مخاوف من الفوضى في العراق عشية «مظاهرات ميليشياوية»

  • 1/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قتلت ناشطة في هجوم مسلح وسط مدينة البصرة النفطية في جنوب العراق، حسبما أكد مصدر أمني أمس، فيما تحدى المحتجون العراقيون الطقس البارد، وواصلوا احتجاجاتهم المطالبة بتنفيذ إصلاحات سياسية، وسط مخاوف من الفوضى مع ترقب خروج مظاهرات «ميليشياوية» غداً، دعا إليها رجل الدين مقتدى الصدر ضد التواجد الأميركي في البلاد. وقال ضابط في شرطة البصرة: «قتلت الناشطة المدنية جنات مهدي، البالغة من العمر 49 عاماً، في هجوم شنه مسلحون مجهولون يستقلون سيارة رباعية الدفع»، مشيراً إلى إصابة خمسة آخرين بينهم ناشطة بجروح بالغة. ووقع الهجوم في وقت متأخر من مساء أمس الأول، وأكد مصدر طبي في دائرة الطب العدلي في البصرة «تلقي جثة الناشطة التي فارقت الحياة إثر إصابتها بالرصاص». وتعرض متظاهرون وناشطون يقدمون خدمات طبية وإسعافات أولية للمتظاهرين، للهجوم في طريق عودتهم من ساحة الاحتجاجات. ويأتي الحادث بعد مقتل أربعة متظاهرين خلال اليومين الماضيين في بغداد، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. ويشكو الناشطون منذ أشهر من التعرض لحملة مكثفة من عمليات الخطف والقتل التي يقولون إنها تهدف إلى تخويفهم لوقف تحركاتهم. وهناك قلق من توتر الأوضاع في البلاد مع ترقب خروج تظاهرة «ميليشياوية» حاشدة غداً، دعا إليها رجل الدين مقتدى الصدر، وأيّدتها الميليشيات التابعة للحشد الشعبي، تدعو بصورة رئيسة إلى خروج 5200 جندي أميركي يوجدون في العراق. وعزز المتظاهرون الضغط على السلطات، بتنظيم اعتصامات في مناطق جديدة وأغلقوا طرقات عدة بإطارات مشتعلة. ويمثل إجراء انتخابات مبكرة بموجب قانون انتخابي جديد وتسمية رئيس وزراء مستقل ومحاسبة قتلة المحتجين، المطالب الرئيسة للمتظاهرين. وأسفرت أعمال العنف، التي شهدتها التظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 530 شخصاً غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفاً بجروح. وشهدت بغداد يوم الاثنين الماضي، مقتل ثلاثة متظاهرين خلال صدامات مع قوات الأمن كما قتل متظاهر رابع أمس الأول، إثر إصابته بقنبلة غاز مسيل للدموع في الجمجمة، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. ويتهم المدافعون عن حقوق الإنسان قوات الأمن باستخدام عبوات غاز من طراز عسكري، يصل حجمها لعشرة أضعاف التي تستخدم في تفريق الاحتجاجات، وإطلاقها بشكل مباشر على المتظاهرين وليس في الهواء. وبات مشهد إغلاق الطرق سائداً هذا الأسبوع في بغداد ومدن أخرى جنوب البلاد، حيث قطع متظاهرون شوارع رئيسة تربط المدن بالعاصمة بغداد، كما وضع محتجون احتشدوا على طريق محمد القاسم السريعة في شرق بغداد، حواجز لمنع مرور السيارات. وارتدى غالبية المتظاهرين عباءات بلاستيكية لتجنب المطر، كما وضعوا أقنعة تغطي وجوههم وقبعات ملونة لمنع قوات الأمن من التعرف عليهم. وفي غضون ذلك، تواصلت الاحتجاجات في الناصرية والديوانية والنجف والحلة جنوباً، وقطع متظاهرون شوارع رئيسة، وهو ما أدى إلى توقف العمل في مؤسسات حكومية وتعليمية. وفي الناصرية، كبرى مدن محافظة ذي قار، قام متظاهرون بقطع الطريق الرئيسة، التي تربط المدينة بالعاصمة ومدن جنوب البلاد، لليوم الثالث على التوالي. وقال الناشط عقيل الزاملي، البالغ 50 عاماً: «سنستمر بقطع الطريق ونشر أعداد كبيرة من المتظاهرين لمواصلة احتجاجاتنا المهمة». وأضاف: «نريد التشديد على تحقيق المطالب الوطنية المحقة التي وضعها المعتصمون»، والتي تتمثل في «إنهاء احتكار الطبقة الحاكمة التي عاثت فساداً بمقدرات الشعب من خلال المحاصصة». وتسبب قطع الطرقات في ذي قار، بتوقف عمل الشاحنات بينها تلك التي تنقل النفط من مدينة البصرة وعرقلة وصولها إلى الحقول المنتجة. مشاورات ترشيح رئيس الحكومة تراوح مكانها أفاد نائب في البرلمان العراقي بأن مفاوضات تسمية مرشح لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة مازالت تراوح مكانها من دون الاتفاق بشكل حاسم على ترشيح أي شخصية معينة. وقال النائب صباح طلوبي، عضو تحالف «سائرون» في البرلمان العراقي، أمس: «إن مشاورات تسمية مرشح لتشكيل الحكومة مازالت على وضعها، بعد قرب التوصل إلى الاتفاق خلال اليومين الماضيين على شخصية معينة، لكنها واجهت خلافات بشأن التكليف، فعادت الكتل السياسية إلى الـبحث عـن مـرشح آخر لمنصب رئيس الوزراء». وأضاف أن «عدم التوافق بـين الكتل السياسية على تسمية شخصية رئيس الوزراء المقبل كان سبباً رئيساً لتأخير تسميته» وأن «أمر تسمية المكلف برئاسة الوزراء، منوطة بالكتل السياسية وليس رئيس الجمهورية، وإن وجدت شخصية جيدة لديها قبول من الشارع السياسي فلن يتأخر رئيس الجمهورية في تسميته».

مشاركة :