سلم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، دعوة لكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومنافسه رئيس «كحول لفان»، للحضور إلى البيت الأبيض لإطلاعهما على مضمون الخطة الأميركية لتسوية الصراع الإسرائيلي العربي المعروفة باسم «صفقة القرن». وقالت مصادر في تل أبيب إن اللقاء سيُعقد يوم الثلاثاء القادم، وهو اليوم الذي سيباشر فيه الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أبحاثه حول طلب نتنياهو الحصول على حصانة برلمانية تؤجل محاكمته بتهم الفساد.وقال المراسل السياسي للقناة 12 الإسرائيلية، عميت سيغل، إن نتنياهو سيطّلع على «الخطة السياسية الأفضل التي عُرضت على إسرائيل»، وأنها «تشمل إزاحة جدية للحدود»، حسب مصادره. وأوضح سيغل أن الخطة الأميركية ستشمل فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات في الضفة المحتلة، وفي حال رفض الطرف الفلسطيني الصفقة وفشل المفاوضات بين الطرفين لإقامة دولة فلسطينية، فإنه سيكون من حق إسرائيل ضم كل مستوطنات الضفة.وكان كبير مستشاري الرئيس ترمب وصهره جارد كوشنر، قد ألغى زيارة لإسرائيل حدد موعدها أمس (الخميس)، بعد أن أعلن أنه سيأتي مع فريق السلام في البيت الأبيض لبحث موعد إطلاق هذه الصفقة. ولم يعطِ تفسيراً منطقياً لهذا الإلغاء، فيما قال أحد مرافقيه إن «السبب هو حالة الطقس»، لكنّ مصادر مقربة من السفارة الأميركية في القدس الغربية، قالت إن السبب هو أن الرئيس ترمب أراد إعطاء الموضوع وزناً أكبر، إذ كلّف نائبه بتسليم الدعوة. واجتمع بنس، أمس (الخميس)، مع غانتس ونتنياهو، كل على حدة. وسلمهما الدعوة.وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن السفارة الأميركية في القدس تلقت عشرات الرسائل في الأسبوعين الأخيرين تحذرها من مغبة نشر الصفقة، «لأنها ستظهر كهدية لنتنياهو ضد غانتس وستبدو تدخلاً في المعركة الانتخابية لصالح رئيس حكومة في طريقه إلى الهاوية». وقد استفسر السفير ديفيد فريدمان من غانتس، ففاجأه الأخير بالقول: «بالعكس، أنا أؤيد نشر الصفقة قبيل الانتخابات». وأضافت المصادر أن نشر الصفقة سيكون هدية لغانتس لا لنتنياهو. إذ إن غانتس سيؤيّدها بلا تحفظ. فيما سيقع نتنياهو في مشكلة مع حلفائه في تكتل أحزاب اليمين المتطرف «يمينا»، الذين يعارضون أي صفقة تعيد للفلسطينيين شبراً من أراضي الضفة الغربية وتتحدث عن دولة فلسطينية.وقال نفتالي بنيت، وزير الأمن ورئيس تحالف «يمينا»، أمس، إن كتلته التي تعتز بالعلاقات مع الولايات المتحدة وتكنّ بالغ الاحترام والتقدير للرئيس ترمب، ترفض مبدئياً التنازل عن أراضٍ إسرائيلية للفلسطينيين. وتدعو نتنياهو إلى توضيح هذا الموقف لواشنطن. وتطالبه بترجمة وعوده الانتخابية بضم غور الأردن وشمالي البحر الميت إلى إسرائيل وفرض السيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، فوراً، وعدم الانتظار إلى ما بعد الانتخابات. وأعرب بنيت عن خشيته من أن تكون المبادرة الأميركية لنشر صفقة القرن قبيل الانتخابات، عملاً مقصوداً للتخريب على إجراءات الحكومة الإسرائيلية لضم غور الأردن.يُذكر أن الإدارة الأميركية كانت قد كشفت عن الشق الاقتصادي المالي من «صفقة القرن» في مؤتمر المنامة في يونيو (حزيران) الماضي، والتي شملت إقامة صندوق دولي لتجنيد 50 مليار دولار بزعم تطوير الاقتصاد الفلسطيني، بحيث تخصص 28 مليار دولار للتطوير الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة، والمبلغ المتبقي سيخصص لتطوير مشاريع في الأردن ومصر ودول أخرى.
مشاركة :