محمد حامد (بي) دخلت كرة القدم نفق السياسة، في ظل التجاذب الأميركي الروسي حالياً، حيث يرفض الروس التدخل الأميركي في شؤون الفيفا، بينما يؤكد الجانب الأميركي أن الروس يخشون من مساعي تنظيف الفيفا والقضاء على الفساد، وبعد أن كانت «الساحرة» مصدر المتعة للملايين من عشاقها حول العالم، تحولت إلى لعبة سياسية، وكان للفيفا دور في إخراجها من المستطيل الأخضر إلى مكاتب «إف بي آي» ومقرات الشرطة، وغيرها من الأماكن التي لا تتفق وسحر كرة القدم. صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، تعاملت مع تطورات الوضع الحالي بصورة سياسية، حيث قالت: «الجميع حول العالم سعداء بالقبض على أعضاء الفيفا الذين تحاصرهم اتهامات تتعلق بالرشى والفساد، ولكن هناك بعض الأطراف التي تشعر بالغضب من التحرك الأميركي لتنظيف الفيفا». وتابعت الصحيفة: «يبدو أن لملف مونديال 2018 علاقة بهذا الغضب الروسي، حيث يتم التحقيق في استضافة روسيا لهذا المونديال، وقد يتم اتخاذ قرارات تتعلق بنقل البطولة إلى خارج روسيا، أو إعادة التصويت من جديد، كما أن التحركات السياسية الروسية في السنوات الأخيرة، وخاصة فيما يتعلق بالتدخل في أوكرانيا تسبب في غضب غربي كبير، سواء في أوروبا أو أميركا، وسط دعوات متزايدة من الاتحادات الكروية في أوروبا بمقاطعة مونديال روسيا 2018». وكشفت الصحيفة عن أن 13 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، كتبوا إلى الفيفا في فترة سابقة، وتحديداً الشهر الماضي للمطالبة بسحب مونديال 2018 من روسيا، لأسباب تتعلق بالسياسة وأداء الرئيس فلاديمير بوتين في بعض الملفات السياسية، والأمور على هذا النحو تؤكد أن كرة القدم وقعت في قبضة السياسة والخلافات الروسية الأميركية، وهو تطور بالغ الخطورة يهدد مستقبل اللعبة الشعبية الأولى في العالم. ورفض الفيفا المطالب التي تقدم بها 13 سيناتور أميركي، قائلاً : إن دخول السياسة في الرياضة هو أمر مرفوض، مشيراً إلى أن إقامة المونديال في روسيا هو أمر إيجابي، ويمكن أن يكون هذا الحدث حافزاً قوياً للتقارب بين دول العالم«. في المقابل قال مسؤولون روس: إن هناك قوى أميركية تحاول القفز فوق أي شيء إيجابي في روسيا مثل تنظيم مونديال 2018 مثلاً، وجعله ساحة تجاذب ومواجهة بين البلدين، ونقلت مجلة التايمز الأميركية تصريحاً قوياً على لسان كيريل كاباروف عضو الكرملين الروسي الذي قال: «حتى إذا افترضـنا أن هناك فسادا ورشاوى في الفيفا، فما هو سبب تدخل أميركا فقط في هذا الأمر، ولماذا الآن تحديداً؟». وكانت الحكومة الروسية قد أعلنت أن التدخل الأميركي في شؤون كرة القدم بهذه الصورة، والتحاف مع السلطات السويسرية في القبض على بعض رجال الفيفا بتهم تتعلق بالفساد، هو إجراء غير شرعي، وليس له سند قانوني، كما انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التحركات الأميركية الأخيرة، ووصفت روسيا الوضع الراهن بأنه محاولة من أميركا لتطبيق قوانينها خارج حدودها. التجاذبات السياسية في ساحة كرة القدم ليست أمراً جديداً، ولكنها أصبحت أكثر وضوحاً مقارنة بما سبق، فقد كانت بداية ظهور ظل السياسية في كرة القدم خلال مونديال 1930 والتي تم تنظيمة على خلفية سياسية تزامناً مع مرور 100 عام على استقلال أوروجواي. وشهد مونديال 1938 سطوع السياسية بقوة في عالم كرة القدم، فقد أرسل الرئيس الإيطالي موسوليني إلى منتخب بلاده رسالة يقول مضمونها «الفوز أو الموت»، وحقق الإيطاليون الفوز على المجر، مما دفع نجوم المجر إلى القول بأنهم خسروا لكنهم أنقذوا أرواح نجوم إيطاليا». وتواصل الحضور السياسي في كؤوس العالم على مدار تاريخ البطولة، سواء في الستينات أو السبعينات، ووصولاً إلى ألمانيا 2006 و جنوب أفريقيا 2010، والذي تم إسناد تنظيمه إلى البلد الأفريقي بفضل السحر الكبير للزعيم التاريخي نيلسون مانديلا، وفي البرازيل 2014، كانت الأوضاع السياسية على عتبة الإنفجار بعد هزيمة البرازيل أمام ألمانيا، وأشارت تقارير إلى أن ذلك يهدد المستقبل السياسي لرئيسة البلاد، كما أن مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022 أصبحا الأكثر تأثراً بظل السياسة الخطير.
مشاركة :