عبد اللطيف الزبيدي ما الذي تستطيع «عاصمة الإعلام العربي» إنجازه في عام؟ أمام العاصمة الإعلامية دبي اثنا عشر شهراً، فيناير لم ينتهِ بعد. الخطوة الأولى هي تعزيز دعائم حريات الفكر والرأي والتعبير بحركة رائعة عبر الشبكة، في استطلاع رأي: أيّها الإعلاميون العرب، ما الذي على عاصمتكم تحقيقه في عام؟ ستكون الاستجابات بالآلاف. ستدرك العاصمة حقائق واقع ما نسمّيه الإعلام العربي. ستعرف أن الغاية بعيدة، فليس من السهل أن يتحرر الإعلاميون من جلابيب «آبائهم»، لأن الديمقراطية في جلّ البلدان العربية «كلام أنظمة». بريطانيا، كأعرق ديمقراطية، ظلت تتعثر في الحفر ثمانية قرون، منذ «الماجنا كارتا»، حتى صارت الديمقراطية والحريات الثلاث تستطيع أن تفتح فاها وتتكلم بملء فيها، وتفصح الأذهان عمّا يجيش فيها. ثمة قضية حيوية بالنسبة إلى مدلول «الإعلام العربي» ومفهومه، وهي تخليصه من أسر الانقياد غير المهني ولا الضميري، للتفكك الذي يطبع العلاقات العربية. قد تبدو هذه الفكرة غير عملية في بعض البلاد للخصوصية الصلبة، التي تعني أن السياسات في نهاية المطاف سلوكيات بشرية، ولذلك قد نجد لدى بعضها تفسيرات خاصة جداً للمصالح العربية العليا ومختلفة جداً عمّا لدى غيرها. هنا يجب أن يكون للإعلاميين ووسائط الإعلام لاحقاً، هوامش من التفكير والتحليل، كتلك التي نجدها لدى وسائل الإعلام في البلدان الديمقراطية المتقدمة. الهدف الذي في غاية الأهمية أن يرتقي الإعلام إلى المستويات التي ينعتق فيها من أن يكون مجرّد مرآة عاكسة للأبواب العالية، فإذا تغيرت معايير فن الممكن، أو تغيرت الملابسات 180 درجة، لم تفقد وسائط الإعلام صدقيتها ومكانتها لدى الرأي العام. من دون خريطة الطريق هذه، لا سبيل إلى بلوغ الإعلام سنّ الرشد، لكي تصبح له كلمة يصغي إليها الناس في العالم. من الضروري أن يقف الإعلام العربي بشجاعة أمام المرآة، ويسأل نفسه بصراحة عن نظرة شعبه إليه، والشعوب العربية، وأخيراً رأيه وموقعه من القرار الفاعل. لا شك في أن جدول الأعمال هذا أثقل من أن تتحمّل أعباءه عاصمة الإعلام الجديدة بمفردها، فسوف ترفع عقيرتها قائلة: «أأنا العاشق الوحيد لتُلقى.. تبعات الهوى على كتفيّا». الغاية تحتاج إلى جهود عواصم. لزوم ما يلزم: النتيجة الإمكانية: أعظم ما في البنيان أساسه، وضع القواعد المتينة إنجاز تاريخيّ. abuzzabaed@gmail.com
مشاركة :