قال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك لقد رحّبنا بإطلاق الدول الأوروبية الثلاث – فرنسا وبريطانيا وألمانيا – آلية فض النزاع، غير أن النظام (الإيراني خرق الاتفاق النووي عدة مرات، لدرجة أنه لم يبق الكثير للحفاظ عليه في هذا الاتفاق، وقد دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى استبدال الاتفاق النووي بـ “اتفاق ترمب”، ونعتقد أن ذلك أفضل مسار لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، وهو مسار أفضل من الاتفاق النووي. وأوضح أن “اتفاق ترامب” يضمن ألا تجد إيران مساراً إلى السلاح النووي عبر منع التخصيب-أي تخصيب اليورانيوم-، وهو ما كانت تعتمد عليه الأمم المتحدة قبل الاتفاق النووي، وهنا وجه قصور آخر للاتفاق، وهو أنه أنهى العمل بقرار أممي صودق عليه بالإجماع يمنع إيران من التخصيب. وأشار إلى أن الخروج من الاتفاق النووي يضع الدول الأطراف في موقف قوة، لضمان ألا تحصل إيران على السلاح النووي أبداً، كما سيتيح ذلك للدول اعتماد نهج شامل لمعالجة التهديدات، التي تشمل البرنامجين النووي والصاروخي، والعداء الإقليمي، و السياسة التوسعية، واحتجاز الرهائن. لا نستطيع إحداث فرق في الشرق الأوسط إلا باعتماد مقاربة شاملة. والخطأ الكبير في الاتفاق النووي، ضمن الكثير من الأخطاء، هو مقاربته الضيقة. وأكد هوك على أن أكثر من نصف الدول التي لديها برنامج نووي سلمي -لأغراض طاقية- لا تُخصّب ، وهذه هي القاعدة التي ينبغي الاعتماد عليها في إيران وفي منطقة الشرق الأوسط المتقلّبة، إلى جانب منع التخصيب، ينبغي على الاتفاق الجديد أن يشمل منع التجارب الصاروخية الباليستية، التي كانت محظورة أممياً قبل توقيع الاتفاق النووي، كما ينبغي أن تلتزم إيران بوقف تمويل وكلائها الإرهابيين في المنطقة، وتزويدهم بالصواريخ والقذائف. إلى ذلك، يجب أن ينهي النظام سياسية احتجاز الرهائن، التي اعتمدها لمدة 40 عاماً. وأكد هوك على أن الدولة الأولى عالمياً في رعاية الإرهاب – إيران – ستحظى برفع الحظر الأممي المفروض على الأسلحة خلال 9 أشهر، والطريقة الوحيدة لإيقاف ذلك هي إما عبر انهيار الاتفاق النووي، أو مصادقة مجلس الأمن على قرار يجدّد هذا الحظر. ومن الصعب معرفة أيهما سيحصل أولاً، لكن ينبغي على مجلس الأمن التحرك قبل أكتوبر. وتابع ، لقد أثرنا هذه القضية منذ أكثر من سنة، فمن أبرز أوجه القصور في هذا الاتفاق النووي، هو أنه في العام الخامس من توقيعه، يتم رفع الحظر الأممي على الأسلحة، ولا أعلم من كان يعتقد أن هذه فكرة جيدة… ربما كانت النظرية هي أنه بعد خمس سنوات من توقيع الاتفاق النووي، سيصل المعتدلون إلى السلطة، هذا سخيف. فالنظام الإيراني لا معتدلين فيه، المرشد الأعلى هو المسؤول، ويُسمّى مرشداً أعلى لـ(هذا) السبب، وهو ليس معتدلاً، بل متشدد يتّخذ القرارات، وبالتالي، فنحن نحكم على النظام بأفعاله وليس بما يقوله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وأضاف هوك في حوار صحفي لصحيفة الشرق الأوسط على هامش قمة دافوس خلال مشاركته في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، لقد حصلنا على دعم واسع للعمل الدفاعي الذي قمنا به لحماية دبلوماسيين وجنود أمريكيين، ومنع هجوم واسع ووشيك كان يخطط له سليماني على دبلوماسيين وجنود أمريكيين في المنطقة. لقد حيّدنا أخطر إرهابي في العالم من ساحة المعركة، نتيجة لذلك، ستصبح المنطقة أكثر أمناً، لأن سليماني كان «الصمغ» الذي يجمع وكلاء إيران في المنطقة، وموته سيخلق فراغاً لن