في بادرة راقية تعد الأولى من نوعها على مستوى أجهزة الشرطة المحلية والأقليمية اعتذرت شرطة دبي لأحد الصروح التعليمية في دبي إثر تعرضها للسطو مؤخراً وفي غضون 36 ساعة فقط من تلقي البلاغ تم الوصول للجناة عبر فريق متكامل من إدارتي البحث الجنائي، والملاحقة الجنائية، بناء على تعليمات اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي، ومتابعة اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، واستعادة المسروقات إلى المدرسة العربية الأمريكية ، صباح أمس ، بمنطقة المزهر بدبي وسط زغاريد وتصفيق الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. رافقت الخليج قيادات أجهزة الأمن بشرطة دبي هذه الزيارة التي اتسمت بدموع الفرح، بينما قدم فريق العمل صينية من الحلوى، معلناً أمام جموع هيئة التدريس إلقاء القبض على المتهمين، واسترجاع المسروقات التي كان من بينها كمية من المشغولات الذهبية عائدة إلى محاسب المدرسة، وزوجته التي تعمل بها، والتي أخفاها بالخزينة خوفاً من سرقتها من منزله.نقل فريق العمل برئاسة مدير إدارة البحث الجنائي الرائد عادل الجوكر لمديرة المدرسة تحيات اللواء خميس مطر المزينة، واللواء خليل المنصوري، مؤكداً لهم أن السطو على أي صرح تعليمي بشكل خاص، أو أي مكان آخر في الإمارة بشكل عام غير مقبول، ولن تسمح به شرطة دبي. زيادة الدوريات وأشار اللواء خليل المنصوري أن القائد العام تابع على مدار الساعة واقعة تلك السرقة منذ ورود البلاغ، والوقوف على آخر المستجدات فيها حتى ألقي القبض على المتورطين، آمراً بسرعة التوجه للمدرسة وإبلاغهم بالقبض على المتهمين، واسترجاع المسروقات، ووجه بزيادة عدد الدوريات الأمنية بالقرب من المدارس في أنحاء الإمارة كافة، وعلى الأخص في تلك الفترة التي يكون فيها الإقبال متزايداً على دفع المصروفات الدراسية، مثنياً على فرق العمل التي بذلت جهوداً مكثفة لضبط المتورطين، وكشف منفذي عدد من سرقات المدارس في كل من عجمان والشارقة ودبي. التفاصيل كما يرويها اللواء خليل المنصوري أن واقعة السرقة كانت غريبة، ولم يكن هناك أي أثر لمرتكبيها، كما أن كاميرات المراقبة التقطت وجود شخصين لكنهما كانا مقنعين، ولم يعثر على أي بصمات، لافتاً إلى أنه قبل ورود بلاغ هذه السرقة كان هناك بلاغ عن سرقة أخرى بالأسلوب نفسه في روضة بالجميرا، ولذلك سخّر القائد العام كافة الإمكانات بالسرعة المطلوبة لمحاصرة تلك السرقات، وضبط مرتكبيها لمنع تكرارها. وأفاد المنصوري أن السرقة تمت عند الساعة الواحدة والثلث ليل يوم 14 مايو/ أيار الجاري وفقا لتسجيل الكاميرات، بينما البلاغ ورد لغرفة القيادة والسيطرة في صباح اليوم التالي، موضحاً أنه فور تلقي البلاغ تم انتقال فريق البحث الجنائي، والأدلة الجنائية للمدرسة، وتبين أن إحدى الخزن في غرفة المحاسب مفتوحة، ووفقاً لأقوال المحاسب اختفى من حزينته مبلغ مالي يصل إلى نحو 150 ألف درهم، وكمية من المشغولات الذهبية تعود لزوجته، كان محتفظا بها خوفاً عليها من السرقة من منزله في إمارة مجاورة للمدرسة، وتبين أن المتهمين تسلقوا سور المدرسة في غفلة من حراسها، ودلفوا لداخلها، واستخدموا عتلة كانوا يحملونها في كسر غرفة المحاسب، والخزنة، ولم يمكثوا داخل المدرسة أكثر من 30 دقيقة، فروا بعدها هاربين. المخطط وأضاف المنصوري أن المتهم الثالث عربي مقيم ، وكان يقوم بعملية استكشاف اولية للموقع المراد سرقته، ويدخل المدرسة على اعتبار أنه يريد التقديم لابنه بالمدرسة، وفي الوقت ذاته يرسم خريطة للمكان بالكامل، ومن ثم يعطي تلك الخريطة للمنفذين ولا يرافقهما أثناء التنفيذ، وتبين أن المتهمين يقيمان بالدولة بصورة غير مشروعة ويقطنان إحدى الإمارات الشمالية، بينما الآخر من المقيمين، حيث ألقي القبض عليهم جميعاً وإحالتهم إلى النيابة العامة بعد اعترافهم