أكد الخبير الاستراتيجي العراقي الدكتور فالح عبدالجبار رئيس مركز الدراسات الاجتماعية للعالم العربي في حوار مع «عكاظ» أن سقوط الموصل يختلف عن سقوط الرمادي إلا أن ما يجمعهما هو أن الجهاز العسكري العراقي الذي أنشئ اعتمادا على تعيين أشخاص موالين لنوري المالكي بصرف النظر عن الكفاءة هو السبب الأساس في هذا السقوط المريع للمدن العراقية. وقال إن كل السياسيين العراقيين يتحملون المسؤولية، في الدرجة الرئيسية مجلس الوزراء وبالدرجة الأكبر رئيس الوزراء. وفي ما يلي الحوار: • الرمادي أيضا حصل بها ما حصل في الموصل، من يتحمل المسؤولية؟ •• كل السياسيين العراقيين يتحملون المسؤولية، في الدرجة الرئيسية مجلس الوزراء وبالدرجة الأكبر رئيس الوزراء وهذه نقطة نعتبرها تنبيها لليقظة والصحو. والمعروف أن العراق يواجه ثلاث مشاكل الأولى مواجهة التمرد المتمثل بداعش والثانية مشكلة حل النزاع والمصالحة بين الجماعات المذهبية والقومية والمشكلة الثالثة هي في إعادة بناء الأمة العراقية الممزقة، وكل هذه القضايا مترابطة. • الملاحظ أن الأخطاء التي حصلت في الموصل وأدت إلى سيطرة داعش ما زالت تتكرر في الرمادي وأكثر. ألسنا نقوم بالغرف من الإناء ذاته مجددا؟ سقوط الموصل يختلف وإن كان من قبل وزارة نوري المالكي الذي كان يريد بأي ثمن أن ينفخ في ما سماه الخطر السني حتى يحصد بعض الأصوات في تلك الفترة الانتخابية وهناك تخمينات أنه ربما يلعب دورا في سقوط الموصل. نحن نميل إلى أن الجهاز العسكري العراقي الذي أنشئ معتمدا على تعيين أشخاص موالين له شخصيا بصرف النظر عن الكفاءة ووجود تضخيم على الورق لحجم القوات لغرض نهب الرواتب وغيرها ما يسمى بجنود الفضائيين. إن سقوط الموصل يأتي على خلفية بعض التطورات المتلاحقة بدءا بتدهور العلاقة بين كردستان والحكومة المركزية في بغداد وبين السنة والمالكي، وكان هناك أحكام بالإعدام صدرت بحق بعض الشخصيات وكان هناك نواب مطاردون، وترافق كل ذلك مع الحراك الشعبي في الأنبار وتكريت والموصل أضف إلى ذلك أن كامل الأمة ممزقة ومتصادمة عسكريا. يجب القول إن المالكي رجل قروي محدود الذهن متعصب في مذهبيته وأتى بالفاسدين من حوله، فيما هذه الطروف تختلف عن سياسات السيد العبادي ولا يمكن أن تقاس بسياسات المالكي إطلاقا، فالعبادي يمتلك وضوحا في الرؤية لكن المشكلة هي في الضغوطات التي تمارس عليه من قبل حلفائه وحزبه وإيران والأكراد والأمريكيين ما يؤدي إلى بطء شديد في اتخاذ القرارات. • أين تقف إيران وسط هذه الأزمة؟ •• إيران لها مصلحة في عدم تمدد داعش كي لا تصل إلى حدودها، ولها مصلحة بضعف داعش لأن هذا التنظيم ليس فقط خصما آيديولوجيا إنما هو خصم سياسي داخل سوريا، وفي نفس الوقت لدى إيران مصالح أخرى مختلفة كوجود حكومة صديقة لها في بغداد وتكون أكثر طواعية. وعلى هذا الأساس رأينا كيف تم تسليح الحشد الشعبي ورأينا ضباط إيرانيين يدعمون القوة العسكرية بوجه داعش، وفي جانب آخر تم إنشاء مراكز قوى لا مركزية خارجة عن سيطرة الحكومة المركزية، فالحشد الشعبي كان يحشد متطوعين أتوا للقتال لشعورهم بالخطر من سقوط الدولة لكن داخل الحشد هناك ميليشيات تملك أجندات أخرى مثل منظمة بدر أو حزب الله أو عصائب الحق وكل واحدة على حدة تحمل رايتها وتشكل مراكز قوى خارج الدولة وليست منضبطة تحت إمرة الدولة
مشاركة :