ترامب يهدد بفرض ضرائب بنسبة 25% على السيارات الأوروبية

  • 1/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الأميركية من الاتحاد الأوروبي ما لم يوافق على إبرام اتفاق تجاري بين الجانبين. وقال ترامب في حديث لوسائل الإعلام أمس، على هامش منتدى دافوس في سويسرا، إن «التفاوض مع الاتحاد الأوروبي أصعب من التفاوض مع أي طرف آخر. لقد استفادوا من بلدنا على مدار سنوات عديدة». وشكا ترامب من أن دول الاتحاد الأوروبي تصدّر للولايات المتحدة أكثر بكثير مما تصدره أميركا لها، مشيرا إلى أنه التزم بضبط النفس مع أوروبا حتى الآن لأنه كان مشغولا بالتوصل لاتفاق تجاري مع الصين أولا. وحول الخطوات المتوقعة من الولايات المتحدة قال «انظروا، إذا لم نحصل على شيء، فيجب علينا التحرك، والتحرك سيكون بفرض رسوم مرتفعة جدا على السيارات وغيرها من الأشياء (الأوروبية) التي تأتي لبلادنا». وقال «في نهاية المطاف، الأمر بسيط، فإذا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق تجاري، سنفرض ضريبة بنسبة 25% على سياراتهم». وجاءت تصريحات ترامب بعد أن أعلن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين من دافوس أمس أن بلاده تنظر في فرض رسوم جمركية عقابية على قطاع السيارات الأوروبي، إذا فرض الأوروبيون ضرائب «تعسفية» على الشركات الرقمية الكبرى. وجاءت تصريحات منوتشين رغم لقاء ترامب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أمس الأول على هامش المنتدى، وقول الطرفين إنهما يعملان باتجاه التوصل إلى اتفاق تجارة بين أميركا والاتحاد الأوروبي، وصدور تصريحات إيجابية من البيت الأبيض عقب هذا الاجتماع. وجاءت محادثات ترامب مع الأوروبيين بعدما أعلنت باريس هدنة مع واشنطن بشأن خططها فرض ضرائب على شركات التكنولوجيا الأميركية، وفي طليعتها مجموعة «جافا» التي تضم شركات «جوجل» و«آبل» و«فيسبوك» و«أمازون» الأميركية. وكان الاتحاد الأوروبي قد قال الشهر الماضي إنه سيرد بشكل «موحّد» على تهديدات واشنطن بفرض رسوم جمركية على منتجات فرنسية. وتجدر الإشارة إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين عبر ضفتي الأطلسي وصل إلى نحو 1.3 تريليون دولار في عام 2018. من جانبه، أعرب وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير عن أمله في التوصل إلى حل وسط بشأن الضرائب الرقمية خلال مباحثاته مع وزير الخزانة الأميركي ستيفن منشن. وقال لومير أثناء حديثه لتلفزيون «بلومبرج» في منتدى «دافوس» إن المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين أوجدت «مناخا جيدا للتفاوض ومحاولة التوصل لحل وسط». ومن المقرر أن يناقش لومير ومنشن وأمين عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنجيل جوريا عمل المنظمة بشأن وضع قواعد دولية بشأن الضرائب الرقمية في قمة دافوس. وكانت فرنسا وألمانيا قد أعربتا عن رغبتهما في وضع قواعد جديدة لهذه القضية بنهاية العام الجاري. وأكد لومير أن فرنسا على استعداد لتعليق تحصيل الضريبة الرقمية الجديد حتى نهاية العام الجاري لتسهيل التوصل إلى اتفاق. لكنه نفى تراجع باريس عقب تهديد أميركا، موطن الكثير من الشركات ذات الصلة بالضريبة، بفرض رسوم انتقامية. وتقول فرنسا وعدة دول أوروبية أخرى إن شركات الإنترنت الكبرى تدفع ضرائب أقل بكثير من الشركات الأخرى. على الصعيد نفسه، قال مدير معهد «كيل» للاقتصاد العالمي، جابريل فيلبرماير أمس «لا يزال لدى أوروبا قوة اقتصادية كبيرة، ويمكننا، إذا أردنا، رد الضربات». وذكر فيلبرماير أن الأمر قد يبدو حربيا «لكن التهديد بالجزاء عبر فرض جمارك مضادة على سبيل المثال قد يحول من البداية دون الاضطرار إلى تطبيق إجراءات مضادة فعليا». ويتوقع فيلبرماير أن يسود خلال هذا العام نوع من الهدنة بين الولايات المتحدة والصين عقب 3 أعوام من التصعيد، وذلك عقب إبرام أول اتفاق جزئي بينهما وبسبب الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمعة. ويتوقع فيلبرماير العكس في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، معربا عن مخاوفه من أن تصبح أوروبا في بؤرة الدبلوماسية التجارية الأميركية أو معاركها التجارية، وقال «هذا ليس نبأ جيدا لأوروبا».

مشاركة :