فرضت الأوضاع المتردية في العاصمة الليبية طرابلس، واقعاً مأساوياً على المهاجرين غير النظاميين المحتجزين في مراكز تشرف عليها حكومة «الوفاق» تمثل في نقص المواد الغذائية والخدمات الصحية، في وقت قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن القتال الدائر في الضواحي القريبة من قلب العاصمة، جعل العديد منهم فريسة يدفع بهم في آتون المعركة.وقال الدكتور جمال المبروك رئيس منظمة التعاون والإغاثة العالمية (Iocea)، إن هناك عديداً من مراكز الإيواء في ليبيا تعاني من أوضاع سيئة وانتهاكات جسيمة، وخاصة التي تقع في مدن تقع تحت سيطرة الميليشيات المسلحة، وذهب إلى أن المهاجرين المحتجزين بها ما زالوا يتعرضون لسوء المعاملة التي تبدأ بالسب والضرب مروراً بالتحرش، والدفع ببعضهم في حرب طرابلس.وأضاف المبروك في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن فريق المنظمة زار مركز إيواء المهاجرين في مدينة صبراتة (غرب ليبيا)، ووجد أن المهاجرين هناك يعانون أوضاعاً سيئة فلا دورات مياه تعمل ولا أسقف تسترهم بشكل كامل، مشيراً إلى أن المبنى المتهالك يعود بناؤه إلى ثلاثينات القرن الماضي أيام الاحتلال الإيطالي للبلاد، وكانت تستخدمه عصابة لتهريب البشر في المدينة. وأضاف المبروك أنه بعد طرد الميليشيات من صبراتة، تم استخدام المبنى لاحتجاز المهاجرين من قبل جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة، لافتاً إلى أن المنظمة وفرت أغطية ومواد طبية ومنظفات للمهاجرين، كما أنها تنسق مع الجهات الدولية المعنية بالهجرة لمساعدة المهاجرين وإجراء الكشف عليهم، خاصة مع وجود حالات تحتاج الرعاية الطبية.ونوه بأن مركز صبراتة يوجد به 26 مهاجراً تم إنقاذهم من البحر مؤخراً، كما يضم 8 نساء و3 أطفال في حاجة عاجلة إلى الرعاية والحصول على الغذاء، خاصة في ظل صعوبة التمويل اللازم.وفي ظل افتقاد ليبيا إحصائيات رسمية، قال العقيد المبروك عبد الحفيظ، رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، الموالي لـ«الوفاق»، منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، إن عدد المهاجرين غير النظاميين الطُلقاء داخل البلاد يقدر بـ700 ألف، بالإضافة إلى سبعة آلاف آخرين يحتجزون داخل مراكز الاعتقال بمدن الغرب الليبي.
مشاركة :