فى ستينيات القرن الماضى، تناثرت الأخبار على صفحات الجرائد المصرية، عن خطبة ماجدة الصباحى وفريد الأطرش، إذ نشرت صحيفة «أخبار النجوم» حينها خبرًا جاء فيه التفاصيل التالية: «كنّا على موعد مع الفنانة ماجدة لإجراء لقاء صحفى، فوجئنا بوجود الموسيقار الكبير فريد الأطرش، وبجواره الفنانة ماجدة، ومن ناحية أخرى جلست السيدة والدتها وتوفيق الصباحى شقيقها، ولم نكُن نتوقع زيارة فريد الأطرش لبيت ماجدة، إذ كانت تحمل ماجدة دبلة كُتب فى تجويفها (فريد الأطرش)». وعندما سُأل فريد الأطرش فيما بعد، قال باقتضاب: «أيوة يا سيدى الخطبة تمت، وأنت أول واحد يعرف بالخبر، أرجوك خلى الحكاية فى السر إلى أن تنتهى المسائل المعلقة بينى وبين الآنسة ماجدة وأسرتها». مرّت الأيام، حتى التأم جرح ماجدة وأعلنت فيما بعد خطبتها من إيهاب نافع، إذ أقيم الحفل على ظهر باخرة نيلية، وتكلّف حينها «5 آلاف جنيه»، كما ذكرت ماجدة فى مذكراتها التى كتبها، السيد الحرانى، إذ وصفت إيهاب، قائلة: «إيهاب كان إنسانًا لطيفًا وهادئًا، يحترم الناس، وقد شعرت بالارتياح نحوه، كانت همسات إيهاب، الفارع الطول، تتساقط على قلبى بردًا وسلامًا وتبعث فى نفسى الغبطة والنشوة، عرفتُ معه الحب للمرة الأولى، حتى وأنا أغمض عيناى لأنام، كانت الأحلام تطوف فوقى». وداخل فيلا بالدقى، عُقد قران إيهاب وماجدة بمهر بلغ 25 قرشًا فقط، وأحيا الليلة من المطربين والمطربات: شريفة فاضل، مها صبرى، هدى سلطان، شفيق جلال، ورقصت نجوى فؤاد وسهير زكى، وحضر آلاف من الصحفيين ووكالات الأنباء، وفى الصباح التالى لليلة الزفاف، أرسل الرئيس جمال عبدالناصر، هدية الزواج عبارة عن «ماكيت مركب ناصر»، ظلّت تحتفظ به ماجدة لسنوات طويلة. وبعد 4 سنوات من الزواج، اضطر إيهاب نافع إلى مغادرة مصر والسفر إلى لبنان، الأمر الذى أزعج ماجدة، لكنها لم تستطع المغادرة، وقررت البقاء فى مصر، وبعد فترة انفصل الثنائى، أثناء تناولهما العشاء فى أحد مطاعم بيروت، واتفقا على أن يظلا صديقين، إذ وصفت ماجدة ما حدث، بأنه «الطلاق الأبيض». «لم أكن أعلم أن إيهاب يعمل فى المخابرات، لم أكن فضولية لأعرفه، لكنه كان محبًا لعبدالناصر ومؤمنًا به كزعيم، وكان يقول إن عبدالناصر لم يكن يطمئن للطيران مع غيرى»، هكذا قالت ماجدة عن اعتراف إيهاب بأنه كان عميلاً مزدوجًا، فكان صديقًا لقائد القوات الإسرائيلية فى ذلك الوقت، عزرا وايزمان، الذى أصبح رئيسا لإسرائيل فيما بعد وكان يسهّل دخوله لإسرائيل. واعترف إيهاب بذلك فى مذكراته، قائلاً: «كنت صديق عزرا وايزمان، قائد القوات الإسرائيلية الذى أصبح رئيسًا لإسرائيل فيما بعد، وهو من مواليد حى الموسكى بالقاهرة، وكان فى ذلك الوقت يُسهل لى إجراءات السفر إلى إسرائيل للقيام بالمهام السياسية المُكلف بها من المخابرات العامة المصرية، وكان يساعدنى اعتقادا منه بأننى عميل مزدوج، فكنا نتبادل المعلومات العسكرية، بمعنى أننى كنت أعطيه المعلومة وأحصل فى الحال على معلومة مقابلة، وكانت المخابرات المصرية تريد من خلال إحدى هذه المهام التى كلفتنى بها أن تعرف وتتأكد من أن الممر الذى تقيمه إسرائيل بطول 7 كيلو مترات للطائرات السريعة تم إنشاؤه أم لا». لم تتزوّج ماجدة فيما بعد، لكن إيهاب نافع تزوج أكثر من 5 مرات، إذ قالت الفنانة غادة نافع، ابنة ماجدة وإيهاب نافع، خلال لقائها فى برنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا»، المُذاع عبر فضائية «cbc»: «أعتقد أن والدتى كانت تغار بشدة عليه، لأنه كان جميلًا جدًا وعيونه عسلية، لكنها لم تعترف بذلك ولا مرة واحدة لى». وقالت «غادة» أيضًا إن الفنانة ماجدة الصباحى، كنت تستقبل زوجها السابق وزوجاته فى منزلها، وإنه كان يقوم بزيارتهم مع كل زوجاته ومن ضمنهم زوجة رأفت الهجان السابقة.
مشاركة :