بغداد: «الخليج»، وكالات وسّع المتظاهرون العراقيون في بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب، امس الاثنين، احتجاجاتهم ضد السلطة الحاكمة في البلد بسبب مماطلتها في تنفيذ مطالب المتظاهرين التي خرجوا من أجلها منذ الأول من أكتوبر الماضي والتي تمثلت بتعديل الدستور ومحاسبة الفاسدين، وإجراء انتخابات مبكرة، ومن ثم تطورت إلى محاسبة ومحاكمة قتلة المتظاهرين، وحل البرلمان، واندلعت مصادمات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن قتل خلالها أربعة متظاهرين في بغداد، وكربلاء، علاوة على عشرات الجرحى، فيما قتل شرطيان بعملية دهس في البصرة. ونقلت وكالة «رويترز» عن الشرطة العراقية ومصادر طبية، مقتل محتجين عراقيين اثنين في بغداد بعد استخدام قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية لتفريق المتظاهرين. وأضافت المصادر أن «أحدهما أصيب برصاصة في رأسه، في حين أصيب الثاني بعبوة غاز مسيل للدموع». وتابعت، أن «كليهما لفظ أنفاسه الأخيرة في المستشفى متأثرا بجراحه». وأشارت المصادر إلى أن 3 من المحتجين توفوا في المستشفى متأثرين بالجروح التي أصيبوا بها بعد أن أطلقت الشرطة الذخيرة الحية في ساحة الطيران في بغداد، مؤكدين أن اثنين أصيبا بأعيرة نارية بينما أصابت الثالث قنبلة غاز مسيل للدموع. وأكدت، أن «الشرطة قتلت محتجاً رابعاً في مدينة كربلاء جنوبي العراق». وفي مدينة البصرة جنوبي البلاد، دهست سيارة مدنية شرطيين وقتلتهما أثناء الاحتجاجات، في وقت ذكر فيه شهود عيان أن «السائق كان يحاول تفادي مكان الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن عندما صدم اثنين من أفراد الأمن». وخاض آلاف المتظاهرين عمليات كرّ وفرّ مع القوات الأمنية، أمس، في محاولة لقطع الطرق في بغداد، مع انتهاء مهلة كانوا حددوها للسلطات لتنفيذ إصلاحات يطالبون بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر. واحتشد مئات المتظاهرين في ساحة الطيران وسط بغداد، حيث اشتبكوا مع القوات الأمنية التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي في الهواء لتفريقهم. وأقدم شبان يرتدون خوذات وأقنعة لحماية أنفسهم من قنابل الغاز المسيل للدموع، على إقامة حواجز معدنية في الشارع في محاولة لإعاقة شرطة مكافحة الشغب. وقالت مصادر أمنية وطبية إن عشرات المحتجين أصيبوا خلال المواجهات مع قوات الأمن التي كانت تحاول فتح الطرق. وقال شهود من «رويترز» إن محتجين ألقوا القنابل الحارقة والحجارة على الشرطة التي ردت بقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في ساحة الطيران ببغداد. وفي أماكن أخرى في جنوب العراق، أشعل مئات المحتجين النار في إطارات السيارات وأغلقوا طرقاً رئيسية في عدة مدن من بينها الناصرية وكربلاء والعمارة. وكانت أغلبية مدن جنوب العراق، تحولت منذ منتصف ليل الأحد الاثنين، إلى مساحات من الإطارات المشتعلة لقطع الطرق الرئيسية والفرعية، وأغلقت أغلبية المحال التجارية والأسواق في تلك المدن، فيما أعلنت محافظات واسط وذي قار والديوانية تعطيل الدوام الرسمي. ففي كربلاء، قطع متظاهرون جسر الضريبة والطريق السريع في حي رمضان وسط المدينة، أمام حركة السير بإشعال الإطارات. كما قطع متظاهرون الطريق الدولي السريع الرابط بين بغداد ومحافظات الجنوب. وفي ميسان، قطع متظاهرون الطريقين المؤديين الى محافظتي بغداد والبصرة بالإطارات المحترقة، كما قطعوا عدداً آخر من الطرق داخل المحافظة، بينها جسر الجمهورية. وفي النجف، قطع متظاهرون طريق نجف كربلاء، وطريق نجف بابل والديوانية، فضلاً عن شارع نجف الكوفة، والطرق الداخلية. وفي بابل قام المتظاهرون بقطع المرور على طريق جسر الثورة عبر إحراق الإطارات، كما قطعوا الطريق السريع الذي يربط المحافظة بالعاصمة بغداد.
مشاركة :