جاءت الموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- على نظام العمل التطوعي والتي قوبلت بالشكر والإمتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ولو نظرنا للعمل التطوعي من منظور علم الاجتماع لوجدنا بأن النظرية البنائية الوظيفية تنطبق عليه فهي تحاول تفسير السلوك الاجتماعي بالرجوع إلى تفسير النتائج المحققة من هذا السلوك داخل المجتمع. إن المجتمع يتكون من أجزاء مترابطة تؤدي كلًا منها وظيفة من أجل خدمة أهداف المجتمع والوصول إلى التنمية المطلوبة، فهذه النظرية تجعلنا نؤمن بأهمية التطوع في علاج أي خلال أو نقص يحدث داخل الأنظمة الأسرية أو الاقتصادية أو التربوية أو الصحية، ويكون دور التطوع عامل مساعد في سد العجز أو أي خلل داخل النظام. ولقد أطلق البعض على التطوع مسمى القطاع الثالث بعد القطاع العام والخاص فقد جاء مكملًا لهما، فهو ميدان إنساني وميدان عطاء يساهم في عملية تنمية المجتمعات، كما جاء في الرؤية المباركة ٢٠٣٠، فتنبثق من وطن طموح مواطنة مسؤولة والتي تهدف إلى زيادة عدد المتطوعين من ١١ ألف متطوع إلى مليون متطوع سنويًا يساهموا في عملية التنمية بدعم من الدولة لمختلف البرامج والمشاريع ذات الأثر الاجتماعي لتوفير بيئة اجتماعية متكاملة. وديننا الحنيف حثنا على العمل التعاوني الاجتماعي وعلى التكافل ومساعدة الغير، وإن في التطوع راحة وسعادة داخلية لا يشعر بها سوى من مارس التطوع بجهده وخبرته، وإن اللذة التي نشعر بها بعد أي عمل أو مشاركة تطوعية لوجه الله تُبهج النفس وتُنقي الأنفس من شوائب الضيق والحزن، فهو يمنحُك طمأنينة داخلية واعتزاز وثقة بالنفس وشعورك بأنك عضو فعال مُنتج داخل مجتمعك. وكنصيحة مني كعضوة في المجال التطوعي جرب الإنخراط في عمل تطوعي لمدة أسبوع فقط ثم انظر لنتيجة ذلك على المستوى الشخصي وعلى العمل الذي قمت به وأنا أضمن شعورك بالإحساس الرائع بالسعادة والسلام الداخلي. وأخيرًا.. أُبارك لجميع العاملين على الموافقة الملكية على نظام العمل التطوعي.
مشاركة :