كشف «المرصد السوري»، أمس الاثنين، عن وصول 17 من «مرتزقة أنقرة» في ليبيا إلى إيطاليا بعد أن اتخذّوا من الأراضي الليبية محطة للتوجه إلى هناك، ما يمثل تطوراً خطيراً لتداعيات وصول دفعات من المرتزقة الموالين إلى ليبيا، في وقت تراجع فيه أردوغان عن تصريحاته السابقة بشأن إرسال «قوات» إلى ليبيا، إذ أنكر ذلك في طريق عودته من برلين، زاعماً أنه أرسل «مستشارين»، ما اعتبره مراقبون شعوراً بالخيبة من نتائج المؤتمر الدولي الذي طالب بوقف نقل المرتزقة. ويبدو أن هؤلاء المرتزقة الذين وصلوا إلى ليبيا ضمن الدفعات التي ترسلها تركيا لدعم «الوفاق» كانوا خططوا منذ البداية للتوجه إلى ليبيا بغرض العبور إلى إيطاليا، حيث أكد المرصد السوري أنهم رموا أسلحتهم فور وصولهم إلى ليبيا وتوجهوا إلى إيطاليا، بينما زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لم ترسل قوات إلى ليبيا حتى الآن، ولكن مستشارين ومدربين. وأوضح المرصد عن تغيير نحو 17 من المقاتلين السوريين وجهتهم من ليبيا إلى إيطاليا بعد أن أمنت تركيا لهم السفر للقتال إلى جانب حكومة الوفاق في العاصمة الليبية طرابلس. وقال إن «قسماً من المقاتلين المنضوين ضمن الفصائل الموالية لتركيا ممن توجهوا إلى ليبيا في إطار عملية نقل «المرتزقة» إلى هناك من قبل تركيا، بدأوا رحلة الخروج من الأراضي الليبية باتجاه إيطاليا، حيث إن ما لا يقل عن 17 منهم وصلوا إلى إيطاليا بالفعل». ونقل المرصد عن عائلات المقاتلين ومقربين منهم قولهم إن المقاتلين الذي سهلت تركيا انتقالهم من سوريا نحو ليبيا «عمدوا منذ البداية إلى اتخاذ هذا الطريق جسراً للعبور إلى إيطاليا، فما إن وصلوا إلى هناك حتى تخلوا عن سلاحهم وتوجهوا إلى إيطاليا، كما أن قسماً منهم توجه إلى الجزائر على أن تكون بوابة الخروج إلى أوروبا». وكان أردوغان هدد أوروبا بأكبر مخاوفها حال سقوط حكومة الوفاق، حيث حذر من اشتعال موجة هجرة غير قانونية من ليبيا. وقال أردوغان في مقال كتبه في صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية إن سقوط «الوفاق» يعني مواجهة أوروبا مجموعة جديدة من التهديدات الأمنية، داعياً الاتحاد الأوروبي للسير على خطاه ودعم حكومة الميليشيات. في الأثناء، نقلت وكالة «رويترز»، عن محطة (إن.تي.في) التلفزيونية عن أردوغان، قوله، أمس، إن تركيا لم ترسل قوات إلى ليبيا حتى الآن لدعم حكومة «الوفاق»، وإنما أرسلت مستشارين عسكريين ومدربين فقط، الأمر الذي اعتبره مراقبون مراوغة للعالم، وتنصلاً من التزامه باتفاق برلين الذي قرر عدم إرسال أسلحة، أو دعم للفصائل المسلحة. وكان أردوغان قال في الأسبوع الماضي، إن تركيا بدأت بإرسال قوات إلى طرابلس. ونقل تلفزيون (إن.تي.في) عن الرئيس التركي قوله للصحفيين، على متن رحلة العودة من قمة بشأن ليبيا في برلين، إن جهود تركيا في القمة وضعت الأساس لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة، على حد زعمه. (وكالات)
مشاركة :