كتب - أشرف مصطفى: يشهد مسرح كلية شمال الأطلنطي حالياً ورشة الإخراج والتمثيل المسرحي التي ينظّمها مركز شؤون المسرح من إعداد وتقديم الفنان محمود أبو العباس، وإشراف الرشيد أحمد عيسى، وذلك في إطار برنامج المركز الرامي لتطوير المواهب وهي الورشة التي تعدّ الثانية ضمن برنامج تم إعداده لتطوير المواهب في كل عناصر المسرح، استعداداً لإطلاق مهرجان المسرح الشبابي الثاني في مارس المقبل، حيث أقام المركز من قبل ورشة في الكتابة المسرحية، علماً بأنه قد تقرر أن تستمر ورشة الإخراج حتى يوم 28 يناير. بدوره أوضح الفنان صلاح الملا مدير مركز شؤون المسرح أن ورشة الإخراج والتمثيل المسرحي تعدّ الحلقة الثانية ضمن سلسلة من الورش التي تشهدها ساحة المسرح الجامعي وذلك في إطار إعداد الطلاب لإقامة مهرجانهم. وأكّد الفنان صلاح الملا أن تطوير المسرح القطري يتم بالاعتماد على خبرات من عدة دول لها تجارب ناجحة في مجالات المسرح، كما سيتم الاهتمام بكافة العناصر المسرحية وبالسينوغرافيا والديكور وكل ما له صلة بالمسرح. من جهته أوضح الرشيد أحمد عيسى أن الورشة التي يقدمها الفنان العراقي محمود أبو العباس تقام على مدار 15 يوماً بمعدل 3 ساعات يومياً، وتستهدف طلاب الجامعة، حيث يشارك فيها 25 طالباً من جامعة قطر وكلية شمال الأطلنطي، وقسم المسرح بكلية المجتمع، ومعهد الدوحة للدراسات العليا، وذلك بهدف رفد الساحة المسرحيّة بمخرجين وممثلين مُلمين بأصول حرفية الممثل، حيث تقام الورشة ضمن استراتيجيات مركز شؤون المسرح بهدف إعداد كوادر للمسرح الجامعي، ونوّه إلى أن ختام الورشة سيشهد تقديم عمل فني قصير بعنوان «فن الكوميديا عبر العصور» من إعداد مدير الورشة، ويعد العمل بمثابة «ديكوباج» لأعمال كوميدية متنوعة تنتمي لعصور مختلفة بدءاً من المسرح الإغريقي وصولاً إلى المسرح في عصرنا الحالي، ونوّه بأن هذا العرض سيتم تقديمه على خشبة مسرح قطر الوطني في حفل سيُقام يوم الثلاثاء المقبل بمناسبة ختام الورشة، حيث سيتم تكريم المشاركين والفنان محمود أبو العباس على ما تم بذله من جهد خلال مدة الورشة. هذا ويشمل برنامج الورشة المُقامة حالياً العديد من الدروس النظرية إلى جانب العملية، حيث تم البدء بتقديم لمحة تاريخية عن «نشأة المسرح في العالم»، وتعريف التمثيل، بين التقليد والموهبة والإبداع ثم تم الانتقال منذ اليوم الأول إلى الجانب العملي، فتم اختبار قدرات أداء الطلبة التمثيلية حتى يتم ملاحظة أبرز الاحتياجات، ومن ثم تم الانتقال بهم إلى مرحلة الإخراج مع تقديم نبذة أيضاً عن نشأة هذا الفن وأساسياته، مع التعرض لأهمية القراءات المتعددة للنص عند الممثل والمخرج، كما تشهد كل جلسة تطبيقات مختبرية يتم من خلالها اختيار مشاهد تمثيلية وتوزيعها على الطلبة، كما انتبه برنامج الورشة أيضاً على العديد من العناصر التي يحتاجها الممثل، حيث ركز المحاضر منذ بدايات الورشة على أهمية الصوت مع تقديم شرح لاستخدام الجهاز التنفسي أثناء العمل المسرحي بصورة سليمة مع التدرب على تقطيع المشاهد بصورة سليمة مع التعرف على أنواع القطع، ودراسة أبعاد الشخصية وتحليلها حسب الظروف المعطاة، مع التركيز على أهمية تدريبات الطاولة، وأهمية الحبكة مع نماذج تطبيقية من مسرحيات عالمية، هذا إلى جانب التدريب على الارتجال والتمثيل الصامت وتدريبات الجسد والحركة التوافقية، مع استعراض المذاهب المسرحية وخصائصها الفنية، وأشهر الأساليب والمدارس الإخراجية كماير هولد وجروتفسكي وغيرهما، كما تشهد الورشة التعرف عن قرب على مسرح الطفل وطبيعته، وكذلك تدريبات على مشاهد من التراث أو المسرح العربي، كما يتم التطرق إلى المعمار المسرحي عبر العصور وعلاقة المخرج بمصمم الديكور المسرحي، فضلاً عن إتاحة الحديث حول الإضاءة المسرحية عبر العصور وعلاقة المخرج بمصمم الإضاءة وكذلك الحديث حول التقنيات الحديثة والمخرج المسرحي.
مشاركة :