هل من جديد؟ وصل الأربعة الكبار في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، الهلال والنصر والأهلي وأبها، وفي المربع الرباعي دائماً ما يوجد الكبار فقط، ولا عزاء للخاسرين، عبور الهلال من بوابة الاتفاق والنصر من بوابة العدالة بينما الأهلي تجاوز الوحدة فيما كان أبها الوافد الجديد ينتزع التأهل لنصف النهائي من الفتح، ورغم كل ما دار من أحاديث إعلامية عن التحكيم وعن تقنية «فار»، إلا أن النتيجة لا تتغير في أن الفائز يتأهل والخاسر يودع بحظ أوفر في الموسم القادم. المواجهات القادمة الهلال مع أبها، والنصر في مواجهة من النوع الثقيل مع الأهلي، من الطبيعي أن تتجه كل الأنظار نحو مواجهة النصر والأهلي، ليس فقط لقوة الفريقين وتاريخهما، بل أيضاً لكون كل فريق يحتاج هذه البطولة وبالتالي يحتاج التأهل للنهائي، الأهلي يحتاج إلى لقب هذا الموسم، والنصر يريد تأكيد سطوته في البطولات كما أنه الأكثر بعداً في الزمن من تحقيق هذه البطولة الغالية، ولهذا فإن المواجهة ستكون نارية من العيار الثقيل، بينما في الجهة الأخرى نجد أن الكل يتوقع لقاء سهل أمام الهلال في مواجهة أبها العنيد، ولكن تعودنا في كرة القدم أن المواجهات المتوقعة مسبقاً في بطولات الكؤوس دائماً ما تأتي عكس التوقعات. النصر يمتلك الحظ الأوفر على الأهلي رغم تدني المستوى الفني مؤخراً، لكن يبقى فريق النصر يمتلك من العناصر والإمكانات القادرة على حسم أي مواجهة أمام أي فريق متى ما لعب الفريق بهدوء وبعيداً عن النرفزة والتوتر، والأهلي الذي واجهت حالات كثيرة من عدم الاستقرار في تشكيلته، لكن يبقى أنه قادر على تحقيق الفوز، مشكلة الأهلي ستكون إذا لعب المدرب بمهاجمين اثنين، مما سيضعف الجبهة الوسطى لديه، وهذه لن يتركها النصر لتضيع أبداً في خنق الأهلي في الشوط الأول واقتناص هدف باكر ومن ثم ممارسة هوايته التي يجيدها وهي اللعب على المرتدات، لكن إذا لعب الأهلي بمهاجم واحد الفتاك السومة، وكثف من تواجده في الوسط دون الاندفاع نحو الهجوم مبكرًا، بالتأكيد فإنه سيحقق توازناً طبيعياً يجعل المباراة تذهب لصالح اللياقة البدنية والمهارات الفردية والتي أرجح فيها كفة الأهلي. الهلال وأبها، نعم فارق في الإمكانات بين الفريقين لا شك في ذلك، لكن هنالك عوامل تعطي دلائل أنه قد تحدث مفاجأة، الهلال يلعب ليفوز، ولكنه مرهق من كثافة المباريات في الآونة الأخيرة، وبنفس الوقت لدى الهلال مشكلة مع أي فريق يلعب بتكتل دفاعي، وهذا ما نتوقعه من أبها، ومع استمرار مشكلة الهلال في العمق الدفاعي واندفاع مدافعيه نحو منطقة عمليات الهجوم مما يتيح فرصة لهجمات مرتدة أبهاوية خطيرة، أبها منتشي بالفوز والتأهل لنصف النهائي، وإذا لعب لكي يفوز بهدوء ولم يلعب بأه حقق أكثر مما ينتظر ويتوقع، فإنه حتما لن يكون سهلاً أمام الهلال، خصوصاً أنه ليس لديه ما يخسره ويلعب لأجل المتعة والتاريخ، بينما الهلال يلعب لكي يحقق البطولة الأولى هذا العام الجديد 2020، وبنفس الوقت لا بد أن يوزع الجهد لكي لا يفرط في صدارة الدوري ويبقي حظوظه قائمة في المواجهات الآسيوية المقتربة خصوصاً أنه حامل اللقب الأكبر في آسيا. ستكون مواجهات ممتعة حقاً، وإن كنت أميل إلى ذهاب مباراة الهلال أبها إلى الأشواط الإضافية، ولكن النصر والأهلي ستحسم ولعلنا نشهد أهدافاً غزيرة فيها.
مشاركة :