بحث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الخميس في مكالمة هاتفية، العلاقات الأردنية الإماراتية “وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما”. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إنّه جرى خلال المكالمة استعراض “مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة وتبادل وجهات النظر بشأنها”. وأضافت أنّ الملك عبدالله والشيخ محمّد بن زايد أكّدا “أهمية العمل العربي المشترك والتعاون مع المجتمع الدولي لتثبيت أسس الاستقرار في المنطقة والتوصل إلى حلول سلمية تراعي مصالح الشعوب في الأمن والسلام”. وتجمع بين مملكة الأردن وبلدان الخليج علاقات جيّدة يترجمها التواصل والتشاور الدائم بين عمّان والعواصم الخليجية. وكثيرا ما يُنظر إلى دول الخليج كمصدر دعم أساسي، سياسي واقتصادي، للأردن الذي رتّبت عليه جغرافيته بجوار ساحات غير مستقّرة أعباء إضافية. وتضاعفت تلك الأعباء بتفجّر الصراع في سوريا وانتقال عدوى عدم الاستقرار إلى العراق المجاور. وخسر الأردن بذلك تعاونه الاقتصادي مع البلدين وتحوّلت أراضيهما إلى مصدر تهديد أمني لأراضيه، فضلا عن تدفّق اللاّجئين السوريين إلى المملكة ذات الإمكانيات المادية المحدودة. إضافة إلى ذلك تجمع بين عمّان وعواصم الخليج، وتحديدا أبوظبي والرياض، مقاربات متطابقة في الغالب بشأن أوضاع الإقليم وقضاياه الراهنة، ومن ضمنها قضية التدخّلات الأجنبية في الأوضاع الداخلية لبلدانه. وكان الملك عبدالله الثاني من أوائل المحذّرين بشكل مبكّر من هلال شيعي تعمل إيران على إنشائه في المنطقة، وهو ما بدا لاحقا بصدد التحقّق من خلال محاولة طهران السيطرة على العراق وسوريا ولبنان واليمن باستخدام أذرع لها داخل تلك البلدان، إضافة إلى محاولتها نقل التوتّر إلى قلب منطقة الخليج عبر إشعال فتيل التوتّر الطائفي داخل مملكة البحرين. وخلال السنوات الأخيرة دخلت تركيا كلاعب جديد في مجال التدخّل في الشؤون الداخلية لبلدان جوارها العربي، محاولة استغلال حالة عدم الاستقرار في تلك البلدان، لاسيما في سوريا وليبيا. وحاولت أنقرة التقرّب من عمّان باستخدام ورقة التعاون الاقتصادي المغرية للأردن، لكن المواقف السياسية الأخيرة للقيادة الأردنية من التدخّل التركي في ليبيا وانتقادها لسياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيال الملف الليبي، أشّرا على إعادة تعديل المملكة لبوصلتها الدبلوماسية صوب المنطقة الخليجية بعيدا عن أنقرة ومطامعها
مشاركة :