بتلك السرقة، وسرقة روضة الجميرا، بل واعترفوا أيضاً بسرقة نحو 6 مدارس في كل من إماراتي عجمان والشارقة بالأسلوب ذاته، وتمت استعادة المشغولات الذهبية، وجزء من المبالغ المالية المسروقة، وجار حالياً استرجاع الجزء الآخر عبر التواصل مع الأجهزة المعنية في موطنهم بعد أن قاموا بتحويله. تصفيق وزغاريد استقبلت هيئة تدريس المدرسة وطلابها خبر القبض على اللصوص، واستعادة المسروقات بالزغاريد، والتصفيق، وأشادت مديرتها وصفية الشيخ محمود اليوسف بشرطة دبي على سرعة الإيقاع باللصوص واستعادة المسروقات، مؤكدة أنها لم تكن تشك لحظة في قدرة رجال شرطة دبي في ضبط المتورطين، لأنها تعلم جيداً أن دبي واحة للأمن والأمان، وأن الإمارات دولة العدل والعطاء. وتوجهت اليوسف بكل الشكر لشرطة دبي وقائدها على تلك اللفتة الراقية التي لم ترها طوال مدة عملها في دول عدة، منها خليجية وعربية والتي تصل إلى أكثر من 33 عاماً. وأفادت بأن المدرسة يعمل بها أربعة حراس، كما أنها جميعها مراقبة بالكاميرات، ولكن اللصوص استغلوا الليل ومنطقة بعيدة عن أعين الحراس ودخلوا. وفيما يتعلق بوجود المشغولات الذهبية أكدت أنها كانت تعلم بوجودها، وأن إدارة المدرسة قدرت الظرف الخاص بالمحاسب، والخاص بمحل سكنه ووافقت على وجود تلك المشغولات في الخزنة طالما هو المسؤول عنها، ولا يسمح لأحد غيره بالدخول لتلك الغرفة، وأن الغرفة، بل المدرسة، مؤمنة بالكامل. بكاء وسعادة أما محاسب المدرسة أعظم علي وزوجته المدرّسة فقد قابلا الخبر ببكاء وفرحة، ولم يصدقا على الإطلاق أن فريق العمل الجالس في غرفة مديرة المدرسة هم من رجال البحث الجنائي في شرطة دبي، والملاحقة الجنائية، وأنهم أتوا ليعيدوا له الأمل مجدداً في استعادة المشغولات الذهبية التي تخص زوجته والتي تصل قيمتها لنحو 100 ألف درهم هي رصيد عمله وزوجته لمدة 9 سنوات، منها 5 سنوات داخل المدرسة.وقال أعظم إنه استأذن إدارة المدرسة منذ عامين على وضع المشغولات الذهبية التي تخص زوجته داخل خزانة المدرسة، خاصة أنه يقطن في إحدى الإمارات في منطقة مزدحمة، وكان لديه تخوف كبير من سرقتها، كما أن المدرسة بها حراس، وكاميرات مراقبة، وهو وزوجته يظلان بداخلها من الصباح وحتى الرابعة عصرا يومياً، ولذلك كان لديه إحساس كبير بأن هذا أأمن مكان يضع فيه ذهب زوجته، مشيراً إلى أنه كان يسافر لموطنه ويعود ولم يحدث شيء لتلك المشغولات، إلى أن جاء يوم الواقعة، وعندما رأى باب غرفته مفتوحاً، والمفتاح في جيبه انهار، ولم يكن لديه أمل في عودة أي شيء منها مجدداً. مفاجأة غير متوقعة أكدت مديرة المدرسة العربية الأمريكية بدبي، وصفية الشيخ محمود اليوسف، أن دخول فريق شرطة دبي برجاله ومعهم اثنتان من الشرطيات وهم يقدمون الحلوى، والاعتذار كان مفاجأة كبيرة بالنسبة للجميع، لم يتوقعها أي فرد ولكنها دليل احترام واخلاق عالية من كافة المنتمين لهذا الجهاز المتألق والمتفرد في كل خدماته، مما زاد من ثقتنا بشكل أكبر في أمن وأمان تلك الإمارة، وأدى إلى ارتياح الجميع. وسام ومزيد من الجهود أكد اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي أن الحفاوة والاستقبال والترحيب الذي قوبل به فريق البحث الجنائي من العاملين بالمدرسة، وثقتهم الكبيرة في شرطة دبي يعد وساماً على صدر جميع من ينتمي لهذا الجهاز، بل يعد تكليفا جديدا للضباط والأفراد لبذل المزيد من الجهود من أجل السيطرة الأمنية الكاملة ، مؤكداً أن الجميع يعمل بحب وانتماء تحت مظلة القائد العام اللواء المزينة الذي لم يبخل يوماً عن توفير أو تقديم اي مساعدة سواء فنية ، أو تقنية ، أو علمية من أجل رفع كفاءة هؤلاء الضباط والأفراد، بل إنه متابع دائم لكل أعمالهم ولكافة القضايا والبلاغات الواردة رغم انشغالاته الأخرى، ولا يهدأ إلا بتسديدها وإحالتها من مجهولة إلى معلومة.
مشاركة :