أحرز الألماني سيباستيان فيتيل لقب بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا-1 للموسم الرابع على التوالي بعدما أحرز اليوم لقب سباق جائزة الهند الكبرى. وكان فيتيل سائق فريق ريد بول بحاجة إلى الفوز بأحد المراكز الخمسة الأولى في سباق اليوم ليتوج رسميا بلقب البطولة ولكنه أنهى السباق في الصدارة بعدما انطلق من المركز الأول ليحسم اللقب العالمي بأفضل شكل ممكن قبل آخر ثلاثة سباقات من البطولة. وعادل فيتيل اليوم إنجاز مواطنه مايكل شوماخر والبطل العالمي السابق خوان مانويل فانجيو وأصبح ثالث سائق في التاريخ يتوج باللقب العالمي أربع مرات متتالية. وحافظ فيتيل على سجله الرائع بمضمار "بوذا" الهندي الدولي الذي استضاف السباق اليوم حيث توج بلقب السباق للمرة الثالثة على التوالي في ثلاث مرات أقيم فيها السباق بهذا المضمار حتى الآن منذ إدراجه في جدول البطولة. وبينما حافظ فيتيل على صدارة السباق حتى النهاية ، اضطر زميله الأسترالي مارك ويبر للانسحاب في وسط السباق بسبب مشكلة فنية في السيارة عندما كان في المركز الثاني خلف فيتيل. نعم ، نعم".. هكذا صاح فيتيل داخل سيارته عندما أبلغه كريستيان هورنر رئيس الفريق عبر الإذاعة الداخلية قائلا "لقد انضممت إلى العظماء". وبعد انتهاء السباق ، خرج فيتيل من السيارة وبدأ في تحية الجماهير ثم سار على المضمار قليلا قبل أن يجثو على ركبتيه أمام السيارة كنوع من الاحترام والتقدير لها بعدما أطلق عليها قبل بداية الموسم لقب "هايدي الجائعة". وحقق فيتيل اليوم فوزه السادس على التوالي في سباقات الموسم الحالي وهو الفوز العاشر في 16 سباقا أقيمت حتى الآن من بين 19 سباقا في الموسم الحالي. وأحرز فيتيل المركز الأول في السباق اليوم بفارق هائل بلغ 8ر29 ثانية أمام مواطنه نيكو روزبرج سائق مرسيدس الذي احتل المركز الثاني واحتل الفرنسي رومان جروجان سائق فريق لوتس المركز الثالث. وأنهى الأسباني فيرناندو ألونسو سائق فيراري ، والذي كان المنافس الوحيد الباقي لفيتيل على اللقب العالمي قبل سباق اليوم ، السباق في المركز الحادي عشر. ورفع فيتيل رصيده في صدارة الترتيب العام للبطولة إلى 322 نقطة قبل السباقات الثلاثة الأخيرة لهذا الموسم والتي تقام في أبو ظبي والولايات المتحدة والبرازيل. وكان ألونسو بحاجة إلى الفوز بلقب سباق اليوم وإنهاء فيتيل السباق في أحد المراكز بعد الخامس ليظل في المنافسة مع فيتيل ولكنه فشل في هذا وتبددت آماله في الاستمرار ضمن دائرة المنافسة على اللقب. وتجمد رصيد ألونسو عند 207 نقاط في المركز الثاني بالترتيب العام مقابل 183 نقطة للفنلندي كيمي رايكونن سائق لوتس. وتوج الأرجنتيني فانجيو بأربعة من ألقابه الخمسة في تاريخ البطولة في أربع سنوات متتالية بين عامي 1954 و1957 كما حقق الألماني شوماخر خمسة من ألقابه السبعة في تاريخ البطولة في خمس سنوات متتالية بين عامي 2000 و2004 . وتوج الفرنسي ألان بروست بلقب البطولة أربع مرات أيضا ولكن ليست على التوالي. ولكن فيتيل "26 عاما" يتميز بأنه أصغر سائق سنا يتوج بلقب البطولة أربع مرات بينماحقق شوماخر هذا وهو في الثانية والثلاثين من عمره كما حقق بروست هذا في الثامنة والثلاثين وكان فانجيو هو الأكبر سنا من بين من حققوا هذا الإنجاز حيث توج بلقبه الرابع وهو في الخامسة والأربعين من عمره. وتصدر فيتيل الترتيب العام للبطولة منذ السباق الثاني في الموسم الحالي والذي أقيم في ماليزيا ولم يتخل بعدها عن الصدارة علما بأن السباق الماليزي كان له بعض الآثار السلبية على صورة اللاعب حيث فاز به بعد مخالفة تعليمات الفريق من خلال اجتيازه لسيارة زميله ويبر. وظل الصراع قويا على الصدارة خلال النصف الأول من الموسم ولكن فيتيل عزز صدارته بشكل رائع وقوي في النصف الثاني من الموسم وظل يوسع الفارق تدريجيا وبشكل كيبر من خلال سلسلة انتصاراته المتتالية التي بدأها بالسباق البلجيكي والتي وصل عددها اليوم إلى ستة انتصارات متتالية. وحافظ فيتيل على مقدمة السباق بعدما انطلق اليوم من المركز الأول ونجح البرازيلي فيليبي ماسا سائق فيراري في اجتيز سيارتي روزبرج وزميله البريطاني لويس هاميلتون السائق الآخر لفريق مرسيدس ليتقدم إلى المركز الثاني. ولكن ألونسو لم يكن محظوظا حيث تراجع خلف سيارتي ويبر والبريطاني جنسون باتون سائق ماكلارين ليتراجع من المركز الثامن إلى العاشر. وتوقف فيتيل مبكرا وبشكل مفاجئ بعد اللفة الثانية للتزود بالوقود وتبعه ألونسو في نفس اللفة لتغيير الجناح الأمامي في السيارة ليتراجع السائقان إلى المركزين التاسع عشر والعشرين على الترتيب. ودفع هذا ماسا إلى انتزاع صدارة السباق قبل أن يتوقف في اللفة التاسعة للتزود بالوقود ليتقدم ويبر إلى الصدارة ولكن فيتيل نجح في الانطلاق بشكل سريع ليصل إلى المركز الثاني قبل اللفة الحادية والعشرين بينما كان ألونسو في المركز الرابع عشر في هذا الوقت حيث أعرب عن شكواه من مشاكل بالسيارة بعد التزود بالوقود. وتوقف ويبر للمرة الأولى في اللفة التاسعة والعشرين التي شهدت التوقف الثاني لفيتيل من ثلاثة توقفات له في هذا السباق كما توقف فيتيل في اللفة الحادية والثلاثين. واستعاد فيتيل صدارة السباق عندما توقف زميله ويبر في المرة الثانية للتزود بالوقود قبل أن يضطر ويبر للانسحاب من السباق في اللفة الأربعين بعدما أبلغه الفريق بضرورة التوقف لمشكلة في السيارة. وقال ويبر "لم يكن بوسعي المزيد لأقدمه. كانت هناك مشكلة في السيارة. ولذلك اضطررنا للتوقف". وحسم فيتيل لقب السباق الذي تضمن 60 لفة بزمن بلغ ساعة واحدة و31 دقيقة و187ر12 ثانية. واجتاز روزبرج الفنلندي رايكونن قبل سبع لفات من نهاية السباق لكنه تراجع خلف روزبرج مجددا لمشكلة في إطار السيارة سمح لجروجان بانتزاع المركز الثالث خلف فيتيل وروزبرج. وفي المراكز من الرابع إلى السادس ، جاء ماسا وسيرخيو بيريز سائق ماكلارين وهاميلتون.