يتمكّن النظام الإيراني من ملئه. وأكد على أنه في حال واصل قاآني نهج قتل أمريكيين، فإنه سيلقى المصير نفسه، الذي لاقاه قاسم سليماني، وكان الرئيس ترمب واضحاً، منذ سنوات، أن أي هجوم على الأمريكيين أو المصالح الأمريكية سيقابل بردّ حاسم، كما أظهر الرئيس في 2 يناير/ كانون الثاني الماضي، وبالتالي، فإن هذا ليس تهديداً جديداً، إذ لطالما قال الرئيس إنه سيرد بحسم لحماية المصالح الأمريكية، وأعتقد أن النظام الإيراني يفهم الآن أنه لا يستطيع مهاجمة أمريكا والنجاة بفعلته ،سنحمّل النظام ووكلائه مسؤولية أي هجوم على الأمريكيين أو المصالح الأمريكية في المنطقة. وشدد هوك على الدور الذي يجب أن يلعبه مجلس الأمن، لإدانة إيران لخرقها سيادة السعودية، كان ذلك هجوماً غير مبرر من طرف النظام الإيراني ضد السعودية في 14 سبتمبر/ أيلول الماضي، وينبغي على مجلس الأمن إدانته، ونستمر في العمل مع المجلس، وأعتقد أن السعودية تقترب من إنهاء التحقيق وفحص المواقع حتى تستطيع تقديم الحقائق وإثبات أن الهجوم صدر من إيران. وحول إمكانية تغيير النظام القائم في إيران هل هو خيار مطروح لدى الإدارة الأمريكية في حال فشلت حملة الضغوط القصوى والمحاولات الدبلوماسية في تغيير سلوك إيران، قال هوك لقد غيّرنا سلوك النظام بالفعل عبر منعه من الأموال اللازمة لتمويل الاعتداءات، ومنع وكلائه من تنفيذ الكثير من عملياته لأننا عززنا وجود قواتنا في المنطقة، فضلا عن مراقبتنا الاستخباراتية، كما هناك اليوم قوة بحرية دولية تقوم بدوريات في مياه مضيق هرمز، مستدركا لا يعني ذلك أننا قضينا على قدرة إيران على شن هجمات، لكن سياستنا الجديدة تحدث فرقاً، فلم يسبق للنظام أن كان بهذا الضعف المالي في 40 سنة من تاريخه، أو تحت هذا الكم من الضغوط السياسية الداخلية، وهذه نتيجة لسياسات الرئيس الأميركي تجاه إيران. وأشار إلى أن المتظاهرين الإيرانيون يرحّبون بالدعم الأمريكي ، وتغريدة الرئيس ترامب باللغة الفارسية حطّمت أرقام «تويتر» القياسية، وعندما ننظر إلى مظاهرات نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نرى إيرانيات شجاعات تُمزّقن رايات “الموت لأمريكا”، كما نرى متظاهرين شجعان يحرقون صور المرشد الأعلى ويمزقون صور قاسم سليماني، أعتقد أن الإعلام الدولي لا يقوم بعمل جيد في نقله للمعتقدات الحقيقية للشعب الإيراني، فهم -الإيرانيون- يكرهون هذا النظام ويحبون أمريكا، ويودّون أن يشهدوا شراكة بين إيران والولايات المتحدة، والشعبان الإيراني والأمريكي يتقاسمان الكثير، وهذا النظام فرّقنا خلال 40 عاماً، وسوف نستمر في دعمنا للشعب الإيراني. والدول عبر العالم لا تبذل جهوداً كافية للوقوف إلى جانب الإيرانيين، وهم أكثر من عانى من النظام.،ونود أن نرى المزيد من الدول تحذو حذونا، وتقف مع الإيرانيين وضد النظام الإيراني. وفيما يتعلق بالطائرة الأوكرانية المنكوبة قال هوك : الإيرانيون اعترفوا بأنهم أسقطوا الطائرة، وعزوف النظام عن إغلاق المطار التجاري في الوقت الذي يطلق فيه صواريخ على دولة أخرى، يتحدّى أي تفسير، فالنظام قتل الكثير من الإيرانيين الأبرياء، سواء من المتظاهرين في نوفمبر أو في الطائرة الأوكرانية، ونريد أن يبدأ المرشد الإيراني في اتّخاذ قرارات أفضل لشعبه. وأشار إلى أن وزارة المالية الأمريكية منحت استثناءات من العقوبات على إيران لدعم من يريد المساعدة في التحقيق في حادث سقوط الطائرة، كما منحنا يد المساعدة عدة مرات للشعب الإيراني في وقت الأزمات، ونحن ننتظر ما إذا كان النظام سيقبلها.
مشاركة :