أثار اشتباك كلامي بين المتحدث باسم الجيش العراقي ومذيع في قناة “دجلة” العراقية، جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان اللواء عبدالكريم خلف قدم مداخلة مع برنامج “وجهة نظر” في قناة “دجلة” لمقدمه نبيل جاسم، مساء الاثنين، وذلك من أجل التعليق على استخدام قوات الأمن العراقية العنف المُفرط ضد المتظاهرين. وبدأ الأمر بمعلومات واجه بها جاسم خلف، الذي رد بدوره نافيا تلك الأخبار. حينها، رد الإعلامي متهما القوات الأمنية بإطلاق الرصاص الحي، والتسبب بسقوط قتلى لأسباب غير مقنعة، فرد اللواء نافيا العنف، وقال إن ما حدث أن القوات الأمنية كانت متواجدة في أماكنها المعروفة ولم تغير مواقع انتشارها، وأن المتظاهرين هم من بدأوا الهجوم عليها. وقاطع الإعلامي المسؤول وأوضح أن مواقع التواصل نشرت مقاطع فيديو تكشف ما حدث، وسأل اللواء إن كانت وصلته تلك المقاطع أم لم يشاهدها، رد المسوؤل بأنها وصلته، وأن ما شرحه سالفا هو واقع ما حصل. وبين اختلاف وجهات النظر، ومقاطعة الطرفين لبعضهما بعضا، بدأت المشادة، فاتهم الإعلامي المسؤول بقتل الشعب، ورد اللواء بأن المحاور يرغب بلعب دور البطل أمام الناس، مؤكدا أن أرقام القتلى التي تحدث عنها الإعلامي “فلكية”. وكشف الإعلامي أن وزير الداخلية العراقي ياسين الياسري قال إن نحو 482 شخصا قتلوا في عموم البلاد، منهم 165 خارج ساحات التظاهر، منذ بداية الاحتجاجات. وعندما طلب الإعلامي من اللواء عبدالكريم خلف الحفاظ على رباطة جأشه رد الأخير “أنا رباطة جأشي أكبر منك”. فأجاب الإعلامي قائلا “عبدالكريم تأدب، تأدب يا بوق السلطة يا من تدافع عن القتل والعنف، تأدب يا بوق السلطة، يا بوق القتلة”، وهو ما دفع المتحدث باسم الجيش العراقي إلى إنهاء المداخلة، موجها كلامه للمذيع: “سعرك معروف.. لن أكمل حديثي معك”.واعتذر جاسم بعد انسحاب خلف من المقابلة. لكن معلقين عابوا على الجاسم ردة فعله التي كانت لا تقل حدة عن لغة المسؤول، ورأوا أن الصحافي عليه أن لا ينزل إلى مستوى تبادل الشتائم. وقال مغردون إن الاحتجاجات أتاحت الفرصة لكل من يريد من سياسيين وزعماء دين وإعلاميين يسيل لعابهم ليكون كل منهم بطلا قومياً في عيون الجماهير. ورفض معلقون وأكاديميون هذا الطرح. وكتب الإعلامي أحمد الملا طلال ورد حساب باسم سارة عبدالكريم خلف يرجح أنه حساب ابنة خلف، خاصة أن المتحدث الرسمي أوقف حسابه من طرف تويتر: Saraakhalaf1@ من منبري المتواضع أناشد القائد العام للقوات المسلحة وجميع القادة العسكريين أن يضعوا حدا للمأجورين الذين يريدون تسقيط المؤسسة العسكرية بالتجاوز على رموزها أحمد ملا طلال ونبيل جاسم ستتم محاكمتكما على جميع التجاوزات. وعبر موقع تويتر، تفاعل عراقيون مع واقعة الاشتباك الكلامي بين مُتحدث الجيش العراقي والإعلامي، باشتباك هاشتاغات تمترست بعضها للدفاع عن الإعلامي ووصفه بالبطل خاصة أنه وقف في صف المتظاهرين، لينتشر هاشتاغ #البطل_نبيل_جاسم. واعتبر معلق في هذا السياق: وانتشر هاشتاغ آخر ينتقد الإعلامي ويطالب بمحاكمته بعنوان #الجوكر_نبيل_جاسم. وكتب مغرد: haiderabboud@ #الجوكر_نبيل_جاسم، إنها أفعال الجوكر من سب وشتم وإهانة وحرق وغلق واعتداء، إنها إثم على مؤسسة الدولة #عبد_الكريم_خلف. وفي العراق يظهر معسكران متخاصمان يعرف الأول بالذيول وهو وصف أطلقه المتظاهرون على النخبة الحاكمة الفاسدة والمرتهنة لإيران وفق تعبيرهم. ويرد أنصار النخبة الحاكمة بوصف المتظاهرين في الساحات بالجوكرية نسبة إلى شخصية الجوكر السينمائية التي تواجدت بكثرة في بداية المظاهرات. من جانب آخر، أعاد مغردون عبارات الإعلامي في هاشتاغ حمل عنوان #تأدب_يا بوق_السلطة كما أعادوا تفعيل هاشتاغ #غرد_مثل_خلف. وغرد الإعلامي أحمد البشير: وسخر آخر: OfjnnpYTBVVh8Jo@ لا صحة لوجود العراق على هذا الكوكب.#غرد_مثل_خلف #بوق_السلطة #تأدب_يا بوق_السلطة وكثيرا ما تثير تصريحات المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة عبدالكريم خلف منذ تعيينه في المنصب جدلا وسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. وعرف خلف في فترة الاحتجاجات المتواصلة حضورا إعلاميا كثيفا فهو يطل كل ساعة؛ مرة من خلال تغريدة ومرات عبر الفضائيات العراقية. وكان خلف قبل تعيينه متفرغا للتدوين والتغريد على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد إحالته على التقاعد. ودوّن مغردون تعليقاتهم على تصريحات خلف المغرقة في الكوميديا السوداء من وجهة نظرهم، ضمن هاشتاغ #كلب_السلطة على تويتر. وتحيل العبارة إلى الزاوية المهنية للمتحدث الرسمي التي تشبه مهمة “الكلب” وتعني الوفاء فقط لمن ينطق باسمه.
مشاركة :