جذبت المنتجات الثقافية الصينية المعروضة في الجناح الصيني بمعرض القاهرة الدولي للكتاب الجمهور المصري، في ظل تنوع هذه المنتجات وأسعارها التى تناسب دخول المصريين. وقال عمرو مغيث مدير تحرير مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية، “نحن نشعر بالمسئولية تجاه مساعدة الجمهور العربي على معرفة الصين بسهولة وبأسعار معقولة” من خلال الكتب والمنتجات الثقافية. وأنشئت مجموعة بيت الحكمة بشراكة صينية مصرية في العام 2011، وتمثل سنويا دور النشر الصينية للمشاركة في معرض القاهرة للكتاب. وافتتحت مصر أمس الأربعاء معرض الكتاب في نسخته الـ51، والذي سيستمر أسبوعين، ويعد أكبر وأقدم معرض للكتاب في الشرق الأوسط، والثاني في العالم بعد معرض فرانكفورت الألماني. ويضم معرض القاهرة للكتاب 900 دار نشر، و808 أجنحة، من بينها جناح مجموعة بيت الحكمة. وأقيم جناح بيت الحكمة على مساحة 90 مترا، وهو مزين بفوانيس كبيرة حمراء، وكان مزدحما بالجمهور على غير المتوقع في اليوم الأول للمعرض. وأضاف مغيث، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن “زوار المعرض يسهل وصولهم للجناح الصيني لأنهم يرون الفوانيس والحروف الصينية”، وتابع “لقد قسمنا الجناح إلى تسعة أكشاك بما في ذلك الكتب التعليمية والأدوات والمواد والهدايا الترفيهية”. وحظيت كتب تعليم اللغة الصينية بنصيب الأسد، لاسيما كتاب “منهج الصينية للعربي” وكتاب “تعليم الصينية للمبتدئين”، وفقا لمغيث. وأشار مدير تحرير مجموعة بيت الحكمة للصناعات الثقافية، إلى أن الزوار عادة ما يركزون على شراء كتب الأدب الصيني المترجم وفلسفة كونفوشيوس والطب الصيني. لكن وعلى غير المتوقع، حرص العديد من الزوار اليوم على شراء كتب للأطفال عن اللغة والمغامرات والأخلاق بشكل خاص، حسب مغيث. وتابع أن “الصين تولي الكثير من الاهتمام لأدب الأطفال، الذي نفتقر إليه مؤخرا في مصر”، وسلط الضوء على كتب مثل “كيف تكون طفلا جيدا” و”جدتي لا تأكل الحلوى”، وهي الكتب التي تجذب الكثير من الآباء الذين يتراوح أعمار أطفالهم بين 12 إلى 15 عاما. وأوصى بكتاب “فلسفة الصينيين الدينية” لزوار المعرض، ككتاب شامل لفهم الوضع الحقيقي للأقليات الدينية في الصين. وأبدى مغيث تفاؤلا كبيرا للغاية بشأن إقبال الزائرين على الجناح الصيني، بسبب تنوع المنشورات في الجناح الذي يهتم ببيع المنتجات الثقافية الصينية من هدايا ولعب الأطفال وغيرها. وأضاف أن أسعار الكتب في الجناح الصيني تتراوح بين 30 إلى 220 جنيها (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 15.75 جنيه)، وهي أسعار مقبولة مقارنة بأسعار الكتب باللغة الإنجليزية. ورأى أن الشعب المصري أصبح أكثر حرصا على التعرف على الاقتصاد الصيني والرؤية السياسية للصين، خاصة في ضوء العلاقات المصرية الصينية الجيدة، التي تخلو تاريخا من أي نزاعات، بل تتقاسم المواقف المتناغمة حول مختلف القضايا. وفي قسم الأطفال، كانت إيمان عادل أستاذة الرياضيات التي تبلغ من العمر 30 عاما تشتري لوحة بيضاء بإطار صيني مع ممحاة وقلم رصاص لابن عمها. وقالت عادل لـ(شينخوا)، “لقد اشتريت هدية تعليمية مع أقلام جذابة للغاية للصبي مفرط النشاط، لتشجيعه على دراسة الرياضيات”. وأكدت أن الأسعار في الجناح الصيني جيدة، مضيفة أن “زيارة الجناح الصيني مفيدة جدا لأولئك الذين يبحثون عن كتب الأطفال والأنشطة والمواد التعليمية والهدايا”. وأردفت أن “الأمر الجيد في الهدايا الصينية هنا أنها تساعد الأطفال على التعلم، على عكس الألعاب العادية التي تتسبب في شعور الأطفال بالملل بسرعة”. وتابعت “كما اشترت كتابا عن الطهي للتعرف على الوصفات الصينية.. لقد تناولت العديد من الأطباق في المطاعم الصينية وأريد معرفة طرق طبخها في المنزل”. ويضم المعرض أيضا الكثير من المطاعم والمقاهي ومناطق الأطفال، ما جعله مكانا مناسبا للعائلات لقضاء ساعات طويلة وممتعة. وقالت نورهان، وهي ربة منزل جاءت مع أطفالها الثلاث لشراء الكتب، “سأقضي اليوم كله هنا في شراء الكتب، والاستماع إلى الفرق الموسيقية وحضور بعض الفعاليات الثقافية”. واشترت ابنتها التي تبلغ من العمر أربع سنوات كتابا للأشكال والألوان مع أقلام مضيئة ودفتر على هيئة تنين بـ15 جنيها. بينما اشترت الابنة المراهقة روايتين صينيتين، هما “فتيات من الصين” و “رقص الكاهن”، بعد أن سمعت عنها من إحدى صديقاتها اللاتي يدرسن اللغة الصينية. وأوضحت الأم أنها اشترت كتابا لتعلم قص الورق، مشيرة إلى أن الجناح الصيني “قسم مثالي للعائلة للعثور على معظم الاحتياجات دون التجول كثيرا في العديد من أجنحة المعرض”.
مشاركة :