الدوحة - إبراهيم بدوي وقنا: يستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح غدٍ الثلاثاء بالديوان الأميري، فخامة الرئيس سيرجيو ماتاريلا رئيس جمهورية إيطاليا، الذي يصل البلاد اليوم في زيارة دولة. وسيبحث سمو الأمير مع فخامة الرئيس الإيطالي، العلاقات الثنائيّة والسبل الكفيلة بتطويرها وتعزيزها، وعدداً من القضايا ذات الاهتمام المُشترك. وتعكس زيارة الرئيس الإيطالي علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية المُتنامية بين قطر وإيطاليا سواء على المستوى الثنائي أو متعدّد الأطراف في مختلف المحافل الدوليّة، كما تكتسب أهميتها على المستوى الثنائي في ظل تنامي علاقات البلدين على كافة الصعد السياسيّة والاقتصادية والثقافية والرياضيّة وغيرها من مجالات التعاون الحيويّة. ويتجسّد تنامي العلاقات في أحد مؤشراته في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، ليبلغ ٢.٦ مليار يورو عام 2018 بزيادة 21% عن العام السابق، فيما وقّع البلدان نحو 37 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المُشترك في كافة المجالات التي تصبّ في صالح شعبي البلدين الصديقين. وعلى المستوى مُتعدّد الأطراف، تزداد أهمية الزيارة في ضوء توقيتها الذي يتزامن مع تطوّرات متسارعة في عدد من الملفات الإقليميّة والدوليّة، لا سيما تطوّرات الأوضاع في ليبيا والمساعي الدولية الحثيثة لبحث سبل التهدئة وخفض التصعيد، فيما تؤكّد قطر موقفها المبدئي والثابت بدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية المُعترف بها دولياً والتزامها بكل ما من شأنه تحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في الأمن والاستقرار وتحقيق الوفاق الوطني بين كل مكوّناته وحرصها على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها. وتعدّ الثقة المتبادلة والعمل الجماعي عنصرين أساسيين في الشراكة القطريّة الإيطالية الناجحة، حيث توجد ثقة متبادلة بين البلدين ويربطهما حوار سياسي مستمر رفيع المستوى، ما يُتيح شراكة استراتيجية حقيقيّة في مجالات الدفاع والاستثمار والتجارة والتعليم والصحة والثقافة والرياضة. ويتوقع أن تسهم زيارة الرئيس الإيطالي في تطوير علاقات التعاون بين البلدين، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب في جميع المجالات. وتوّجت العلاقات القطرية الإيطالية، بتبادل افتتاح سفارات مقيمة في عاصمتي البلدين عام 1992، وتعمقت العلاقات الثنائيّة عقب الزيارة التاريخيّة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى إيطاليا في يناير من عام 2016، وزيارة أخرى في نوفمبر عام 2018، وأسفرتا عن تطوير العلاقات وتوقيع عدد من الاتفاقيات الهامة بين الجانبين، كما تعززت بالمشاركة الناجحة لدولة قطر في معرض إكسبو ميلانو 2015، حيث شهد جناح دولة قطر تنظيم عدّة فعاليات هامة ساهمت بشكل كبير في زيادة مجالات التعاون الثنائي، لا سيما المجالات الاقتصاديّة والاستثماريّة، كما ساهمت هذه المُشاركة بشكل كبير في التعريف بالاقتصاد القطري وآفاقه الاستثماريّة الواسعة. ويعزّز مجلس رجال الأعمال القطري - الإيطالي العلاقات الاقتصاديّة واستكشاف مجالات التعاون الثنائي فيما تتمتّع الشركات الإيطالية بموقع جيّد في السوق القطري وتشارك في المشاريع الكبرى الخاصّة بالتحضير لكأس العالم 2022. وترتبط قطر وإيطاليا بالعديد من المبادرات المُشتركة في مجالات الفنون والثقافة والتعليم والبحث العلمي والصحة والرياضة، بما يُعزّز تحقيق رؤية قطر الوطنيّة 2030.
مشاركة :