أصبحت رياضة المشي في عصرنا الحالي مقيدة بالتطبيقات الذكية، والتي تحصي عدد خطواتنا وتظهره لنا. وفي حين يشعر المرء بالسعادة لدى وصوله رقماً معيناً، يرى آخرون أن عدد الخطوات فقط ليس هو العامل الأهم للحصول على صحة أفضل. هنالك جدل بين الخبراء حول دقة الأجهزة التي تقيس عدد الخطوات التي يخطوها الإنسان الحصول على قوام رشيق أمنية الملايين، وقد تكون رياضة المشي هي خيار مفضل للكثيرين، وذلك لسهولتها وإمكانية القيام بها في أي وقت، سواءً في العمل أو الشارع أو حتى مع الأصدقاء، لكن كم هو عدد الخطوات اللازم يومياً، وما هو تأثير هذه الخطوات فعلياً على صحتنا. يلجأ الكثيرون منّا في هذه الأيام إلى التكنولوجيا التي يوفرها الهاتف الذكي، لاسيما التطبيقات الخاصة بعدد الخطوات طوال اليوم. رياضة المشي من الرياضات المثالية لمن لا يملكون الكثير من الوقت. كما أن من يجلس لساعات طويلة سواء لأسباب تتعلق بالعمل أو لغرض مشاهدة التلفزيون، مُعرض لعواقب صحية خطيرة. بيد أن السؤال الذي يطرحه البعض هو: كم عدد الخطوات التي يجب أن أخطوها يومياً من أجل الحصول على قوام رشيق؟ وهل هناك أمور أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار؟ عشرة آلاف خطوة يمثل هذا الرقم أهمية كبيرة لممارسي رياضة المشي عبر التطبيقات، فهم يعتبرونه الحد الفاصل لممارسة رياضة فعالة يومياً أم لا. بيد أن موقع "تي أونلاين" الألماني يحذر، في مقابلة أجراها مع الطبيبة المختصة كريستينه غراف، نائبة رئيس الجمعية الألمانية للطب الرياضي والوقاية، من أن عدد الخطوات بحد ذاته ليس هو المهم. فعشرة آلاف خطوة تعادل خمسة كيلومترات تقريباً، وهي مسافة جيدة. لكن لو حسبنا الوقت المستغرق لقطعها، فإننا نحتاج ما مجموعه 150 دقيقة أسبوعياً، ما يعني أننا نمارس ما مجموعه ساعتان ونصف من الرياضة طيلة الأسبوع فقط. وبطبيعة الحال، يشعر البعض بالسعادة عندما نصل إلى ذلك الهدف اليومي المتمثل في المشي 10 آلاف خطوة. خطوة بالاتجاه الصحيح لكن بالرغم من قلة هذا الوقت، إلا أن غراف ترى أن ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح، لأن عدد الخطوات ليس هو المهم للطبيبة الألمانية، بل الحركة بحد ذاتها هي الأهم، فمن خلالها تنشط الدورة الدموية، وهو ما يعزز من المناعة في الجسم. كما أن الحركة الدائبة تحد من الإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة. حرق مكعب سكر استخدام هذه الأجهزة لقياس الخطوات أثار الجدل بين الخبراء، فعدد الخطوات فقط قد لا يكون دقيقاً جداً، فهو لا يظهر مقدار الجهد المبذول، وهل من مارسها كان سريع الخطوة في حركة دائبة، أم أنه كان يسير متلكئاً، لأن ذلك يعني فرقاً حقيقياً بين الاثنين على صعيد النتائج التي سيُخلّفها كل منهما على لياقة المرء. لذلك، ترى الطبيبة المختصة أن عدد الخطوات قد يكون عاملاً محفزاً من أجل بذل المزيد من الجهد، وفي نفس الوقت قياس الجهد المبذول. وتقول إن الانسان في المعدل يحرق مكعب سكر واحد لكل 500 خطو يخطوها. هذا الامر قد يوضح أهمية الاستمرار في هذه الرياضة المفيدة، ومدى الجهد الواجب بذله حسب وزن الشخص الذي يمارس الرياضة. لذلك فإن الحركة هي كلمة السر من أجل الحصول على صحة أفضل، سواء أكان ذلك مشياً، أم بالدراجة أو حتى سباحة. ع.أ.ج/ ي أ
مشاركة :