أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل ما يصل إلى 40 جنديا سوريا في هجوم كبير شنه مسلحون على القوات الحكومية في إدلب، الخميس، لكن مسؤوليْن من المعارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان كذبوا هذه الرواية. وإدلب آخر محافظة تخضع لسيطرة الفصائل المعارضة والجهادية في سوريا، وتتعرض منذ أسابيع لتصعيد كبير من قبل القوات الروسية والسورية، ما دفع مئات الآلاف من المدنيين إلى الفرار باتجاه الحدود التركية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن المسلحين استولوا على منطقتين سكنيتين في إحدى الهجمات قائلة إن قوات الجيش السوري اضطرت للتخلي عن بعض مواقعها في جنوب شرق ما يسمى منطقة خفض التصعيد في إدلب بسبب قذائف صاروخية. ولم تتحدث وسائل الإعلام الرسمية السورية عن وقوع أي خسائر في صفوف الجيش لكنها قالت إن هجوما شمل سيارات ملغومة وإطلاقا كثيفا للنيران، في وقت مبكر الخميس، أجبر بعض القوات السورية على إعادة الانتشار. ونفى ناجي المصطفى، وهو المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير، رواية وسائل الإعلام السورية والحكومة الروسية وقال إنه لم يقع أي هجوم من هذا النوع، الأربعاء أو الخميس. وأضاف أن هجمات نفذت ضد قوات الحكومة، في وقت سابق هذا الأسبوع، ردا على تصعيد الضربات الجوية ضدهم في إدلب لكن المنطقة لم تشهد أي عمليات في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال المرصد السوري أيضا إنه لم يقع أي هجوم على قوات الحكومة في إدلب، الخميس، لكنه رصد نحو 400 غارة جوية روسية وسورية في المنطقة، منذ الأربعاء، في إطار تصعيد الهجوم الذي بدأ منذ ديسمبر. وذكرت الدفاع الروسية، أن القوات السورية قتلت ما يصل إلى 50 مسلحا وأصابت ما يصل إلى 90 مهاجما بجراح. وأوضحت موسكو أن المهاجمين ينتمون إلى فصائل مختلفة بينها الحزب الإسلامي التركستاني وجبهة تحرير الشام، التي كان اسمها جبهة النصرة من قبل، والتي كانت تتبع تنظيم القاعدة حتى عام 2016. وأردفت روسيا أن المسلحين كانوا مجهزين بشاحنات صغيرة وناقلات أفراد مدرعة ودبابات ومدافع ثقيلة. ويخشى كثيرون من أن تكون الرواية الروسية هدفها تصعيد العمليات العسكرية لاستعادة المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا، خاصة وأن القتال بات يقترب من المناطق الآهلة. وجدير بالذكر أن روسيا كانت أعلنت في بداية يناير عن هدنة في إدلب إلا أنها لم تصمد سوى أيام قليلة حيث عاود الطيران الروسي والسوري قصف معاقل الفصائل، وسط اعتقاد بأن هناك اتفاقا روسيا تركيا لاستعادة دمشق المحافظة. واعتبر الاتحاد الأوروبي، الخميس، أن استئناف النظام السوري وحلفائه الهجوم على إدلب هو أمر “غير مقبول” وطالب بوقف الضربات الجوية. وحذّر الاتحاد الأوروبي أنه “سيُبقي على العقوبات ضد نظام (الرئيس بشار الأسد) طالما هذه الهجمات الوحشية مستمرة”، لافتا إلى أن “وجود مجموعات إرهابية مدرجة على لائحة الأمم المتحدة، في إدلب، لا يتيح تجاهل القانون الإنساني الدولي”. وتسيطر هيئة تحرير الشام التي تقودها النصرة على أكثر من نصف مساحة إدلب، فيما المساحة المتبقية موزعة على فصائل راديكالية ومعتدلة. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :