العراق/ إبراهيم صالح، محمد وليد/ الأناضول واصل المتظاهرون العراقيون، الخميس، تصعيد احتجاجاتهم المناهضة للحكومة والنخبة السياسية الحاكمة بقطع الطرق الرئيسية بين المحافظات في وسط وجنوبي البلاد، لليوم الرابع على التوالي. ويركز المتظاهرون على الطرق السريعة خارج المدن لتقطيع أوصال المحافظات وسط وجنوبي البلاد وهي: بابل، كربلاء، النجف، الديوانية، ذي قار، المثنى، ميسان، البصرة، فضلاً عن العاصمة بغداد. ولا يزال الكثير من المدارس والجامعات والدوائر الحكومية مغلقة منذ أشهر، وينضم الطلبة يوميا إلى جموع المحتجين بدل الذهاب لمقاعد الدراسة للتنديد بعدم الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي. ونظم الآلاف من الطلبة مسيرة موحدة صوب ساحة البحرية التي يعتصم فيها المحتجون وسط البصرة للتعبير عن دعمهم لحراكهم الشعبي ومطالبهم وللتنديد بعمليات اغتيال النشطاء في الاحتجاجات. وقال غدير الفرطوسي، وهو طالب جامعي في البصرة، للأناضول، "لن نعود إلى مقاعد الدراسة، وسنواصل الاحتجاج لحين تحقيق مطالبنا". وأضاف أن الأحزاب "الفاسدة" والميليشيات التابعة لها يواصلون اغتيال المتظاهرين، "لا أحد يردعهم، لقد أحكموا قبضتهم على أجهزة الدولة". وواصل المحتجون قطع الشوارع الرئيسية والمؤسسات الحكومية من بينها مديرية التربية والمدارس في شارع الأندلس والمناطق المحيطة بها وسط مدينة البصرة. وعلى الطرق التي تربط بين المحافظات، اصطفت الشاحنات المتوقفة في طوابير طويلة على مشارف المدن من بينها الناصرية والديوانية، جراء قطع المتظاهرين للطرق السريعة لليوم الرابع على التوالي، وفق ما أفاد مراسل الأناضول. وقالت شرطة ذي قار، في بيان، اطلعت عليه الأناضول، إن قيادة الشرطة اجتمعت مع شيوخ عشائر المحافظة، وتم تشكيل وفد من العشائر للتفاوض مع المتظاهرين لإعادة فتح الطريق الدولي في المحافظة. من جانبه، قال أحد المعتصمين في ذي قار، على الطريق الدولي على مشارف مدينة الناصرية، للأناضول، إن المتظاهرين المعتصمين يُتيحون المجال لعبور الحالات الإنسانية، وكذلك سيارات نقل المواد الغذائية، فضلاً عن سيارات المدنيين الصغيرة. وأضاف أن الأمر يقتصر على الشاحنات. ومنذ الإثنين، صعّد الحراك الشعبي من احتجاجاتهم بإغلاق العديد من الجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية والطرق الرئيسية في العاصمة بغداد ومدن وبلدات وسط وجنوبي البلاد. واتجه المتظاهرون نحو التصعيد مع انتهاء مهلة ممنوحة للسلطات للاستجابة لمطالبهم وعلى رأسها تكليف شخص مستقل نزيه لتشكيل الحكومة المقبلة، فضلا عن محاسبة قتلة المتظاهرين والناشطين في الاحتجاجات. وفي بغداد، استمرت المواجهات المتقطعة بين قوات الأمن والمحتجين على طريق محمد القاسم السريع الذي يمر وسط بغداد لليوم الرابع على التوالي. وأفاد مراسل الأناضول، بأن المتظاهرين ينتشرون على مسافة عدة كيلومترات من الطريق بعد تراجع قوات الأمن نسبياً. وتوقفت حركة المرور على الطريق تماماً منذ أربعة أيام، وتحولت إلى ساحة للمواجهة بين قوات الأمن والمتظاهرين. ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 510 قتلى فضلاً عن آلاف الجرحى، معظمهم من المحتجين، وفق إحصاء للأناضول، استنادًا إلى مصادر حقوقية وطبية وأمنية. وأجبر المحتجون حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، في الأول من ديسمبر/ كانون أول الماضي، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003. ويعيش العراق فراغاً دستورياً منذ انتهاء المهلة أمام رئيس الجمهورية بتكليف مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة في 16 ديسمبر الماضي، جراء الخلافات العميقة بشأن المرشح. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :