ليس فقط الدفايات.. الراكية تقتل الريفيين في صمت

  • 1/20/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت الأجهزة الأمنية بقنا، خلال الايام الماضية، ملابسات العثور على 3 جثث وإصابة طالب حالته خطر، بقرية العربات، مركز نقادة، جنوبى قنا، وأثبتت التحريات أن الجثث لمسن كان مدير مدرسة وزوجتيه، وإصابة نجله، وأن سبب الوفاة هو اختناق أثناء التدفئة بالفحم "الراكية"، فأثناء إشعال النيران بالفحم والخشب، قاموا بغلق الغرفة وظلو أمام المدفئة حتى توفو بالاختناق.العام الماضيكما شهد العام الماضي، العثور على أسرة كاملة، مكونة من أب وأم وأبنائهما الأربعة بمحافظة الفيوم، متوفين داخل شقتهم، حيث تبين أنه بعدما أشعلوا النار بالفحم والخشب بقصد التدفئة، تركوها وناموا فى وقت لا تتوافر فيه التهوية ليلقى الجميع مصرعهم نتيجة للاختناقولحق بهم مدرس لغة عربية وزوجته، واكتشفها الأهالي حين ساورتهم الشكوك بأن مكروها لحق بهما، فما إن طرق الأهالى باب منزل الضحيتين، وتبين الوفاة بعدما أشعلا موقدًا للتدفئة وتركاه قبل أن يناما دون وجود تهوية جيدة، فدفعا حياتهما ثمنا لذلك.وفيات آخريوايضا توفيت زوجة تدعى سمر ناصر، 18 سنة، ونجا زوجها محمد كامل، 21 سنة، من الموت بأعجوبة، ورقدت طفلتهما تصارع الموت في إحدى الحضانات، نتيجة تعرضهم جميعا للاختناق حين أشعلوا النيران للتدفئة من برد الشتاء داخل منزلهم بقرية كحك التابعة لمركز يوسف الصديق.تحذير "السموم"وهو ما دفع مركز السموم بكلية طب الإسكندرية، من استخدام وسائل التدفئة التقليدية مثل موقد الفحم "الراكية"، خلال فصل الشتاء في أماكن عديمة التهوية، مما قد ينتج عنه تسرب لغاز أول أكسيد الكربون، شديد الخطورة.القاتل الصامتووصف المركز، في بيان له، غاز أول أكسيد الكربون بـ«القاتل الصامت» لكونه عديم اللون والرائحة وقابليته للاشتعال، وهو ينتج من احتراق غير مكتمل للمنتجات التي تحتوي على كربون مثل المنتجات البترولية والغاز الطبيعي، ويمنع وصول الأكسجين إلى جميع أنسجة الجسم، ويؤثر على عضلة القلب ووظائف المخ الحيوية ما قد يؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، أو فقدان الوعي وتشنجات وإغماء في حالات أخرى."الراكية" بالأريافوقد تزايدت حالات الوفاة فى الشتاء بسبب شدة البرودة، وأستعانة الاهالي، بوسائل عديدة منها موقد الفحم التقليدي "الراكية"، خصوصا بالقري والنجوع بالمحافظات، والتي تعتمد على وضع الفحم والخشب وإشعال النيران بها، وبسبب إحكام غلق أماكن التهوية والنوافذ بالمنزل، وهو ما يسبب كوارث الوفاة او الاغماء.ما هو القاتل الصامتويعرف غـاز ثاني أكسيد الكربون، بإنه غاز سـام عديم اللون والطعم والرائحة وغير مهيج للأغشية المخاطية وبالتالي عند وجوده لا يشعر الشخص به لذلك يسمى أيضا بالقاتل الصامت، وينتج عن الإحتراق الغير كامل للمواد الهيدروكربونية (الوقود- البوتاجاز -الغـاز الطبيعي - الفحم الحجري - الخشب)، وهو يترك أعراض لايمكن إصلاحها أو يسبب الوفاه، وقادر على الفتك بالإنسان خلال ساعة واحدة فقط عند وجوده بنسبة تركيز 0.1% في الهواء ، وخلال 15 دقيقة بنسبة تركيز 10 % في الهواء.الأعراض والاسعافات وحول الأعراض، اوضح دكتور حسام عبد الهادي، إستشاري الأمراض الصدرية، أن أعراض التسمم تبدأ بصداع وقئ وتشوش ذهني، دوار ودوخة، غثيان وإغماء، وفقدان الإحساس بالأطراف، ثم الوفاة، ولهذا لابد من الاسعافات التي تشمل تهوية المكان فورا بفتح الأبواب والنوافذ حيث أن الأكسجين هو المضاد الوحيد للتسمم بأول أكسيد الكربون، مع الاتصال فورًا بالإسعاف لنقل المصاب إلى أقرب مستشفى لأنه يحتاج لحاجته للتنفس الصناعي.معدل الاصابة فيما أوضحت الدراسات التى أجريت فى مصر أن التسمم بهذا الغاز يشكل 63% من أسباب الإعاقة لدى الأطفال مقارنة بأنواع التلوث الأخرى المسببة للإعاقة، وتوضح أيضا أن الكاربوكسى هيموجلوبين يتركز فى دماء الأجنة بحوالى ثلاثة أضعاف تركيزه فى دماء أمهاتهم وبذلك يسبب إجهاض بسبب إستنشاقه بنسب مرتفعة أثناء فترة الحمل، حيث بلغ عـدد الأطفال المصابين بالإعاقة بسـبب التلوث بصفة عامة حوالى 3.5 مليون طفل حول العالم حيث أن الأجنة والنساء الحوامل كانوا من أكثر الفئات تعرضا وتأثرا بتلوث الهواء بغاز أول أكسيد الكربون.

مشاركة :