إعداد:بنيمين زرزور حلت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول عالمياً في ثقة الشعب بالحكومة، بعد تصدرها مؤشر الثقة الذي تصدره مؤسسة إيدلمان في نيويورك سنوياً، بحصولها على 83 نقطة للثقة بالحكومات المحلية، و81 نقطة للثقة بالحكومة الاتحادية.وحافظت الإمارات على ترتيبها على مؤشر الثقة العام الذي يعكس عدداً من المكونات تحيط بمختلف جوانب التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، حيث حصلت على 65 نقطة، واحتلت المركز الرابع عالمياً.يعكس هذا التقدم الذي يضع الدولة في مراكز متقدمة على عدد من دول العالم الكبرى، حرص القيادة على دعم كافة مشاريع التطوير وتعزيز التلاحم الوطني بين القيادة والشعب، وتبني أرقى معايير الابتكار والتطوير، وهو ما نلمسه في الحرص على تحقيق الأهداف المتوخاة في مختلف القطاعات بأي ثمن. الثقة بالمستقبل وفي ما يتعلق بالثقة بالمستقبل حصلت الإمارات على مقياس ثقة المواطنين بمستقبلهم ومستقبل أسرهم خلال السنوات الخمس المقبلة، على 75 نقطة. وجاءت الإمارات بين الدول الأربع الأولى على هذا المؤشر.وتعكس هذه الأرقام واقع العلاقة الفريدة بين القيادة والشعب التي تزداد رسوخاً في ظل حرص القيادة في الإمارات على تحقيق كل مستلزمات الاستقرار والتنمية المجتمعية وتحفيز روح الابتكار.وقد تجلى ذلك الحرص في إطلاق المبادرات والمشاريع الواحد تلو الآخر، والتي شملت مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية، وهو ما يترك أثره الإيجابي الواضح على مفردات المؤشر التي تشمل قياس الشعور بالاطمئنان لدى رب الأسرة وتفاؤله بمستقبل أطفاله في ظل نظام تعليم مستقر، ويوفر العديد من الحوافز للمبتكرين والمتفوقين عبر برامج جوائز متنوعة تشمل مختلف مراحل التعليم الأساسي والجامعي.كما يشمل الاطمئنان حول المستقبل الاستقرار الاقتصادي الذي يتجلى في رسوخ أساسيات الاقتصاد واستقرارها، وتصدر الدولة في عدد من المؤشرات الاقتصادية العالمية مثل مؤشر الابتكار من بلومبيرج، ومؤشر ممارسة الأعمال والنمو والبنى الأساسية واعتماد التقنيات الحديثة. وقد تقدمت الإمارات على مؤشر إيدلمان على دول مصنفة ضمن الدول المتقدمة أو الكبرى، ومنها اليابان وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. المؤشر العام تقدمت الإمارات في مؤشر الثقة العام على معظم الدول المتقدمة بحلولها في المركز الرابع. وتعكس هذه المرتبة التي حافظت عليها الإمارات على مدى سنوات، عمق العلاقة بين القيادة والشعب وتمتين الروابط التي تعزز مسارات التقدم والازدهار، حيث يتناول المؤشر عدداً من المزايا التي تقيس ثقة الشعب بالنظام الحكومي، وما إذا كان يعمل لمصلحة الشعب ومدى ثقة الشعب به، وتزايد تلك الثقة أو تراجعها. وكان لافتاً حصول الإمارات على ترتيب تراكمي مجموعه 74 نقطة، وهو ما يعني أن مختلف مكونات المقياس حازت قبولاً بنسب عالية لدى الشريحة المثقفة ولدى عامة الناس. الثقة بجهة العمل كما حصلت الإمارات على 68 نقطة على مؤشر الثقة بجهة العمل محتلة المركز السادس عالمياً. وتعكس هذه النقاط الاستقرار الوظيفي في الدولة وانضباط علاقات العمل في ظل الاستقرار السياسي والأطر القانونية الناظمة لبيئة العمل. وقد تفوقت الإمارات في هذا المقياس على عدد من الدول العريقة في تطبيق الديمقراطية الليبرالية التي