21 يناير 2020 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يُحتفل بعيد الربيع هذا العام في 25 يناير الجاري لاستخدام الصينيين التقويم القمري الذي يعتمد على حركة القمر. ويطلق الصينيون على السنة الصينية الجديدة بعيد الربيع رغم حدوثه في فصل الشتاء، ذلك لأنه يمثل نهاية أبرد جزء من فصل الشتاء، وبداية الربيع. كما ينقسم التقويم الصيني أيضًا إلى دورات قمرية مدتها 60 عامًا، وتنقسم كل دورة إلى خمس دورات أصغر، مدة كل منها 12 عامًا. كل عام يمثله حيوان في الأبراج الصينية: الفأر، الثور، النمر، الأرنب، التنين، الأفعى، الحصان، العنزة أو الخروف، القرد، الديك، الكلب والخنزير. ويمثل السنة الصينية الجديدة 2020 الفأر في الابراج الصينية، وهو بداية دورة جديدة من التقويم القمري الصيني، ويشمل السنوات التالية، 1912 ،1924 ،1936، 1948، 1960، 1972، 1984، 1996، 2008، 2020، 2032 … وللصينيين مشاعر مختلفة حول هذا البرج. لكن، يرمز برج الفأر بصفة عامة إلى معنى جميل متمثل في الذكاء والثروة والعديد من الطفال والاحفاد، أي أنها سنة مثمرة. وعلى مدى عدة آلاف من السنين، ظهرت صورة الفأر باستمرار بين الناس، ويمكن رؤيتها بين لوحات من الأباطرة والفنانين المشهورين، وكذلك على طوابع البريد المصدرة في البلدان الأخرى. ظهر برج الفأر في العديد من الثقافات المختلفة منذ آلاف السنين، ودخل الفأر المتاحف بأشكال ومعاني مختلفة، ويشير الى رغبة الناس في السعادة وحياة رائعة والحظ الجيد. يتم احترام وتبجيل الفأر باسم "إله الثروة"، وهو رمز للثروة والسعادة والازدهار. ويوجد حاليا في متحف مقاطعة سيتشوان تمثال برونزي لآلهة الثروة في عهد أسرة مينغ، حيث يعتبر الفأر الذي يتقيأ المجوهرات جزءا من التمثال. تم جمع العديد من التماثيل الفئران التي تتقيأ المجوهرات في المدينة المحرمة. بصرف النظر عن رمز الثروة، فإن الصورة الذكية للفأر شائعة أيضا. للفئران خصوبة قوية، وللعنب العديد من البذور، والجمع بين الاثنين له معنى رائع في الخصب والبركة والتكاثر. ويوجد في متحف سيشوان تحفة لرأس فأر نحاسي الذي يعود تاريخه الى عهد أسرة تشينغ تشبه بأسلوبها رأس فأر من حديقة يوانمينغيوان مغطاة بالكروم. الفئران التي ترمز إلى استنساخ الحياة في كثير من الأحيان تدخل اللوحات الفنية، وسبق ان رسمها الإمبراطور شوانزونغ من أسرة مينغ الملكية فى لوحته. وكان الرسام الشهير تشي باي شي يحب رسم الفئران على لوحاته، ما جعله يحمل اسم " رسام الفئران". وتنتشر قصة "الفأر يزوج إبنته" على نطاق واسع في الصين. حيث تختلف رواية القصة من شخص الى أخر ومن نسخة الى أخر، كما أصبح الموضوع أيضًا موضوعًا إبداعيًا مهمًا للفنون الشعبية، مثل دمى الظل، والورق المقصوص، والنسيج الحريري المطرز بالرسوم، وصور السنة الجديدة، تاركًا العديد من الأعمال الجيدة. لماذا طلبت البشرية "الفأر تزويج ابنته "؟ تقول الأسطورة، أن الفأرة آفة، وتزويجها في اليوم الثلاثين من الشهر القمري الـ 12 سيضمن السلام والازدهار في السنة القادمة. وتقول اسطورة أخرى، ان امبراطور اليشم عندما كان يرتب الابراج، دعا الفار ليكون رئيس الابراج، ما يجعل القط غير المدرج في الأبراج غاضب جدا. ومنذ ذلك الحين، بدأت الكراهية ببين الفأر والقط. وللتخفيف من الكراهية، طلب الفأر من ابن عرس ان يكون خاطبا لتزويج أجمل بناته بالقط، وبالتالي ولدت القصة حول كيفية "تزويج الفار ابنته". وبالرغم من أن الفئران تتمتع بسمعة سيئة، فإن ذكاءها وعقلها الخارق، بالإضافة إلى قدراتها مثل صنع الثقوب والسباحة، جديرة بالإعجاب. وقد كان الفأر شائعًا دائمًا بين الحيوانات التي كانت تعبد في الصين. اعتقد القدماء أن الفئران تمتلك روحانية غير عادية، تمثل إرادة السماء والأشباح والآلهة، وهي الإله الغامض والذكي الذي يمشي في السماء والأرض. ويعتبر الفأر أكثر إثارة للدهشة في الإنذار المبكر من كارثة الألغام، ووقوع حوادث في المناجم، وبالتالي فإن عمال المناجم يحترمون الفئران باعتباره إله المنجم. كذلك للفأر شعور قوي بالرائحة والسمع، وهو أكثر حساسية للكوارث الوشيكة، في حالة الخطر، يندفع للفرار. لذلك، أصبحت الفئران التي عاشت مع عمال المناجم ليلا ونهارا في باطن الأرض الحامي في قلوبهم. ومما لا شكك فيه فإن الفئران أفضل طريقة لتحذير بالخطر في العصور القديمة عندما كان مستوى الإنتاجية منخفضًا وكانت تقنية تعدين الفحم متخلفة. لقد أثبتت الممارسة أن الفئران تحس بالكوارث ولديها استجابة معينة للكوارث الطبيعية التي ستحدث، مثل الزلازل والحرائق والفيضانات والجفاف. ومن الضروري تقييم إنجازات الفأر الصغير في عام الفأر: يكون الفأر الصغير في العديد من التجارب العلمية مستعدًا للتضحية، وقد حقق إنجازات عظيمة للبشرية لاستكشاف قوانين أنشطة الحياة والألغاز الطبية الحيوية. قام العلماء باكتشاف مذهل من خلال البحث: يتشارك الفئران والبشر في 80 ٪ من المواد الوراثية و99 ٪ من الجينات. وبسبب التشابه الكبير بين جينوم الفئران والمجين البشري، يمكن أن تكشف الكثير من المعلومات حول الأمراض والوظائف الفسيولوجية لبشرية من خلال إجراء الأبحاث العلمية على الفئران. كما تتمتع الفئران، وخاصة الفئران البيضاء الصغيرة، بمزايا دورة التكاثر القصيرة، ومعدل النمو السريع، والتكاثر السهل، لذلك أصبحت الكائنات النموذجية الأكثر استخدامًا في البحوث البيولوجية والطبية. ويمكن القول إن الفئران المعملية عانت الكثير من أجل الحفاظ على صحة البشر.
مشاركة :