إسعاد يونس وخالد الصاوي في المكان المناسب

  • 5/29/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لم تعد تشعر بشوق لرؤية كثير من الفنانين على الشاشة. لم تعد تنتظر أعمالهم كما كانت تفعل سابقاً، باستثناء بعض المميزين منهم الذين يحصرون إطلالاتهم بأعمال سنوية وغالباً ما تكون رمضانية. الآخرون، تتم استضافتهم في مختلف البرامج، وأحياناً يتحولون إلى مذيعين. ورغم أن هذا الاختبار صعب، ونادراً ما ينجح الممثل في لعب دور الإعلامي أو مقدم البرامج، إلا أن الغالبية لا تعنيهم النتائج وانتقادات الناس لهم ويواصلون ارتداء زي المذيع. الناجحون في امتحان تقديم البرامج، يمكن عدهم على أصابع اليد الواحدة. ولعل أجمل من اختلطت ألقابهم في بالنا بين الممثل والمذيع وأيهما جاء أولاً، نذكر نجوى إبراهيم التي أحببناها ممثلة، وعلقت في أذهاننا كأفضل مقدمة لبرامج الأطفال ولقبها ماما نجوى. كذلك نجحت صفاء أبو السعود في الانتقال من الفن السابع إلى العمل التلفزيوني، وتقديم سلسلة برامج حوارية فنية. من الممثلين الذين يليق بهم التقديم، لأنهم بذكائهم عرفوا ماذا يختارون وأي نوع من البرامج يقدمونه للمشاهد كي يقتنع بهم، ويزيد من احترامه لهم، النجم نور الشريف الذي ازداد تألقاً ببرنامجه مع نور الشريف والذي حصره بمجال تخصصه، فحلل الأفلام العربية وقربها من المشاهدين حاكياً عن ظروف تصويرها والكواليس وما لا يعرفه المشاهدون عن فريق العمل. أما اليوم، فنتوقف عند نموذجين للممثل الناجح على كرسي المذيع، وهما صاحبة السعادة إسعاد يونس وخالد الصاوي المتعدد المواهب والمبدع في كثير من المجالات. إسعاد يونس التي عرفناها نجمة وصاحبة القدرة العالية على إضحاك الجمهور ومنافسة الذكور على عرش الكوميديا في السينما العربية. ثم منتجة لأفلام مهمة ومساهمة بشكل مباشر في إنقاذ السينما المصرية من الانهيار. جاءت لتقدم برنامجاً لا يشبه البرامج المستوردة أو المستهلكة التي تلوكها القنوات في الصباح والمساء. وبكل ما تحمل الكلمة من معانٍ بعيدة وقريبة، جاء صاحبة السعادة ليحكي عن السعادة في حياة الناس، لا عن عالم الصحافة كما توهمنا في البداية. راقية، بسيطة في فكرة برنامجها وأسلوب تقديمه بطرق غير اعتيادية. تكسر الجمود والروتين، تستضيف المشاهير، والمنسيين، والناس البسطاء العاديين، شرط أن يكون لكل منهم حكاية من خلالها يقدم فائدة وعبرة ومعلومة للمشاهدين. نبشت الذكريات دون أن تبحث عن الفضائح، كما يفعل بعض المذيعين الذين يشغلهم جداً تعرية النجوم وكشف كل المستور. لا تخجل من التحدث عن أخطاء مرت بها كممثلة أو كإنسانة.. وكم هو جميل حين تفتح خزائن الذاكرة لتتناول حقبة الستينات والسبعينات مع نجم ما، وتعرض صوره وأعماله والموسيقى التي كانت رائجة في ذلك الوقت، ورفاقه وأعماله وهواياته.. نزلت ببساطتها إلى مستوى بائع الفول والطعمية، والمشاهير من أصحاب المطاعم الشعبية، الذين استضافتهم بكل احترام وكأنهم نجوم السينما، وأكلت داخل الاستديو مما يقدمونه لزبائنهم. العفوية والبساطة والتواضع ليست تمثيلاً ولا هي تدنياً في المستوى، بل هي رقياً في الأخلاق لأن برنامج صاحب السعادة لم يتخلَ عن مستواه العالي في التقديم والديكور ولغة الحوار، بل نزل إلى الشارع ليأتي بناسه المميزين إليه. أما كلمة حق خالد الصاوي، فهي تزن كلمة العدل وأحكام القانون. فهذا النجم المبدع في كل أدواره التي قدمها في السينما هو في الأصل محامٍ، لكن هوايته غلبت فأخذته إلى الشاشة والأضواء. اختار تقديم برنامج يكشف من خلاله وجهه الآخر، وكأنه يكمل ذاته من خلاله. وفي كلمة حق يلعب دور القاضي الذي يأتي بمتهمين بقضايا اجتماعية لا جرائم قتل فيها، بل حدودها النزاعات العائلية والمالية وما شابه. يحاول أن يحكم بين الطرفين وإصلاح البين، وفي نفس الوقت يقدم برنامجاً يشبه الحلقات الدرامية التشويقية، لكنها من الواقع وتعني أفراداً من مختلف أطياف المجتمع. تلك البرامج تضيف للمشاهد كما تضيف لمن يقدمها رصيداً من النجاح والتميز ومن حب الجمهور وتقديره له، كما بإمكانها أن تقلل من جماهيريته وتكشف مستواه الثقافي وجهله بأشياء كثيرة سواءً كانت على المستوى التعليمي والثقافي أو الاجتماعي. وهذه النقطة لا يلتفت إليها من يشغل باله بالظهور المتواصل على الشاشة، وبالمبالغ المالية التي يتقاضاها مقابل هذا الظهور. مارلين سلوم marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :