اختتم أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى؛ والوفد الإسلامي الرفيع الذي يرافقه برفقة كِبار العلماء المسلمين، زيارته التاريخية إلى معسكر الإبادة الجماعية لليهود بأوشفيتز في بولندا. جاء ذلك في بداية جولة دولية تشمل زيارة أخرى لموقع المذابح في سربرنتشا بالبوسنة والهرسك. وكان "العيسى"؛ قد زار أوشفيتز مترئساً وفداً يضم 25 عالماً إسلامياً من مختلف المذاهب، مصحوباً بقيادات دينية من عدد من أتباع الأديان، بمناسبة الذكرى السنوية "75" لتحرير المعسكر من قبضة النازيين الذين قتلوا أكثر من مليون يهودي أعزل. وأكّد "العيسى"؛ خلال لقائه المسؤولين تنديد الرابطة والوفد المرافق بالجرائم البشعة التي وقعت في المدينة؛ أياً كان فاعلها وأياً كان ضحيتها. وقال: الإسلام دين عدالة وقيم بمعايير ثابتة لا تزدوج ويجرّم -بشدة- هذه الأفعال الوحشية ويصنفها في طليعة الجرائم الفوقية. وأضاف: لقد حضرت هنا والتقيت أحفاد الناجين من المذابح في أوشفيتز، لقد وقعت جرائم بشعة بحق الإنسانية جمعاء في هذه المواقع. وأردف بالقول: إننا اليوم لا نكرّم ذكرى الموتى فحسب، بل نحتفي بالأحياء أيضاً، لقد كانت القصص المفزعة التي سمعناها من الناجين دليلاً على إنسانيتنا المشتركة، وهناك مسلمون سعوا لإنقاذ اليهود من المحرقة معرّضين أنفسهم بذلك لخطر كبير، هؤلاء هم مَن يمثلون قيم الإسلام الحقيقية، وزيارتنا هذه تهدف لنشر الأخوة والسلام والمحبة في العالم أجمع. ورافقَ الأمين العام في جولته المدير التنفيذي للجنة اليهودية - الأمريكية ديفيد هاريس؛ الذي قال: إنها زيارة مهمة من أجل بناء جسور الصداقة والتعاون بين المسلمين والمسيحيين واليهود من أجل عالمٍ تسوده الإنسانية ويكفل الأمن للجميع. ومن المقرر أن يزور "العيسى"؛ خلال أيام، مدينة سربرنتشا بجمهورية البوسنة والهرسك؛ ليقف على آثار مواقع المذابح الجماعية التي اُرتكبت بحق المسلمين مطلع التسعينيات.
مشاركة :