تدعي امتلاك أرقى القوانين في ما يتعلق بحماية حقوق العمال وصيانة العلاقة بينهم وبين رب العمل والاعتزاز ببرامج الرعاية الاجتماعية الراقية التي تنفذها، وخاصة كندا وأستراليا. الأمان الوظيفي كما احتلت الإمارات المركز الخامس على صعيد الأمان الوظيفي ومخاوف فقد الوظائف، حيث جاءت بين الدول الأعلى أماناً بحصولها على 59 نقطة في معياري تهديد الوظائف الناتج عن الأتمتة، والتهديد الناتج عن انتقال فرص العمل خارج الدولة. وتدل هذه الحقائق على حرص الإمارات على توفير التسهيلات والتقنيات الرقمية التي تجذب الاستثمارات الأجنبية وتهيئ لها بيئة العمل الجاذبة لممارسة الأعمال على أراضي الدولة، وهو ما رصدته مؤشرات بيئة ممارسة الأعمال التي منحت الإمارات تصنيفات متقدمة أيضاً. خدمات الإنترنت كما احتلت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً على مؤشر خدمات الإنترنت باللغتين العربية والإنجليزية ونسبة المشتركين إلى عدد السكان التي بلغت 98% تلتها هولندا بحصولها على 96%.وتدل هذه الحقائق على حرص الإمارات على توفير الخدمات والتقنيات الرقمية لكافة المواطنين والمقيمين على السواء وبأسعار تنافسية. كما تعكس تبني أحدث المعايير التقنية في تنشيط الاستخدام الإيجابي للشبكة العنكبوتية، والذي يتجلى في تعدد أنظمة التجارة الإلكترونية واتساع نطاق أنشطتها لتشمل مختلف القطاعات من بيع التجزئة إلى العقارات والسيارات، ويلعب انتشار خدمة الإنترنت على هذا المستوى دوراً إيجابياً في تطوير خدمات الدفع الإلكتروني وغيرها من الخدمات المالية التقنية «فينتك» التي قطعت الإمارات فيها أشواطاً، وخاصة تقنيات العملات الرقمية و«بلوك تشين» التي تعتبر دبي عاصمة عالمية لتطويرها. الشريحة المثقفة كما سجلت الإمارات نجاحاً على صعيد ثقة الشريحة المثقفة من الشعب. ويكتسب هذا المكون أهميته على مؤشر إيدلمان من طبيعة التركيبة السكانية ونوع الشريحة المستطلعة آراؤها حول الثقة في الحكومة، حيث تقدمت الإمارات على دول ديمقراطية عريقة مثل فرنسا وبريطانيا. ولعل هذا النجاح يقدم صورة أكثر دقة حول التلاحم بين القيادة ومختلف مكونات السكان، وفي مقدمتهم الشريحة الأكثر وعياً. المنظمات غير الحكومية وقد حصلت الإمارات على تصنيف متقدم على مؤشر الثقة بالمنظمات غير الحكومية، ليصبح مجموعها 64 نقطة، وهو ما يعني التأكيد على دور هذه المنظمات الإيجابي، وتوسيع نطاق مساهمتها في خدمة المجتمع. قطاع الأعمال حصلت الإمارات على تصنيف متقدم في مؤشر الثقة في قطاع الأعمال بحصولها على 68 نقطة محتلة المركز السادس عالمياً، فيما حصلت على 65٪ من ثقة عامة الشعب. وتعكس هذه المرتبة الدور الإيجابي الذي يلعبه قطاع الأعمال سواء الحكومي أو الخاص في المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني من خلال الشراكة بين القطاعين التي تنتقل من نجاح إلى نجاح. وتظهر الآثار الإيجابية لهذا التصنيف في ما نشهده على أرض الواقع من مشاريع البنى الأساسية التي تصنف ضمن الأرقى عالمياً، وما نراه في قدرة الإمارات على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة باعتبارها واحدة من أفضل بيئات ممارسة الأعمال وفقاً لمؤشرات عالمية معروفة. وتعكس أرقام مساهمة هذا القطاع في الاقتصاد الوطني بعض ما جاء في مكونات مؤشر إيدلمان في تصنيفه الجديد.
مشاركة :