وكلاء ايران يستغلون مقتل سليماني لتوسيع عداء العراقيين لواشنطن

  • 1/24/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حثت فصائل شيعية مدعومة من إيران العراقيين على الخروج في مسيرة مليونية الجمعة بهدف استنهاض المشاعر المعادية للولايات المتحدة في وقت أصبح فيه الصراع الأميركي الإيراني يدور في شوارع بغداد. ولمن يقفون وراء هذه المسيرة هدفان حسب ما يقول المراقبون: الأول الضغط على واشنطن لسحب قواتها من العراق والثاني للتغطية على الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي كانت بمثابة تحد لسيطرة الفصائل على السلطة. ومن المرجح أن تنتهي المسيرة عند بوابات السفارة الأميركية حيث دارت اشتباكات عنيفة الشهر الماضي عندما حاول أنصار الفصائل الشيعية اقتحام مجمع السفارة. ومن المحتمل أن يسوء الوضع مرة أخرى. وقد أعطى قتل الولايات المتحدة للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في بغداد هذا الشهر دفعة جديدة لوكلاء إيران في العراق. لكن نوابا ومحتجين ومحللين يقولون إنه أثار أيضا شبح تفجر مزيد من الصراع المدني في بلد مزقته حرب طائفية على مدار سنوات. وقال فنار حداد الزميل الباحث بمعهد الشرق الأوسط بالجامعة الوطنية في سنغافورة "الاغتيال أمد الطبقات السياسية والاعبين الميالين لإيران خاصة بشريان حياة". وأضاف "فقد خلق قضية مضادة وأزمة مضادة دفعت الاحتجاجات نشرات الأخبار.. حتى ولو لفترة وجيزة". من المحتمل أن تتطور مسيرة الجمعة إلى اشتباكات بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وأنصار الفصائل الذين يؤيدون الأحزاب التي تسيطر على الحكومة والبرلمان. جاءت الدعوة للمسيرة المليونية من رجل الدين مقتدى الصدر الذي يعارض التدخل الأجنبي في العراق لكنه أصبح يأخذ في الآونة الأخيرة مواقف أقرب إلى إيران. ويخشى المحتجون المناهضون للحكومة أن تسوء الأمور، ومنذ أشهر يقيم المحتجون في خيام في بغداد ومدن جنوبية احتجاجا على فساد الحكومة المتحالفة مع إيران. وقال المحتج عبد الرحمن الغزالي في ساحة التحرير في بغداد مركز الانتفاضة "هذه المسيرة المليونية مختلفة عما يريده الشارع. فهي تؤيد النظام السياسي الحالي في البلاد ولا تعارضه". وقال الغزالي ومتظاهرون آخرون إن حركتهم قد تتعرض للتهميش بفعل ضخامة أعداد من يشاركون في المسيرة المناهضة للولايات المتحدة، وأسلحتهم. وقال الطالب حسين علي "لن أشارك في الاحتجاجات المقبلة ضد أمريكا". ودفع مقتل سليماني وقائد الفصائل العراقية أبو مهدي المهندس في هجوم بطائرة مسيرة بالعراق وبالمنطقة الأوسع إلى شفا الحرب بين إيران والولايات المتحدة. والخاسر الأكبر هو العراق الذي يتنافس فيه الطرفان على النفوذ. ولا يزال في العراق أكثر من 5000 جندي أميركي بعد 17 عاما من اجتياح العراق والإطاحة بحكم صدام حسين. وبعد أن هزم تحالف غير متوقع جمع بين القوات العراقية وتحالف بقيادة أميركية والفصائل الشيعية المدعومة من إيران تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017، شهد العراق فترة هدوء نسبي استمرت عامين. وتبدد هذا الهدوء بالاضطرابات التي تفجرت في أكتوبر عندما بدأت قوات الأمن قتل المتظاهرين الذين التزموا في معظم الأحيان بسلمية التظاهر وأدى التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى تزايد الفوضى. وقد هيمن على مظاهرات الاحتجاج شبان في مقتبل العمر ينتمون لجيل نكب بالبطالة المتفشية وطبقة سياسية فاسدة وسنوات الصراع. فرغم ثروة العراق النفطية لا يزال كثيرون يعيشون في فقر. ولقي أكثر من 450 شخصا مصرعهم مع إقدام قوات الأمن على فتح النار بالذخيرة الحية والرصاص المطاطي وإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع مباشرة على المتظاهرين ودارت اشتباكات على ثلاثة جسور على نهر دجلة تؤدي إلى المنطقة الخضراء في بغداد. ومن المحتمل أن تتطور مسيرة الجمعة إلى اشتباكات بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وأنصار الفصائل الذين يؤيدون الأحزاب التي تسيطر على الحكومة والبرلمان. وقال المحلل فنار حداد إن الاحتجاجات المناهضة للحكومة ستستمر مع ذلك. وأضاف أن على السلطات ألا تخفق في تشكيل حكومة جديدة. ويدور شد وجذب بين الكتل العراقية منذ أسابيع حول من يخلف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي يتولى رئاسة حكومة تصريف الأعمال بعد أن استقال في نوفمبر تحت ضغوط الشارع. وكشفت تداعيات مقتل سليماني عن شرخ آخر في مسرح الأحداث السياسية في العراق، سواء فيما بين المسلمين الشيعة أنفسهم أو فيما بين الشيعة والسنة من جديد. وكثف مقتدى الصدر والقيادات المتحالفة مع إيران الدعوات هذا الشهر لانسحاب القوات الأميركية فيما يعد استعراضا نادرا للوحدة بين الفصائل الشيعية المتنافسة. لكن نوابا يقولون إنه ليس من المتوقع أن تستمر هذه الوحدة لفترة طويلة وستستمر الصراعات على السلطة. وربما تتأخر العملية أكثر من ذلك بسبب الخلافات بين الصدر ومنافسه السياسي الرئيسي هادي العامري الذي يملك تحالف الفصائل المدعومة من إيران بزعامته نفوذا كبيرا في البرلمان. وقال عدد من النواب إن الصدر منع باعتراضه ترشيحا وشيكا لرئيس وزراء جديد من جانب العامري هذا الأسبوع. وللمرة الأولى منذ قرابة عامين تم التصويت في البرلمان على أساس طائفي على مطالبة الحكومة بإخراج القوات الأميركية من البلاد حيث صوتت الأحزاب الشيعية بالموافقة على الاقتراح بينما قاطع النواب السنة والأكراد الجلسة. وقال سياسي عراقي كبير مشترطا عدم نشر اسمه "عندما واجه العراق تحدي الدولة الإسلامية الأمني كانت هناك عملية سياسية صحية لكن البلد الآن مفتت واختفت تلك العملية".

مشاركة :