولت البحوث المبتكرة والتطورات في المواد والأساليب المطبقة في مجال تعزيز هطول الأمطار، وشملت محاور الجلسة كذلك تطبيق تقنية النانو لتطوير مواد جديدة لتلقيح السحب، ودراسة آثار الشحنات الكهربائية في تشكيل قطرات المياه في السحب، وتحفيز الحمل الحراري لتكوين السحب الاصطناعية وهطول الأمطار.
مشاركة :