أكد رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز أن العبء الذي يتحمله الأردن نتيجة استقبال اللاجئين كان هائلا، مشيرا إلى أن 20 بالمائة من سكان الأردن اليوم هم لاجئون، مما شكل تأثيرا على البنية التحتية، إذ أصبحت المدارس والمراكز الصحية مكتظة. وقال الرزاز خلال تصريحات لقناة “يورونيوز ” في ختام مشاركته بفعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي مساء الخميس في دافوس أن الدعم الذي تلقاه الأردن جراء استقبال اللاجئين لم يكن كافيا، مضيفا “أتفهم ظاهرة إرهاق المانحين التي تحصل بعد أن تفقد الأزمة أولوياتها، لكن واقع الأمر أن اللاجئين لا يزالون يعيشون في الأردن”. وشدد الرزاز على أن الأردن لم يجبر أحدا من اللاجئين السوريين على العودة، فحتى الآن عاد 40 ألف لاجئ من أصل 1.3 مليون، مضيفا ” لا نريد أن نجبر النساء والعائلات على العودة قبل ضمان الأمن كليا في سوريا”. وقال ” الأردن لم يشهد جريمة كراهية واحدة ضد اخواننا السوريين، وهذه سمعة جيدة للمملكة، وتعكس جوهرنا، وتحتاج الدعم لمواصلة القيام بدورها بشكل أكثر فاعلية”. وجدد الرزاز تأكيده أن استقبال الأردن للاجئين السوريين يعد مسؤولية أخلاقية قبل أي اعتبار سياسي، مؤكدا أن سوريا بلد جار، واللاجئون بشر نريد لهم أن يكونوا أصحاء ومتعلمين للمشاركة في إعادة بناء بلدهم، مشددا على أن الملك عبدالله الثاني أكد على ضرورة أن يحصل اللاجئون على التعليم والرعاية الصحية، التي يحصل عليها الأردنيون. وأشار إلى أن الأردن طور خطة خمسية للتقليل من الآثار السلبية من الظروف الإقليمية، تركز على الاستثمار في الشباب بشكل أفضل، مؤكدا “لدينا شباب متعلم وذو خبرات عالية، لكننا نعاني من نسبة بملكطالة عالية”. وأضاف أن نسبة البطالة المرتفعة تعود إلى عدة عوامل، أبرزها: أزمات اللاجئين، وأزمات المنطقة خلال العشر سنوات الماضية، إضافة إلى تكاليف الطاقة المرتفعة. وتابع ” الأردن طور مصفوفة إجراءات إصلاحية طالت قطاع الاتصالات، خاصة وأننا نتمتع بمجموعة من أفضل اتفاقيات التجارة الحرة حول العالم، استطعنا بفضلها زيادة نسبة صادراتنا بنسبة 8 بالمائة”. وقال إن قطاع السياحة شهد نموا لافتا في العام الماضي، من أبرز أسبابه استقبال الأردن رحلات شركات الطيران منخفضة التكلفة، إضافة إلى اغتنام ما تمثله البترا والبحر الميت وغيرها من المناطق التراثية والتاريخية من وجهات سياحية جاذبة. وأشار إلى أن قطاع التكنولوجيا والمعلومات شهد أيضا نموا بحوالي 11 – 12 بالمئة كل عام، ساهم فيها بروز الأردن كوجهة لحلول الأعمال.
مشاركة :