موسكو تحبط هجوماً على «حميميم» وتحذر من التصعيد

  • 1/21/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية في قاعدة «حميميم» تمكنت من إحباط هجوم مساء الأحد الماضي على القاعدة العسكرية، استخدمت فيه طائرات من دون طيار. وحذر الجيش الروسي، أمس، من استمرار التصعيد، مشيراً إلى اتساع رقعة هجمات المسلحين خلال الأسابيع الأخيرة. وبعد مرور يوم واحد على هجوم مباغت على مركز عسكري روسي قرب إدلب، ترددت أنباء عن إيقاع خسائر فادحة خلاله في صفوف العسكريين الروس، أقرت موسكو أمس بأن قاعدة «حميميم» تعرضت لهجوم بالدرونات، لكنها أكدت نجاح العسكريين الروس في إحباطه ومنع وصول الطائرات المفخخة إلى أهدافها في القاعدة. وقالت الوزارة إنه «بحلول مساء 19 يناير (كانون الثاني)، رصدت وسائل الدفاع الجوي الروسية في قاعدة حميميم 3 أهداف جوية صغيرة على بعد كبير، كانت متجهة إلى الموقع العسكري الروسي من الجهة الشمالية الشرقية». وأضافت الوزارة أن «أنظمة الصواريخ العاملة في القاعدة الروسية دمرت الأهداف على بعد آمن من القاعدة»، مشددة على أن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات بشرية أو أضرار مادية. ويعدّ هذا الهجوم الأول على «حميميم» منذ مطلع العام، لكن القاعدة الروسية كانت تعرضت لسلسلة هجمات واسعة النطاق خلال الربع الأخير من العام الماضي، وبررت موسكو عملياتها العسكرية في إدلب، والهجوم الضخم الذي أطلقته القوات النظامية مدعومة بالغطاء الجوي الروسي، بـ«منع تكرار هجمات الإرهابيين على (حميميم) وعلى المواقع العسكرية للجيش السوري». وشددت مراراً، في هذا السياق، على عزمها على «إنهاء هجمات الإرهابيين على قواتها في سوريا»، مشددة على «ضرورة القضاء على الوجود الإرهابي في منطقة إدلب». لذلك يحمل الهجوم الجديد على «حميميم» دلالات مهمة لأنه يوجه رسالة تحدٍّ إلى القوات الروسية على خلفية العمليات العسكرية الجارية في إدلب ومحيطها. وبالتزامن مع ذلك، أعلنت المؤسسة العسكرية الروسية أنها رصدت خلال الأيام الأخيرة اتساعاً ملحوظاً في طبيعة وحجم العمليات الهجومية التي يشنها المسلحون انطلاقاً من منطقة إدلب والمناطق المجاورة لها، ونقل مصدر أن الجيش السوري تصدى الأحد الماضي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي لهجوم عنيف شنه مقاتلو «جبهة النصرة» والمجموعات المتحالفة معها باتجاه نقاط الجيش المتمركزة بالمنطقة وكبدتها خسائر في الأفراد والعتاد. واستخدم المقاتلون، وفقاً للمصدر، أسلحة ثقيلة خلال الهجوم على نقاط الجيش على محور قرية أبو دفنة. كما أعلن عن تصدي وحدات الجيش لهجوم شنه المسلحون على محور بلدة حلبان التابعة لناحية سنجار بريف مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان رسمي عن مقتل 47 عسكرياً سورياً، و51 مدنياً جراء الهجمات التي شنتها الجماعات المسلحة في سوريا خلال الأيام الأربعة الأخيرة. وقال مدير «مركز حميميم الروسي للمصالحة» يوري بورينكوف، إنه منذ 16 يناير من العام الحالي «تعرضت مواقع القوات الحكومية في منطقة إدلب لوقف التصعيد، لهجمات من قبل التشكيلات المسلحة غير الشرعية 16 مرة. كما نفذت المجموعات الإرهابية خلال الفترة ذاتها 253 عملية قصف استهدفت البلدات والمدن المسالمة». وشدد بورينكوف على أن الأوضاع في المنطقة «لم تشهد تصعيداً مثل هذا منذ مايو (أيار) 2019»، مشيراً إلى أن هجمات المسلحين فضلاً عن إيقاعها خسائر في صفوف العسكريين السوريين، أودت بحياة 51 مدنياً وأدت إلى جرح 116. ولفت إلى أن «المسلحين، الذين استخدموا سابقاً بشكل أساسي أسلحة وذخيرة يدوية الصنع مثل قواذف عبوات الغاز، كثفوا الآن استخدام أسلحة وذخيرة مصنوعة في بلدان حلف الناتو». وخلال الساعات الـ24 الماضية سجل «مركز حميميم» 65 حالة قصف من قبل التشكيلات المسلحة في منطقة إدلب وحدها. وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن التصعيد حال دون خروج أي مدني خلال يومي السبت والأحد من منطقة إدلب عبر المعابر التي فتحتها القوات السورية بدءاً من 13 يناير الحالي. وزاد المتحدث العسكري أن الجماعات المسلحة شنت هجومين واسعين على مواقع الجيش السوري في المنطقة يوم السبت، أسفرا عن مقتل 10 عسكريين، وتسببا في إصابة 15 آخرين. وأوضح بورينكوف أن «الهجوم يعدّ الأوسع خلال الفترة الأخيرة، وشاركت فيه مجموعة يزيد قوامها على 130 مسلحاً، تدعمهم سيارات مزودة بأسلحة ثقيلة من منطقة الغدفة في الاتجاه الجنوبي الشرقي، في محاولة لخرق المواقع الدفاعية لقوات الحكومة السورية، التي تمكنت من صد الهجوم بالاستخدام المكثف للمدفعية والدبابات»، موضحاً أن «3 مجموعات؛ كل منها مكونة مما بين 50 و70 مسلحاً، نفذت هجمات عنيفة في مناطق بمحافظة إدلب على مواقع الجيش السوري، ووفقاً لمعطيات، فإن 15 مسلحاً قتلوا وأصيب 25 آخرون، فيما فرّ الباقون».

مشاركة :