أكدت منظمة الطيران المدني الإيرانية في تقرير بعد تحقيق أولي أن صاروخين أطلقا باتجاه الطائرة الأوكرانية التي أُسقطت في وقت سابق هذا الشهر، فيما طلبت إيران أجهزة من السلطات الأمريكية والفرنسية حتى يتسنى لها تفريغ محتويات صندوقي الطائرة الأوكرانية الأسودين، ما يزيد من احتمالات رفض إيران إرسال الصندوقين إلى الخارج لتحليل بياناتهما، في حين استنكرت واشنطن تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي. وذكر التقرير الذي نشر ليل الإثنين/ الثلاثاء على الموقع الالكتروني للمنظمة أن «المحققين اكتشفوا أن صاروخين من طراز (تور-إم1) أطلقا باتّجاه الطائرة»، موضحاً أن التحقيق لا يزال جاريًا لتقييم تأثيرهما. ويؤكد التقرير معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز تتضمن تسجيلاً مصوراً أظهر ما بدا أنهما صاروخان تم إطلاقهما باتجاه الطائرة. وكان العميد حاجي زادة أعلن أن مشغل بطارية الصواريخ ظن أن الطائرة صاروخ عابر حين كانت دفاعات البلاد في حالة تأهب على مستوى «الحرب» خشية التعرض لهجوم أمريكي. وأشار التقرير من جانب آخر إلى أن «قراءة بيانات الصندوقين الأسودين متعذرة في إيران» نظراً إلى أن الطائرة تعد «من الأحدث في العالم». كما أشار الى «تضرر الصندوقين الأسودين بسبب الحادث والنيران» مضيفاً أن «الذاكرة الرئيسية لكل من الجهازين موجودة إلا أن ضرراً قد لحق بالقطع الرئيسية فيهما». وذكرت هيئة الطيران المدني الإيرانية في ثاني تقاريرها الأولية عن الكارثة «إذا توفرت الإمدادات والأجهزة الملائمة فمن الممكن استخراج المعلومات وإعادة بنائها خلال فترة قصيرة». وأصدرت الهيئة تقريرها الأول في غضون 24 ساعة فقط من الحادث قبل أن يقر الجيش بمسؤوليته. وقالت إنها أرسلت قائمة بالأجهزة التي تحتاجها إيران إلى المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل ومكتب تحقيقات سلامة الطيران المدني في فرنسا (بي.إي.إيه). وقالت الهيئة «حتى الآن، لم يصدر عن هذين البلدين رد إيجابي على إرسال الأجهزة»، مشيرة إلى أنها لا تملك الأجهزة المطلوبة لتفريغ البيانات من ذلك النوع من الصناديق الخاصة بالطائرة المنكوبة. من جهة أخرى، قال مبعوث أمريكي أمس إن تهديد إيران بالانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي «سيبعث برسالة سلبية جداً جداً». وقال روبرت وود السفير الأمريكي لشؤون نزع السلاح للصحفيين في جنيف «نعتقد أن إيران ينبغي أن تكف عن سلوكها الخبيث وتجلس وتتفاوض مع الولايات المتحدة على اتفاق لا يتناول القضية النووية فقط وإنما أيضاً القضايا الأخرى التي تشغلنا مثل انتشار وتطوير الصواريخ البالستية والأنشطة الخبيثة حول العالم». وفي هذا السياق، نقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن نائب إيراني قوله للبرلمان أمس إن إيران كانت ستصبح محصنة أمام التهديدات لو كانت تملك أسلحة نووية، مضيفاً أنه يتعين عليها صنع صواريخ برؤوس حربية «غير تقليدية». ونسبت الوكالة شبه الرسمية إلى النائب قوله «لو كانت لدينا أسلحة نووية اليوم، لكنا محصنين من التهديدات. علينا أن ندرج إنتاج صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس حربية غير تقليدية على جدول أعمالنا. هذا حقنا الطبيعي». (وكالات)
مشاركة :