طائر الزرزور يرسم لوحات تشكيلية متحركة في سماء فلسطين

  • 1/20/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أظهر مقطع فيديو نشر عبر موقع “فيسبوك”، أسرابا لطائر الزرزور ترقص في فضاء إحدى المدن الفلسطينية، أثناء الزيارة الموسمية لهذا الطائر. وتبدأ طيور الزرزور في الهجرة من الأماكن الباردة مع بداية فصل الشتاء، فعندما يحلّ هذا الفصل في النصف الشمالي من الكرة الأرضية تبدأ الثلوج بالتساقط وتغطي الغذاء الذي تتناوله الطيور، وبالتالي لا تجد الطيور طعاما لتتناوله، ولذلك تضطر للهجرة والبحث عن مصادر غذاء جديدة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية حيث يكون الطقس معتدلا، ويكون موسم الهجرة منذ نهاية شهر أغسطس وحتى شهر ديسمبر. ومع بداية فصل الربيع تغادر طيور الزرزور في رحلة العودة إلى أوروبا، بعد موسم التزاوج، يقول المدير التنفيذي لجمعية الحياة البرية في فلسطين، عماد الأطرش لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، “إن طائر الزرزور يهاجر لأسباب متنوعة، منها، الجينية والوراثية، والأحوال الجوية كدرجة الحرارة والضغط الجوي؛ ذلك أنها تأتي من المناطق الباردة إلى الأكثر حرارة”. ويضيف، أن من عناصر جذب الطائر ليستقر في فلسطين خلال الهجرة الخريفية، توفّر بقايا الطعام الطبيعية بكثرة. يتميّز طائر الزرزور بألوانه البرّاقة والجميلة، ويمكن رؤية ريشه الأخضر اللامع والأسود مع الكثير من البُقع البيضاء الصغيرة، ومنقاره طويل نسبيا، يفضله الصيادون ويستبشر به المزارعون ويوضح الأطرش، أن طائر الزرزور يتواجد حاليا بأعداد هائلة في مناطق عدة بفلسطين، منها، الأغوار وأريحا، والمناطق الجبلية التي تحتوي على أنشطة زراعية، خاصة أنها تتغدى على الديدان واليرقات، وفي محافظات كلّ من بيت لحم ونابلس وجنين. ويؤكد، أنّ فلسطين ضمن خط هجرة الطيور، بسبب موقعها الجغرافي المتميّز بين قارتيْ أوروبا وأفريقيا، وامتدادها على الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط، ولهذا فإن طيور شرق أوروبا المجاورة للبحر تمر عادة فوقها وبكثافة عالية. ويعتبر الأطرش أن الزرزور محبّ وداعم للمزارع الفلسطيني، كونه يتغدى على الحشرات والديدان الضارة بالمحاصيل الزراعية. ويقول الأطرش، إن لطائر الزرزور قصة مع حياة المزارعين في فلسطين، يقول المثل الشعبي “سنة الزرزور احرث الأرض البور”، وهو ما يعني أن على المزارع أن يقوم بفلاحة الأرض استعدادا لهطول الأمطار، وعندما يأتي الزرزور بأعداد كبيرة فهذا مؤشر على كثرة الأمطار هذه السنة. وعلى الرغم من أنه غير مرغوب بصيده من قبل الفلسطينيين لاستعماله في الغذاء، وغير مرغوب بأعداده الكبيرة من قبل المزارع نفسه لأنه يفسد له الزيتون والثمار. ويتميّز الزرزور بألوانه البرّاقة والجميلة، ويمكن رؤية ريشه الأخضر اللامع والأسود مع الكثير من البُقع البيضاء الصغيرة، ومنقاره طويل نسبيا، وهو من الطيور المُزعجة، فتكاثره بصفة كبيرة تعطيه فرصة لزيادة أعداده بصورة غير مقبولة. ويشير الأطرش، إلى أن الطائر يتصف بالذكاء والدهاء على حدّ سواء، وبصوته الرنان والحاد، وبحركته المميّزة والسريعة. وله على الأرض كالمشي أو في حركة طيرانه في السماء قصص كثيرة فاقت أي نوع أخر من أصناف الطيور العالمية، حيث يقوم أثناء طيرانه بتكوين أشكال بهلوانية في الصباح والمساء، أو فترات بحثه عن غذائه. ويرجع الأطرش سبب تجمع الزرزور في أسراب ضخمة في السماء، كونه يحب أن يُجَمل نفسه في الطبيعة، وإرباك أي هجوم محتمل من طيور مفترسة، ولوحظت هذه الطريقة في مختلف الحيوانات بدءا من الزرزور إلى أسماك السردين. ويتصف طائر الزرزور بانتقائه لمنطقة يلتزم بها طيلة فترة حياته، سواء في موطنه الأصلي أو في مناطق زيارته وهجرته، ويعيش في مناطق زراعية مفتوحة أو سكنية. في العام 1997 رصد باحثو جمعية الحياة البرية في مدينة نابلس بعدد يزيد عن عشرين ألف طير. وحسب مركز المعلومات الفلسطيني فإن ما يقارب 500 مليون طير تمر فوق فلسطين في كل فصل هجرة، ذهابا، وإيابا، من أوروبا إلى أفريقيا. يذكر أن فلسطين يعيش فيها ما يقارب الـ470 نوعا من الطيور، و150 نوعا آخر من مقيمة ومفرخة في البلاد، وهذا عدد كبير مقارنة مع دول أخرى تفوقها من ناحية المساحة.

مشاركة :