سلطت صحف الإمارات، الصادرة صباح اليوم الإثنين، الضوء على مؤتمر برلين حول القضية الليبية، والذي اختتم فعالياته مساء أمس بالعاصمة الألمانية برلين.وذكرت صحيفة (الاتحاد) الإماراتية، أنه توفر حسن النية في العبور إلى هذا الحل القضية الليبية سياسياً لا عسكرياً، وتُرك للشعب الليبي قرار المضي في طريق السلام، دون تدخل، أو ارتهان، أو تغليب مصلحة على أخرى.ونشرت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان (ليبيا والحل) وكتبت ليس بعيداً الحل في ليبيا، حيث تعهد المشاركون في مؤتمر برلين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية، واحترام القرار الأممي بحظر توريد الأسلحة، وتشكيل لجنة متابعة دولية، والمطالبة بنزع سلاح الميليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة، والعودة إلى العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وعقد اجتماع بعد أسبوعين لمتابعة جهود إرساء السلام .من ناحيتها، قالت صحيفة (الوطن) تحت عنوان (الحل في ليبيا بمنع التدخل).. إنه لم يكن غريباً أن يحاول الرئيس التركي رجب أردوغان استباق مؤتمر برلين الذي عقد برعاية الأمم المتحدة حول ليبيا، بوضع العراقيل كمحاولة استباقية لإفشال أي توافق على إنجاز حل سياسي وفق القانون الدولي وشريعة الأمم المتحدة، خاصة مع مواصلة نقل الإرهابيين إلى ليبيا، مع إعلان أردوغان ما وصفه بـ" الأعمال العدائية" للجيش الليبي الوطني الذي يعمل على تحرير طرابلس من سطوة المليشيات وتطهيرها من الإرهاب!، علماً بأن كل متابع للوضع الليبي يدرك مدى الإجماع الذي يحظى به الجيش الليبي من قبل الشعب بكل مكوناته، وبالتالي بأي حق يحاول الرئيس التركي أن يصور نفسه كما لو كان أقرب إلى ليبيا من أهلها؟!.وأشارت إلى أن كل مكان تدخلت فيه تركيا ظهر جلياً مدى نتائج جنون السياسة المتبعة من قبلها تبعاً لأطماعها ومآربها ونواياها، فقسم كبير من الجراح السورية مرده التدخل التركي المتواصل والذي يحاول أن يستنسخ تجربة دامية مماثلة في ليبيا، ومن يرى مضي أنقرة بسياستها يعتقد أن تركيا مهتمة بالسلام والاستقرار فعلاً، في حين أن نكبات مدوية وجرائم ومجازر يندى لها الجبين قد تم ارتكابها وفي انتهاكات قامت بها أنقرة بدول عدة وبحق الملايين من أبنائها.وذكرت أنه قبل ذلك بيومين أيضاً قال أردوغان: "إن طريق السلام في ليبيا يمر بتركيا"، وهذا من المواقف التي تتصف بالعدوانية والتجني على أبسط مقومات الواقعية التي يجب مراعاتها، فكل ما يقوم به النظام التركي عبارة عن محاولات للتمدد وتوسيع النفوذ والاستيلاء على الكثير من ثروات المنطقة في حوض البحر البيض المتوسط، ودائماً الأداة المعتمدة هي المليشيات والإرهابيين الذين يتم نقلهم من مكان إلى آخر للعمل على تهديد أسس الدول الوطنية التي يتدخل فيها أردوغان ويعمل على إضعافها لتحقيق مخططاته.وأضافت "المليشيات الإرهابية التي تقاتل تحت إمرة قواته في شمال سوريا هي ذاتها التي بدأ نقلها إلى ليبيا لدعم مليشيات ما يسمى حكومة (الوفاق) التي لا تتجاوز شرعيتها بعض أحياء العاصمة طرابلس في حقيقة الأمر، في حين يمثل الجيش الوطني الأغلبية الحقيقية بتلقي دعم أغلب المناطق الليبية والذي عبر أكثر من مرة عن استعداده لإنجاز حل سياسي يضع حداً للأزمة، وهذا يستوجب أن لا يكون للمليشيات ورعاتها والمتدخلين بدون أي حق أي وجود".وقالت (الوطن) في ختام افتتاحيتها إن المجتمع الدولي وصل إلى درجة اليأس من عرابي التشدد والتدخل في شؤون الآخرين وممن يتبنون المليشيات، واليوم ليبيا بحاجة لموقف دولي يأخذ كل ذلك بعين الاعتبار ولا يسمح لأي مبررات واهية أن تكون سبباً لتمديد أزمة ليبيا مع كل ما يمثله ذلك من مخاطر وتهديد لاستقرار المنطقة.
مشاركة :